فيما تعترض عقبات سياسية \"جوهرية\" الحوارات الجارية للاعلان عن تشكيل \"الائتلاف الموحد الجديد\" وبروز توجه جدي لتشكيل تحالفين انتخابيين جديدين يحسمان تباين الاراء بشأن تشكيل هذا الائتلاف، يحمل التحالف الاول صبغة \"شيعية\" والآخر \"وطنية\"، ابدت قوى سياسية سنية استعدادها للتحالف مع اي تكتل وطني يقوده رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يبتعد عن الاصطفافات المذهبية من اجل خوض الانتخابات التشريعية المزمع اجراوءها مطلع العام المقبل.
فقد استبعد عضو \"الائتلاف الموحد\" النائب سامي العسكري ان \"يتم الاعلان عن تشكيل الائتلاف الجديد في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، مرجحا تشكيل ائتلافين الاول شيعي يقوده المجلس الاعلى بزعامة السيد عبد العزيز الحكيم، والآخر وطني، يقوده المالكي\".
وقال العسكري ان \"المطروح حاليا ليس رئاسة الائتلاف او رئاسة الوزراء، انما الخلاف حول تشكيل ائتلاف شيعي او ائتلاف ذي مسحة وطنية\"، واصفا هذا الخلاف بـ\"الجوهري\"، وموضحا ان \"المالكي يعتقد ان العراق بحاجة الى ائتلاف وطني حقيقي يضم كل القوى السياسية المؤمنة بمبادئه، اما المجلس الاعلى وبعض الاخوة معه، فيريدون تشكيل ائتلاف شيعي ثم دعوة بعض القوى السياسية السنية او غيرها\".
وتابع: \"هناك فرق بين ان نشكل ائتلافا شيعيا ثم نضع ديكورا سنيا وبين ان نبني ائتلافا وطنيا ينطلق من وطنية ولا يميز بين شيعي او سني او عربي او كردي\"، مشيرا الى ان \"اغلب الاطراف السنية اتصلت برئيس الوزراء وقائمة ائتلاف دولة القانون، مبدية رغبتها بالدخول لهذا الائتلاف اذا ما تم تشكيله على اساس وطني\".
بدوره، ابدى رئيس \"الكتلة العربية المستقلة\" في البرلمان التي تضم (9 نواب من العرب السنة) عبد المطلك الجبوري استعداد كتلته للتحالف مع المالكي والدخول في ائتلاف وطني جديد.
وقال الجبوري ان \"الكتلة العربية مستعدة للدخول في تحالف مع ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة\"، مشيرا الى ان \"دخول هذا التحالف يتم وفق البرنامج الوطني الذي سيقدمه بعيدا عن الاصطفافات الطائفية والمذهبية\".
واكد الجبوري ان \"بقاء ائتلاف دولة القانون ضمن الائتلاف الموحد يعني اغلاق الباب بوجه التحالف مع المالكي لان القضية ستكون اصطفافا شيعيا، وبالتالي فانها ستخلق اصطفافا سنيا مقابلا مما يعني العودة الى المربع الاول\"، مشددا على ان \"اعتماد البرنامج والتكتل الوطني سيحقق مصالح البلاد ويخرجها من النفق المظلم الذي دخلت فيه العملية السياسية\".
يذكر انه تم تأجيل الاعلان عن الائتلاف الجديد الى 24 من الشهر الحالي بعدما كان من المقرر له ان يعلن اليوم الاربعاء.
وفي سياق آخر، اعلن ثلاثة نواب من القائمة العراقية (بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي) انسحابهم من القائمة احتجاجا على ما وصفوه بـ\"التفرد بالقرارات\".
وقال النواب اياد جمال الدين وعزت الشابندر ومهدي الحافظ في مؤتمر صحافي جمعهم امس انهم \"قرروا فك ارتباطهم بالقائمة العراقية احتجاجا على التفرد بالقرارات في القائمة\".
وجاء رد \"القائمة العراقية\" سريعا، اذ كشف النائب حسام العزاوي ان \"القائمة اصدرت قرارا قبل عدة ايام يقضي بعدم مشاركة بعض اعضاء مجلس النواب من القائمة العراقية في الترشيح للانتخابات البرلمانية المقبلة ضمن القائمة العراقية\"، مشيرا الى إن \"إعلان عدد من أعضاء القائمة فك ارتباطهم مع القائمة العراقية ربما يعود لاعتقادهم بأنهم مشمولين في هذه الأسماء المستبعدة من الترشيح للانتخابات البرلمانية المقبلة، لذلك اعلنوا خروجهم من القائمة العراقية\".
وفي ملف اخر، أكدت مصادر كردية مطلعة ان نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح سيكلف رسميا بتشكيل الحكومة الكردية الجديدة، وذلك في وقت يعتزم رئيس وزراء اقليم كردستان المنتهية ولايته نيجرفان البرزاني زيارة بغداد بعد انتهاء زيارة المالكي الى سوريا، وذلك لبحث القضايا العالقة بين بغداد وأربيل على حد تعبير مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في رئاسة إقليم كردستان فلاح مصطفى.
وكشف مصدر في \"الإتحاد الوطني\" أنه من المقرر أن \"يقدم برهم أحمد صالح إستقالته من منصبه كنائب لرئيس الوزراء خلال الفترة القليلة المقبلة\".
ويأتي تسلم صالح رئاسة حكومة اقليم كردستان منسجما مع الاتفاقية المبرمة بين الحزبين الكرديين (\"الاتحاد الوطني\" و\"الديمقراطي\") بشأن تقاسم السلطة بينهما، اذ ينتمي رئيس وزراء الاقليم المنتهية ولايته نيجرفان البرزاني الى \"الحزب الديمقراطي الكردستاني\" بينما ينتمي برهم صالح الى \"الاتحاد الوطني\".
الى ذلك، انتقدت \"جبهة التوافق\" (السنية) دعوة بعض الجهات السياسية لفتح مقر لجماعة الحوثي اليمنية في بغداد.
وقال الناطق باسم الجبهة سليم عبد الله في تصريح صحافي إن \"مثل هذه الدعوات خارجة عن السياق العام ومرفوضة من اغلب الكتل السياسية\"، مؤكدا ان \"فتح مقر للحوثيين اليمنيين في بغداد سيولد ردود فعل سلبية من قبل الدول العربية المجاورة تجاه العراق\"، مستغربا \"إطلاق هذه الدعوة في وقت يحاول العراق التخلص من المجاميع المسلحة ويعيد الأمن والاستقرار\".
ولفت عبد الله إلى ان \"الصراع بين الحوثيين وقوات الحكومة اليمنية هو امر داخلي في اليمن ولا يخص العراق لا من بعيد ولا من قريب\".
وكانت مصادر برلمانية قد كشفت في وقت سابق من الشهر الحالي عن ان القيادي في \"المجلس الإسلامي الأعلى\" همام حمودي دعا الى فتح مقر للجماعة الحوثي في بغداد ردا على استضافة اليمن لعدد من قيادات النظام العراقي السابق.
علي البغدادي
أقرأ ايضاً
- الأمم المتحدة: على تل ابيب الانسحاب من جنوب لبنان وفقا للجدول المقرر
- الداخلية توضح بشأن إلقاء القبض على 7 سوريين يمنتمون لداعش في بغداد
- وزير الكهرباء يوجه بإطلاق 19 مشروعا جديدا ببغداد وتشكيل غرفة عمليات للزيارة الرجبية