
اكد ممثل المرجعية الدينية العليا خلال لقائه رئاسة هيئة التعليم التقني وادارة وطالبات اعدادية الثقلين المهنية للبنات اليوم الاثنين، ان ما يهمنا هما ركنين اساسيين هما الجانب العلمي، والجانب التربوي والمهني والاخلاقي لبناء شخصية الطالبة، منوها الى ان الاعدادية المهنية اصبحت شيئا جيدا ومفرحا، خصوصا الآن لانها تعالج قضية مجتمعية تختص بالتوجه والثقافة المجتمعية الى بعض التخصصات العلمية.
وقال المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ "عبد المهدي الكربلائي" في حديثه خلال اللقاءالذي حضرته وكالة نون الخبرية ان" ما اسعدني كثيرا ما شاهدته في شخصية الطالبات هو الاهتمام بالجانب الديني والتربوي، كوننا نمثل العتبة الحسينية يهمنا ركنين اساسيين هما الجانب العلمي، والجانب التربوي والمهني والاخلاقي لبناء شخصية الطالبة، وهذا حسب ما عرفته من تجربتي بالحياة والدراسة في المدارس والجامعة، ومن دونهن لا يستقيم بناء شخصية الطالبة، والمتخرجة فيما بعد بل حتى الاستاذة التدريسية، وهو الاهتمام بالجانب العلمي، والكفاءة، والحذاقة العلمية، والمهارة، وبعد ذلك بناء هذه الشخصية التي من خلالها كيف نستطيع ان نوظف هذه المخرجات العلمية، والاكاديمية، والتخصصية، التي ندرسها في الجامعات في الاتجاه والمقدار الصحيح، والوصول الى الاهداف المنشودة، وقد يتوفر العلم، والتخصص، والدرس الاكاديمي، لكن يفتقد الى هذه المقومات التي من خلالها يسير الانسان في مسار صحيح يوصله الى هدفه المنشود، وهي مشكلة نعاني منها، ولذلك كثيرا ما نرى ان هناك اصحاب اختصاص ومهارة لا يتمكنون ان يوصلوا ما هو مطلوب من هدف لهذا التخصص والعلم".
واضاف ان" ما شاهدته الآن ان لدى ادارة هيئة التعليم التقني وادارة المدرسة وطالباتنا شعور، ووعي، وادراك، لأهمية هذا الجانب المتعلق بالجانب التربوي وبناء شخصية الطالبة، وادعو الى تعديل الشعار الذي اعتمدته ادارة المدرسة الذي نص على ان" اذا المستحيل اصبح ممكنا فإن الممكن قابل للتطبيق" ، ويمكن ان نضيف عبارة اخرى قبل تلك العبارة، لان احيانا ان هناك شيء هو بأسسه ومقدماته هو مستحيل في حياة الانسان ولا يمكن ان يحصل، ولدينا في البحوث الفلسفية عالم الاستحالة وعالم الامكان، وفيها يمكن ان يتحول المستحيل الى ممكن في عالم الامكان، ويجب ان نبحث عن الوسائل التي تحول المستحيل الى ممكن، التي تتمثل في الارادة، والعزيمة، والاصرار، وجميعها تساوي الايمان بالله تعالى والتوكل عليه، والممكن هو الذي يتساوى فيه العدم والوجود ويمكن ان يتحول الى واقع معاش نجده امامنا بالاعتماد على الثقة بالله تعالى، والثقة بالنفس، والكفاءة، والتخطيط، والتنظيم، اما الواقع فانتقل من عالم العدم الى عالم الوجود واصبح واقعا معاشا، هذه الامور اذا كانت في الدراسة المهنية او في الحياة بعضها يتصور الانسان انها غير ممكنه، لكنها ايضا تدخل في التقدير الالهي، خاصة اذا كان الانسان مؤمن، لان الله يريد شيء والانسان يريد شيئا آخر، ولا يكون الا ما يريد الله تعالى، واحيانا قد يكون لدى الانسان طموحا معينا وقد يكون مستحيلا، ويبقى غير ممكن التحقق لان الله تعالى لا يريد ذلك وهذا في مصلحة الانسان، وهو شيء آخر امر لا نتحدث عنه، وانما الامر الذي يكون في مصلحة الانسان وكيف يتحرك لتحقيق هذا الشيء الذي يكون واقعا معاشا".
واوضح ان " الاعدادية المهنية اصبحت شيئا جيدا ومفرحا، خصوصا الآن انها تعالج قضية مجتمعية تختص بالتوجه والثقافة المجتمعية الى بعض التخصصات العلمية، في حين ان هناك تخصصات مهمة فقد الاهتمام بها على مستوى المجتمع، وعلى سبيل المثال ان دراسة الطب مطلوبة بشكل كبير، لكن ان يتحول جل الاهتمام والتوجه الى الطب وتهمل بعض الاختصاصات الاخرى، فهي مشكلة مجتمعية ومستقبلية، ولابد ان يكون هناك اهتمام متوازن بالطب والقانون والادارة والمحاسبة والتخصصات التقنية المهمة للمجتمع التي يتطور العالم فيها الآن، وقد ضعف الاهتمام بهذا الجانب بل حتى التوجه المجتمعي عليها اصبح ضعيفا، وكيف نستطيع ان نحول بوصلة الاهتمام المجتمعي الى هذه التخصصات المهملة، هو ان نفتتح اعداديات، ومعاهد، وكليات، ونحاول ان نشجع المجتمع للتوجه الى تلك الاختصاصات والاهتمام بها، بحيث ان الطلبة من اصحاب معدلات النجاح العالية هم من يقصدوها ولا تخصص للطلبة من اصحاب المعدلات القليلة وكأنها شيء زائد وفائض، كلا لانها ركن اساسي من المجتمع ولا بد ان يتوجه لها الطلبة اصحاب معدلات النجاح العالية، ومع افتتاح هذه الاعداديات والمعاهد والتشجيع عليها وتوفير الجيدة والمناسبة لكي يتخرج هؤلاء الطلبة والطالبات على مستوى عال من الكفاءة العلمية والمهنية، وافتتاح اعدادية الثقلين المهنية للبنات ومركز الثقلين للتدريب والكلية التقنية هو مصداق لتطبيق شعار "ممكن ان يتحول المستحيل الى ممكن، والممكن ان يتحول الى واقع معاش، وهي تجربة ومعها اختبار، وسوف تتوسع الاعداديات، وتبنى المعاهد والكليات والجامعة، وتوفير فرص عمل للخريجين، وممكن جدا في المستقبل ان تشاهدوا واقعا معاش واعداديات مبنية متطورة".
واشار الكربلائي الى ان" الانسان يطلب من الله وهو من يعينه وعليه ان يفكر ويعمل في البدائل اذا اغلق الطريق بشيء معين، ومثلما حصل معنا حيث لم يكن في بالنا ان نفتتح ستة مستشفيات وسيصبحن (10) ويصلن الى (12) مستشفى، ولم نخطط لتشييد (3) جامعات ابدا، ولم يكن في بالنا بناء اكاديميات التوحد، ولا مدن زائرين ولا مجمعات سكنية ولا باقي المشاريع الكثيرة الموجود حاليا، ولا حتى مزرعة "فدك" للتمور، وما تعلمناه من التجارب هو تطبيق لهذه المبادئ وعلى الانسان ان لا يشعر في يوم من الايام ان هذا الشيء مستحيل وعليه بالبصر والتحمل وتخطي المعوقات وعدم اليأس وان يكون متفائلا ويحاول الوصول الى الحلول والبدائل، الا اذا كان الله تعالى لا يريد ذلك الشيء للعبد ومن مصلحته فيصبح مستحيلا".
وبين ان" هناك جنبة علمية التي يجب الاهتمام بها من قبل هيئة التعليم التقني وادارة الاعدادية من خلال اختيار التدريسيات اللواتي يمتلكن الكفاءة ويتوفر لديهن المنهج العلمي وكيفية تقديمها للمادة العلمية للطالب وتحضير الدرس واستخدام طريقة تدريس توصل المادة العلمية الى ذهن جميع الطالبات باختلاف مستوياتهن، واحيانا قد تحتاج الى الكتابة لتوضيح المادة العلمية الموجودة في الكتاب، ثم تحاول ان تتعرف على مستوى فهم الطالبات للمادة العلمية وان تتحلى بالصبر والمطاولة، وكذلك اشراك الطالبات في شرح المادة في الدرس اللاحق وتشجيعهن وشحن ذهنهن، وعلى الملاكات التدريسية عدم التساهل والتسامح بالدرس او الامتحانات وتطبيق التعليمات برصانتها العلمية، والامر الآخر يتعلق ببناء شخصية الطالبة داخل الاعدادية وفي البيت وحتى بعد تخرجها والتحاقها بالعمل او تتزوج وتكون اسرة ليقال لاحقا ان شخصيتها بنيت في الاعدادية"، منوها الى ان " هناك امور تتعلق بأخلاقية المهنة وان يشعر التدريسي او المهندس ان ما يملكه من علم هو امانة في عنقه امام بلده وشعبه ويشعر بقيمة الوقت حتى يحقق توظيف للمادة العلمية بنسبة مئة بالمئة، بينما هناك من يمتلك المادة العلمية ولا يحقق في توظيفها الى نسبة (50) بالمئة"، داعيا الى " الاهتمام بالاختصاصات النادرة والمهمة وقد سبقنا العالم كثيرا بالامن السيبراني والذكاء الاصطناعي وغيرها من التخصصات، راجيا الاهتمام بمستقبل بناتنا الطالبات، وكيف نستطيع ان نديم الجانب العلمي في شخصية الطالبة بعد التخرج من الاعدادية، موصيا الجميع بالعمل بمبدأ مهم قائلا" لا تتحدث عم نفسك ولكن دع الآخرين يتحدثون عنك".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- بميزة رمز الاستجابة السريعة "QR CODE":ممثل السيستاني يرعى حفل اسدال الستار عن برنامج "مصحف التفاسير والختمات المرتلة"
- ممثل المرجعية الدينية يطلع على جامعة تعنى بالأيتام على نفقة مكتب السيد السيستاني (فيديو)
- يستوعب (450) سريرا.. ممثل السيد السيستاني يزور مشروع توسعة مؤسسة وارث المكون من ثلاثة ابراج طبية (فيديو)