اكد الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي انه من الضروري الفصل بين المراقد المقدسة لائمة اهل البيت عليهم السلام والاثار الاخرى المنتشرة في العراق او خارجه باعتبار المراقد المقدسة تمثل اثارا حية تحتاج الى تغير مستمر يواكب التطور العمراني مع الحفاظ على الجوانب الاثرية والقدسية لها.
وقال الكربلائي خلال استقباله وفدا هندسيا ضم رئيس جامعة بغداد الدكتور موسى الموسوي ومدير عام الدائرة الهندسية في ديوان الوقف الشيعي المهندس زهير الانصاري وممثل جامعة بغداد لشؤون الاعمار والمشاريع الدكتور محمد قاسم ورئيس قسم الهندسة المعمارية في الجامعة الدكتور بهجت رشاد ياسين والدكتورة صبا حسن من قسم الهندسة المعمارية بجامعة بغداد وكودار هندسية من اللجنة الاستشارية للعتبتين المقدستين واعضاء مجلس ادارة العتبة الحسينية المقدسة قال انه \"من الخطأ النظر للمراقد المقدسة وللاثار العامة بنظرة واحدة كون المراقد المقدسة ليس حالها كحال الاثار الاخرى، مشيرا بانه لو تم استعراض الصور التاريخية للتطور العمراني الذي شهده مرقد الإمام الحسين عليه السلام بدء من ثورة المختار الثقفي وحتى وقتنا الحاضر فانه سيلمس وجود تطور عمراني متعاقب يماشي الحاجة الماسة الى ذلك التطور .
[img]pictures/2009/08_09/more1250838255_1.jpg[/img][br]
وجرى خلال اللقاء ايضا مناقشة مشروع توسعة الحائر الحسيني الذي باشرت به الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة والي يتمثل اضافة بناية ملاصقة لسور المرقد الخارجي بعرض (10) متر وباربع طوابق ومن ضمنها السرداب ستستخدم كقاعات كبيرة لايواء الزائرين وتسهيل مراسيم الزيارة.
واضاف الكربلائي في اللقاء الذي عقد في دار ضيافة العتبة الحسينية المقدسة \" ان العراق شهد في الآونة الأخيرة التزام ديني وارتباط كبير بائمة اهل البيت عليهم السلام وهذا ماتؤكده الزيارات المليونية التي نشهدها طوال العام لاحياء مراسيم اهل البيت عليهم السلام وخصوصا الامام الحسين عليه السلام كونه يمثل امتدادا حيا للرسالة المحمدية الاصيلة، مما حدى بمرقده الطاهر استقبال اعداد مليونية كبيرة خلال العام الواحد منها الزيارة الاربعينية التي سجلت الاحصائيات الرسمية بان اعداد الزائرين تراوح بين (10-12) مليون زائرا وزيارة عرفه (5-6) مليون زائر والزيارة الشعابنية (4-5) مليون زائر وزيارة عاشوراء وزيارة العيدين وليالي الجمع وغيرها من المناسبات الدينية التي لو قورنت بالأعوام السابقة فإننا نلمس ان الاعوام السابقة لم تسجل حتى نسبة (1%) قياسا بالاعوام الاخيرة، مبينا ان هذا التوافد المليوني يتطلب توفير أجواء مناسبة لكي يؤدي المرقد الاداء الوظيفي له والمرتبط بإقامة الصلاة والدعاء والزيارة بكل يسر بحيث يتمكن الزائر من إتمام مراسيم زيارته والصلاة والدعاء بكل حرية وراحة، مبينا ان الزائر الذي كان يقصد مرقد الإمام الحسين وأخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام في زمن النظام البائد فانه يتالم من الجو الحار وقلة الخدمات الامر الذي يجعله يضطر الى اداء الزيارة والخروج باسرع وقت للتخلص من المضايقات والمعاناة التي يعانيها، في حين ان المرقد وبعد سقوط النظام أصبحت إدارته بيد المرجعية الدينية العليا فكان لابد من توفير أجواء مناسبة للزائر بحيث يعطى للزيارة حيويتها واستقطاب الزائر وجعله يأتي ويزور ويؤدي الصلاة والدعاء ويستمع للمجالس الحسينية بكل يسر وخصوصا ان الوقت يسمح لتطوير تلك المراقد طالما ان الاموال موجودة والسلطة لاتعارض وخدمة هذه المشاهد ممكنة.
[img]pictures/2009/08_09/more1250838255_2.jpg[/img][br]
وتابع الكربلائي حديثه ان ائمة اهل البيت عليهم السلام هم اصحاب مبادئ سامية وان هدفهم من هذه الامة بقاء تلك المبادئ الحية وللحفاظ على تلك المبادئ لايمكن الاكتفاء بتشجيع المؤمنين على الزيارة فقط بل ان هناك نشاطات وفعاليات ومهرجانات تمثل الحياة لتلك المبادئ فالنشاطات الثقافية والفكرية لها دور كبير في ذلك وكما يتم ملاحظة ذلك في العتبة الحسينية المقدسة من خلال تاسيس مكتبة متنوعة وقسم يهتم بالاعلام ومدرسة للخطابة الدينية ومدرسة حوزوية دينية للرجال والنساء ودورات للقران الكريم التي اصبح المرقد من خلالها مركزا لاستقطاب جميع فئات المجتمع سواء من كربلاء والمحافظات الشمالية والوسطى والجنوبية، اضافة الى استقطاب طلبة المدارس الابتدائية والمتوسطة عن طريق اقامة دورات تثقيفية ومسابقات دينية لانتشالهم من الاجواء التي يمكن ان تفسدهم وربطهم بهذا المرقد المقدس، الى جانب استقطاب طلبة المدارس الذين يستغلون وجود مكتبة متطورة لأجل الدراسة ليتمكنوا من خلالها إقامة مراسيم الصلاة والزيارة، مبينا ان هذه النشاطات والفعاليات حتى يمكن التوسع بها لتؤدي الدور المطلوب منها لابد من توفير مكان بسعته واجواءه، مضيفا ان بامكان المراقد المقدسة ان تلعب دورا سياسيا في حياة البلد كما في ثورة العشرين التي انطلقت من هذه البقعة التي شهدت اجتماع المرجع الكبير اية الله العظمى الشيخ محمد تقي الشيرازي (قدس) بالعشائر العراقية، الى جانب ماتشهده العتبة الحسينية المقدسة اليوم من توافد الكثير من الاخوة العراقيين من كافة طوائفهم وقومياتهم ودياناتهم عن طريق ارسال الدعوات لهم واستضافتهم وتقديم افضل الخدمات لهم والتي عكست صورة ناصعة وسعت الى تقوية الاواصر بين ابناء البلد.
[img]pictures/2009/08_09/more1250838255_3.jpg[/img][br]
واردف الكربلائي قائلا الى اهمية صلاة الجمعة التي تقام في العتبة الحسينية المقدسة ودورها في التاثير الديني والعقائدي والفكري والثقافي والسياسي والتي تشهد توافد عدد كبير من المؤمنين سواء من مدينة كربلاء او خارجها بل حتى من خارج العراق وذلك عن طريق مشاركة الوفود العربية والاجنبية التي تصل مدينة كربلاء لاداء مراسيم زيارة الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام والمشاركة باداء هذه الفريضة، اضافة الى صلاة العيدين التي تشهد توافد عشرات الالاف وصلاة الجماعة التي تقام في الاوقات الثلاث على مدار اليوم الامر الذي يؤدي الى استقطاب عشرات الالاف يوميا.
[img]pictures/2009/08_09/more1250838255_4.jpg[/img][br]
وبخصوص مشروع التوسعة الذي تقيمه العتبة اشار الشيخ عبد المهدي الكربلائي ان الهدف الرئيسي لإقامة المشروع هو تقديم خدمات اساسية للزائرين خصوصا ان الكيشوانيات وكرفانات الامانات وكرفانات التفتيش قد انتشرت خارج العتبة بمحاذاة السور وبشكل غير متناسق وهذا بطبيعة الحال عكس منظر لايتناسب مع مكانة المرقد الشريف الأمر الذي دعى ادارة العتبة المقدسة الى التفكير ببديل مناسب يقدم نفس الخدمة وباسلوب حضاري معاصر حيث تم التوصل الى انشاء قاعات كبيرة مجهزة باحدث وسائل الراحة تقدم افضل الخدمات للزائرين الذي يعانون حاليا من عدم توفر المكان الكافي لاداء مراسيم الزيارة واضطرارهم الى ادائها في الشوارع بسبب الزحام الكبير، مضيفا بان المشروع يهدف كذلك الى نقل بعض المكاتب الادارية من الصحن الشريف الى تلك البناية لفسح المجال للزائرين اضافة الى نقل بعض النشاطات والاحتفالات التي كانت تقام في الصحن الشريف الى تلك البناية الجديدة، مبينا ان العنصر الاساسي في فعاليات المشروع عنصر خدمي يقدم من خلاله خدمات اضافية للزائرين تمكن من معالجة الاختناقات التي تحصل في الزيارات المليونية وخصوصا توفير اماكن خاصة بالنساء في تلك الزيارات، مبينا ان مرقدي الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس ينفردان بكثرة توافد اعداد كبيرة من الزائرين الامر الذي دفع ادارة العتبة المقدسة الى التفكير بحلول مناسبة ولم تجد اي بديل سوى مشروع توسعة الحائر الحسيني لانه لامناص من التوسعة، مبينا ان المشروع الاساسي الخاص بتوسعة المنطقة المحيطة بالحرمين الشريفين يحتاج الى اموال طائلة لاستملاك تلك الفنادق وهذا بطبيعة الحال يحتاج الى فترة ليتم اقراره من قبل الحكومة ومن ثم يحتاج الى فترة للتنفيذ ربما عشر سنوات او اكثر.
من جهته بين رئيس قسم الشؤون الهندسية في العتبة الحسينية المقدسة المهندس (محمد حسن كاظم) ان زيارة الوفد الهندسي للعتبة الحسينية المقدسة كان للتباحث حول مشروع التوسعة المحيط بالعتبة المقدسة ومزج الافكار ودراستها للتوصل الى حلول مناسبة يمكن من خلالها الحفاظ على الاثر التاريخي للمرقد وتقديم افضل الخدمات للزائرين.
واضاف ان اللجنة عقدت اجتماعا مع الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي والامين العام للعتبة العباسية المقدسة السيد احمد الصافي وتم مناقشة المشروع الذي يهدف الى انشاء بناية ملاصقة للحائر الحسيني بعرض (10م) باتجاه الشمال والجنوب والغرب واستثناء الجهة الشرقية للمرقد الذي يقابل مرقد ابي الفضل العباس عليه السلام بتوسعة عرض البناء الى (15م) والذي سيضيف البناء باكمله مساحات مقدارها (20000م 2) وبكلفة تقديرية مقدارها (40) مليار دينار وبمدة انجاز (36) شهرا يتم استخدامها لايواء الزائرين بعد تجهيزها باحدث وسائل الراحة.
وتابع حسن حديثه ان اللجنة الهندسية التي اطلعت على اهمية المشروع والخدمات التي يقدمها قامت بدراسة التصاميم وابداء الملاحظات الهندسية ورسم التغيرات المطلوبة والتوصل الى اتفاق بخصوص المعالجة المعمارية لباب القبلة وضرورة تميزها عن باقي الابواب، الى جانب اضافة مساحة اكبر من الجهة المقابلة لمرقد ابي الفضل العباس عليه السلام، اضافة الى جعل بعض مناطق الحائر ذو طابقين بدلا من ثلاثة طوابق لغرض توفير الراحة للزائرين، موضحا ان الاتفاق قد حصل مع الوفد الهندسي على تقديم المتغيرات الأخيرة المتفق عليها على شكل مخططات هندسية جديدة للجنة الاستشارية من جامعة بغداد\".
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- رئيس مجلس النواب يجتمع برؤساء الكتل النيابية لمناقشة القوانين المهمة
- وزير الموارد : اتفاقات المياه مع سوريا لم تُلغَ
- معتمد في 140 دولة.. العراق يدشن نظاماً محاسبياً موحداً بمعايير دولية