أوضح مسؤولان أميركيان أمس توجهات واشنطن الجديدة في العراق والشرق الأوسط. الأول السفير كريستوفر هيل الذي قال، خلال جلسة استماع في الكونغرس، إن «علاقة العراق مع جيرانه ستحدد شكل المنطقة في السنوات المقبلة»، وتساءل: «هل العالم العربي السني على استعداد لإفساح المكان لدولة يقودها الشيعة ولا يهيمنون عليها»؟ أما الموقف الثاني فأعلنه قائد القوات الأميركية الجنرال راي أوديرنو الذي قال إن واشنطن تدعم الأمم المتحدة لوضع حدٍ لتدخل الدول المجاورة، وتجنب الرد على سؤال عن مدى صدقية الأدلة على تورط دمشق في هجمات «الأربعاء الدامي» التي أعلنها العراق، مكتفياً بالقول: «هناك مجموعات مسلحة تتلقى دعماً مالياً وفنياً من سورية».
وفيما أكد وزيرالخارجية التركي أحمد داود أوغلو خلال مؤتمر صحافي في عمان مع نظيره الأردني ناصر جودة أن الأيام المقبلة ستشهد تطورات إيجابية، أعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى مساء أول من أمس التوصل إلى اتفاق، بين وزيري الخارجية السوري وليد المعلم والعراقي هوشيار زيباري على تسوية الأزمة بين البلدين في إطار عربي وإقليمي. وأكد مواصلة التوسط بينهما وعقد أربعة اجتماعات على مستوى وزاري، الأول سيكون في تركيا الأسبوع المقبل.
وقال هيل أمس أن الولايات المتحدة تأخذ الاعتداءات الأخيرة في العراق «على محمل الجد». وتنسق مع السلطات العراقية في التحقيقات والأمن والعلاجات الطبية المرتبطة بهجمات 19 الشهر الماضي، وأكد أن «طريقة تعامل العراق مع جيرانه ستحدد الإطار الاقليمي للمنطقة في السنوات المقبلة».
وأضاف ان العراقيين «وقفوا بصلابة ورفضوا الأعمال الانتقامية ودورة جديدة من العنف كالتي شهدتها البلادعام 2006»، واتهم تنظيم «القاعدة» بمحاولة اعادة اشعال العنف في الأشهر الأخيرة.
وتابع: «ان العراق في مركز الشرق الأوسط تحده دول مثل السعودية وايران وحليفتنا في حلف شمال الأطلسي تركيا». وزاد أنه «للمرة الأولى منذ عقود أصبح أمام العراق فرصة ليكون مصدر استقرار اقليمي ونمو اقتصادي بدل أن يكون مصدر تشنج ونزاع».
وتطرق الى علاقة بغداد بجيرانها، مندداً بالتأثير الايراني السلبي في تدريب وتسليح الميليشيات، ووصف العلاقة مع سورية بـ «المتوترة». وتساءل: «هل العالم العربي السني على استعداد لافساح المكان لدولة يقودها الشيعة ولا يهيمنون عليها»؟
إلى ذلك، جدد الجنرال أوديرنو اتهام دمشق بدعم الجماعات المسلحة، وأوضح في تصريحات الى «الحياة» انه «خلال السنوات الماضية كانت سورية تقدم الدعم بطرق غير مباشرة الى بعض المقاتلين، فضلاً عن الدعم المالي». واضاف أن دمشق «لم تغير هذا النمط من التدخل والقوات الاميركية تراقب ذلك عن كثب ولا يمكنها التدخل الا إذا طلبت الحكومة العراقية ذلك، على ان نقدم لها الدعم والاسناد داخل الاراضي العراقية وليس خارجها».
وعن الادلة والوثائق التي عرضها العراق، متهماً سورية بدعم منفذي التفجيرات المزدوجة التي ضربت بغداد أخيراً ومدى قناعته بتلك الادلة اكتفى اوديرنو بالقول: «هناك مجموعات مسلحة تتلقى دعماً مالياً وفنياً من سورية»، رافضاً التطرق الى الادلة والاعترافات التي بثتها الحكومة العراقية.
وعن تدويل الخلاف السوري- العراقي قال: «نحن مع طلب الحكومة العراقية من الامم المتحدة التحرك لحسم تدخل كل دول الجوار التي ثبت تورطها في اعمال عنف او تدخلها في شؤون العراق».
في القاهرة، قال موسى إن الجامعة العربية قدمت خلال الاجتماعات التي عقدت على هامش المجلس الوزاري العربي مساء أول من أمس اقتراحات عدة لتطويق الأزمة السورية - العراقية «قوبلت بردود فعل إيجابية من الطرفين»، مشيراً إلى أنه سيتم عقد أربعة اجتماعات يحضرها العراق وسورية وتركيا والجامعة، خلال الفترة المقبلة «لاستكمال الجهود العربية».
وأضاف في مؤتمر صحافي مساء أول من أمس: «سنستأنف الاجتماع الرباعي الاسبوع المقبل فى اسطنبول، وسنجتمع على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، وربما تكون هناك جولة رابعة فى الجامعة العربية لبحث هذا الموضوع». وزاد ان «الوقت الحالي هو وقت العمل العربي والاقليمي للتغلب على النزاع العراقي - السوري»، مشيراً إلى أن هناك «عملاً مهماً سيتم بالتنسيق بين الجامعة العربية وتركيا وبترحيب ودعم من العراق وسورية».
من جانبه، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن «الاجتماع الرباعي الذى جرى كان مهماً للغاية وتم خلاله شرح وجهات النظر السورية والعراقية بكل موضوعية، وكان الهدف أن نركز على الانفجارات الدامية التى حدثت فى بغداد وذهب ضحيتها مدنيون شهداء». وأضاف: «هناك سوء فهم لحقيقة ما جرى لأن الموقف السوري كان رافضاً باستمرار لهذه الجريمة».
من جانبه، أكد زيباري، فى تصريحات عقب الاجتماع، أن بلاده طلبت معالجة جذرية لكل القضايا التي تعيق العلاقات مع دمشق واعادة الأوضاع إلى طبيعتها. وأوضح أنه «تم الاتفاق على سلسلة من الخطوات تبدأ بلقاءات ديبلوماسية أو فنية»، لافتاً إلى أن «الاجتماعات ستكون على مستوى وزاري بين العراق وسورية»، ونفى أن تكون هناك لجنة فنية ستذهب الى سورية خلال الأيام المقبلة. وقال إن «موقف الحكومة العراقية من هذا التأزم واضح جداً والموقف العراقي موحد ومتضامن. جميع المواطنين ملتفون حول الحكومة ومتضامنون معها وسنمضي بهذا الموقف من أجل حماية العراقيين من أي خطر، أياً كان مصدره ونتوقع ونتطلع إلى تفاهم وتجاوب لمعالجة القضايا».
«الحياة»
أقرأ ايضاً
- فرض غرامة مالية قدرها مليون دينار على نواب البرلمان العراقي
- عالمياً وعربياً.. العراق ضمن أغلى أسعار وجبات الطعام في المطاعم
- واشنطن: ترامب يعتزم إنهاء النزاع في أوكرانيا