طالب ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد احمد الصافي ممثلي الكيانات السياسية بتوحيد خطابهم الإعلامي خدمة لمصلحة المواطن والوطن بقوله: إن الشعب بحاجة إلى خطاب سياسي يبقى محافظا على هويته ورصانته رغم الاختلافات، فمصلحة البلد بلا شك مقدمة على كل الاعتبارات الأخرى فلابد للسياسي أن يجعل من ثوابته الاهتمام بمصالح البلد والشعب سواء كان في وحدة البلد أو سيادته وأيضا الحفاظ على وحدة تماسك جماهيره.
جاء ذلك في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 14 رمضان المبارك 1430هـ الموافق 4-9-2009م وأضاف إن الخطاب اليوم يؤثر في الناس ، والعراق في الوقت الحاضر مملوء بخطابات وبوسائل إعلام كثيرة يفترض أن يكون فيها جامع لكل هذه الكيانات.
مشيرا إلى أن الكثير قد وضعوا ثقتهم في بعض الجهات فان كانت هذه الجهات تهدف إلى رأب الصدع وتوحيد الكلمة في البلد هذا سيتأثر وسينعكس إيجابا على بقية الأفراد رغم اختلاف وجهات النظر، لكن إذا كان الخطاب يبدأ بطريقة تؤجج مشاكل نحن في غنىً عنها ومن المفترض الإحجام عن طرحها وذكرها تجنبا للمشاكل والمطبات.
ودعا سماحته الإخوة المتصدين أن يكون الخطاب هادفا وفي نفس الوقت لا يمس الثوابت الوطنية المهمة، معتقدا أن الدول المتطورة وعلى الرغم من تنافسها في تقديم الأفضل في التقدم والتطور فهي سباقة في التنافس الشريف الذي يصب في وحدة البلاد لا تشتتها.
وعن الخروقات الأمنية التي تعصف بالبلاد بين الفينة والأخرى أوضح سماحة السيد أحمد الصافي أنها حصلت مؤخرا في محافظة بابل وبالتحديد في مرقد أولاد مسلم ( عليهم السلام) في منطقة المسيب، واصفا إياها وبالرغم من الجهود المبذولة من قبل الأجهزة الأمنية بأنها غير محسوبة، داعيا في الوقت نفسه الى بذل الجهود المكثفة لردم تلك الهفوات التي إن توانينا عنها فإنها تولد عندنا مشكلة كبرى، فالخسارة التي تنتج من هذه الهفوات خسارة عظمى وان قضية استهداف المقدسات الدينية يجب أن تدق ناقوس الخطر عند الجهات المختصة، وأشار سماحته الى إن الاستهداف يكون تارة في الأزقة والأسواق بين الناس العزل وتارة يستهدف تمزيق وضرب مؤسسات الدولة كما حدث في الأربعاء الدامي وأخرى استهداف المقدسات فإن وراء تلك الجرائم جميعها جهات سياسية معينة، وقضية المقدسات غالبا ما تكون جهاتها اخطر وجهات قد تتعامل بالفتوى لأنها تستهدف مراكز حساسة تمس عقيدة الناس وبالنتيجة تولد ردود فعل كبيرة.
وطالب سماحة السيد الصافي المسؤولين الأمنيين بالقضاء على تلك الحالة من خلال التقصي والقبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة لينالوا جزاءهم العادل، فإن التعرض للمقدسات الدينية مهما تكن عملية الاختراق سهلة فيها فان نتائجها ستكون وخيمة وغير محمودة العواقب.
وحذر في التعامل مع قضية المقدسات قائلا: لا يمكن أن يغفل المتصدي لذلك إطلاقا، فالغفلة غير مسموحة في القضايا الأمنية ولا بد من اختيار عناصر يعرف تاريخها وان تكون عناصر لا تقع تحت التأثير والإغراء وان لا تكون عناصر بسيطة الذهن تستدرج بسهولة .. حيث أن قضية المقدسات قضية مهمة وخطرة في نفس الوقت والذي وراءها يكون أكثر حقداً يحاول أن يتعامل بأجندة خاصة .
وعن معاناة أهالي البصرة في صعوبة حصولهم على المياه العذبة قال ممثل المرجعية الدينية العليا إن هناك أخبارا تصل من البصرة حول شدة ملوحة المياه وهذه الأخبار مقلقة جدا وبدأ الناس يعانون من آثار هذه المسألة، طبعا الكوارث الطبيعية في العالم تحتاج إلى جهد استثنائي والأخبار تنذر بحصول كارثة في بعض مناطق البصرة من شدة ملوحة المياه التي تؤذي الناس فضلا عن الحيوانات والمواشي ما ينذر أن هناك خطرا حقيقيا يلوح في الأفق.
وعن معالجة ذلك ذكر سماحته إن هناك إمكانيات إن توفرت فهي قادرة على حل تلك المشاكل، ولكن للأسف نحن عندنا مشكلة في البلد وهي أن كل وزارة تعمل لوحدها بلا تنسيق مع الوزارات الأخرى، المشكلة هي أن المياه العذبة لا تصل اغلب المناطق وإن أهل البصرة يقولون إن وسائل نقل المياه العذبة وسائل شحيحة لا تكاد تكفي وحتى هذه المياه الشحيحة تعطى نصفها مجانا والنصف الآخر يضاف له ماء مالح حتى يباع.
ونوه سماحته إلى الطريقة اللاإنسانية في حل هذه المشكلة التي تخص البلد متسائلا ما هو موقف وزارة الموارد المائية وكيف تعالج شحة المياه هناك؟ هل هناك اتفاقيات تراعى؟ وما هي المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تنظم العلاقة بين الدول المتشاطئة؟ وإذا تم التجاوز على العراق فما هو الموقف العالمي والمحلي والإقليمي؟ هل يمكن أن نسمح بان يبقى هؤلاء الإخوة يعانون ما يعانونه من أزمة المياه ونحن ما زلنا نجهل حقيقة الأمر ما هو؟ هل نرمي المشكلة كلها في خانة الدول الإقليمية وتبقى الناس تعاني؟!.
وأخيرا حذر سماحته من تعاظم تلك المشكلة بقوله إن اللاأبالية إزاء تلك المشاكل تنذر بكارثة وهذه المنطقة تحتاج إلى جهد استثنائي إذ لا بد من أن تتدخل الوزارات في حل هذه المشكلة إلى أن يشعر المواطن إن الدولة معه، ولا يحصل ذلك إلا بعد اتحاد الجميع في حل هذه المشاكل وبذل الجهود المضنية في سبيل ذلك...
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- غزة تلتقط أنفاسها: اتفاق وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ
- الامم المتحدة :المرجع الديني السيد علي السيستاني مرجعية عالمية
- رئيس الجمهورية يصل محافظة الأنبار ويلتقي محافظها (صور)