أكد مدير هيئة اجتثاث البعث السابق علي اللامي الذي اطلقته القوات الأميركية اخيراً، ان قائد القوات السابق في العراق الجنرال ديفيد بترايوس طلب منه التعاون مع الاستخبارات للإدلاء بمعلومات تدين زعيم (المؤتمر الوطني) أحمد الجلبي بالارتباط بإيران، مشيراً الى وجود (سجن سري تابع للاستخبارات الاميركية في بلدة بلد) شمال بغداد.وقال اللامي انه لم يكن معتقلاً لدى القوات الأميركية بل \"في سجن سري تابع للاستخبارات\"، ووصف في حديث إلى «الحياة» زنزانات المعتقل الذي أودع فيه والتعذيب النفسي الذي يتعرض له المعتقلون، وكشف موقعه. وأضاف: \"في اليوم الثامن عشر على خطفي ابلغني المحققون ان بترايوس يطلب التحدث معي. ثم نقلوني أربع مرات ورموني في موقع قذر في حاوية من الخشب مليئة بالبعوض والقاذورات، حيث بقيت 7 ايام، بعدها تحدث الي بترايوس في مكتب خاص قرب الحاوية وعبر دائرة تلفزيونية مغلقة. بدأ حديثه بالعربية. قال علي فيصل حمد كريم اللامي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته\". وتابع \"انت معتقل لدى القوات المتعددة الجنسية بموافقة الامم المتحدة والحكومة العراقية، وانت متهم بارتكاب اعمال مخالفة للقانون وبالاتصال بمجموعات ارهابية ودعم مجموعات ارهابية وبالعلاقة مع احزاب ودول ارهابية مثل حزب الله في لبنان وايران. ثم قال لي ايضاً، انت متهم بدعم وتمويل الجماعات الارهابية داخل العراق، مثل الجماعات الخاصة التابعة لإيران، ومرتبط بشخصيات إرهابية (لم يرغب في نشر اسمائها) وخططت لعملية تفجير المجلس البلدي في مدينة الصدر(...) موقفك معقد وعليك التعاون مع المحققين بإعطائهم معلومات عن شخصية سياسية عراقية\". وأوضح : انه\"خلال 18 يوماً كان المحققون يطلبون مني كتابة اعتراف خطي عبارة عن شهادة تفيد بأن للجلبي ارتباطات مع ايران. وكتب احد المحققين بالعربية على لوح داخل مكتبه هذه المعادلة: علي اللامي زائد التعاون يساوي اطلاق سراح. وقرأها ودعاني إلى قراءتها ايضاً. ثم طلب مني توقيع وثيقة اشهد فيها أن الجلبي متورط بأعمال عنف ودعم المجموعات المسلحة المرتبطة بإيران\". وحول التهم التي تلاها عليه بترايوس قال:\"هذه التهم كانت شكلية وكل التحقيقات كان هدفها إطاحة الجلبي\". اما عن اطلاقه فقال: \"كان الإطلاق بعد عرضي على جهاز كشف الكذب عشر مرات متتالية، ثم ابلوغني انه سيتم تسليمي الى الجيش الأميركي\". وروى اللامي قصة اعتقاله في مطار بغداد وقال ان \"عناصر الاستخبارات الاميركية نفذوا العملية (...) كنت قادماً من بيروت بصحبة عائلتي وبعد تأشير دخولي البلاد طلب مني رجل امن عراقي يعمل في المطار التدقيق في جواز سفري وقادني الى احد الممرات القريبة، حيث طوقني اربعة مدنيين اميركيين مدججين واقتادوني الى معسكر قريب من المطار وبعد ساعات نقلت جواً الى سجن سري قضيت فيه 38 يوماً عرفت في ما بعد انه في قاعدة بلد شمال بغداد وتابع للاستخبارات الاميركية وليس للجيش\". وزاد: \"في احد الايام وعند خروجي من الزنزانة الى الحمامات سنحت لي الفرصة من قبيل الصدفة اكتشاف ان السجن الذي انا فيه عبارة عن قاعة مغلقة مقسمة الى ثلاثة اجزاء، الأوسط يضم ادارة السجن والحمامات فيما تنتشر على جانبيه مجموعتان من الزنزانات، كل واحدة منها عبارة عن خمسة قواطع تضم خمس زنزانات حديد، ما يعني أن في كل جهة 25 زنزانة في كل واحدة نزيل\".وتابع اللامي وصفه للسجن فقال ان \"الزنزانة عبارة عن صندوق حديد مقاساته 180 سم طولاً و220 سم عرضاً و200سم ارتفاعاً، فيه سرير بعرض 60 سم مثبت على المقطع العرضي ويرتفع عن الارض 50 سم\". اما الزنزانة \"فليس فيها اي اثاث ويقضي نزيلها فترة سجنه من دون فراش او غطاء في درجة حرارة صفر مئوية، حيث يضخ الهواء البارد الى المحجر عبر 835 ثقباً قطر واحدها نصف انش. و220 ثقباً آخر بقطر ربع انش لخروج الهواء. وهذا يبقي السجناء، وبعضهم بلا ملابس من دون نوم، مع منع اداء فريضة الصلاة التي يمكن في حركاتها ادخال الدفء الى الجسم كما يرفض السجانون اخراج النزلاء للوضوء ويمتنعون عن بيان اتجاه القبلة ويرفضون ان نصوم\". اما عن العقوبات التي تعرض لها فقال \"لم اكن مشاكساً لكن اصراري على عدم تلبية مطالبهم او ما يسمونه التعاون معهم. قاموا بربط يدي الى رجلي داخل المحجر لمرتين، الاولى استمرت 3 ايام والثانية 5 ايام».وافاد بأن \"جميع، الذين سنحت لي الفرصة رؤيتهم من السجانين او في ادارة المعتقل، مدنيون، وليسوا من الجيش كما هو الحال في سجن كروبر الذي يديره الجيش الاميركي ونقلت اليه وأودعتني فيه المتعددة الجنسية في 3 تشرين الأول ( اكتوبر) العام الماضي. في كروبر استفسرت عن سبب اعتقالي فقالوا لي في ادارة المعتقل انت معتقل لدينا منذ الثالث من تشرين الأول ( اكتوبر) ولا نعلم شيئاً قبل ذلك\".وكان (المؤتمر الوطني العراقي) قد اعلن عن اطلاق سراح علي فيصل اللامي مدير دائرة المتابعة والتنفيذ في هيئة اجتثاث البعث في 17 من اب الماضي .
المصدر : الحياة اللندنية
أقرأ ايضاً
- الامم المتحدة :المرجع الديني السيد علي السيستاني مرجعية عالمية
- اغتيال قاضيين بهجوم مسلح أمام المحكمة العليا في إيران
- استنفر جميع ملاكاته... مستشفى السفير يضع خطته الطبية لزيارة وفاة العقيلة زينب (عليها السلام)