- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أسرار الصمت الروسي الايراني على الضربات الامريكية ..؟
بقلم علي الموسوي / هولندات
مخض الجبل فولد فأرا.. قالوا إنّها معركة العصر في سورية وانها معركة انتصار دعاة الحرية وحقوق الانسان على ما يطلقون عليه بمحور الشر!! تحضيرات عسكرية غير مسبوقة.. بوارج حربية تجوب البحار متوعدة بالصواريخ الذكية!! حبس العالم أنفاسه.. حتى أمي التي تجاوزت الثمانين من عمرها اغتسلت غسل الشهادة وكتبت وصيتها وقالت انه اليوم الموعود!
بعيداً عن العنتريات و المزايدات دعونا نتكلم في المنطق والواقع , سوريا غير قادرة وحدها على خوض حرب ضد الولايات المتحدة و ليس سوريا فقط، جميع دول العالم تجد نفسها عاجزة في الدخول بحرب شاملة مع هذه القوة العظمى الا اذا كان الخطر وجودي وهذا يعني قيام الحرب العالمية الثالثة!.. لذا صار من الضروري الدخول في محور التحالفات واصبح من غيرالممكن تخلّي أصدقاء سورية عنها، لِأنّ في سُقوطِها سُقوطاً لهم.. نعم، حسمت الامور واتخذ قرار المواجهة من قبل التحالف السوري مهما كانت النتائج من مبدأ:
اذا لم يكن من الموت بد... فمن العار ان تموت جبانا
بعد صخب طويل وتصريحات ترامب على التويتر باستخدام القوة المفرطة ضد سوريا وحتى روسيا بالصواريخ الامريكية الذكية وبعد التحديات والتهديدات الصبيانية للرئيس المخبول ترامب بات على الكونغرس الامريكي حفظ ماء الوجه بالخروج من مسرحية استخدام الكيمياوي المزعوم في دوما..
اتخذ القرار الامريكي بانزال الرئيس ترامب من على الشجرة، ولكن ما لم يكن في الحسبان هو كيف سينزل الرئيس ؟ مرة أخرى تنجح الدبلوماسية الروسية وحلفائها في امتصاص تهور التعجرف الأمريكي وحلفائه ليتم الاتفاق على قاعدة لا ضرر ولا ضرار والكل رابح..
تم اخبار الروس عن خطة الضربة بالتفاصيل الكاملة... الوقت، المواقع، والاهداف.. وان لا تدخل الصواريخ المجال الجوي الذي يسيطر عليه الروس، والتركيز بالقصف على المواقع المدمرة سابقا!! والابتعاد عن مطار دمشق الدولي.. وابعاد ايران وحلفائها من أي ضربة تحسبا من ردود الافعال التي قد تشعل المنطقة برمتها، والمراقب للخطاب الامريكي والبريطاني والفرنسي منذ أزمة الكيمياوي يكتشف سريعا محاولة ابعاد ايران وتجنبها من أي مواجهة خوفا من اتساع رقعة الحرب!!!
بدأ الهجوم المنتظر وتمخض الجبل فولد فأرا!!! لم يتوقع حتى أكثر المتفائلين هذه الضربة الفاشوشية بصراحة (بوخة)!! فشل الامريكي في ابتزاز روسيا وحلفائها كما فشل في حماية اسرائيل والسعودية ؟
اليوم ثبت فشل كل هذه الرهانات بعد خيبة الامل التي ابداها الاعلام الاسرائيلي والسعودي في تغيير واقع محور المقاومة بعد ان كانوا أول المرحبين لينتهي الاعتداء ويتصدروا المشهد كأول الخائبين والخاسرين
اليوم تم انزال ترامب من على الشجرة التي صعد اليها ليسقط في حفرة كبيرة ويجلس على خازوق بعد تخبطه وعدوانه السافر على سوريا..
اليوم وبعد العدوان أصبح التحالف السوري أكثر قوة وتماسكا بالتفاف الشعب السوري والعربي حول الرئيس الاسد ومشروع المقاومة..
اليوم ما فعله التحالف السداسي هو فضيحة كبيرة للقانون الدولي بحق دولة ذات سيادة وعضو في الامم المتحدة..
اليوم سقط 70% من الصواريخ الذكية الامريكية وسقط معها هيبة امريكا بمنظومات روسيا قديمة متهالكة!!
اليوم تبخرت الأموال السعودية لتدخل في جيوب أمريكا وبريطانيا وفرنسا بعد مسرحية الكيمياوي ارضاءا لرغبات زعران الخليج بتدمير سورية الصمود والتحدي..
اليوم فشلت أمريكا وربحت سورية وروسيا وايران والمقاومة كما تحدث زعيم المقاومة والوعد الصادق؟ ليتم الاعلان بعد هذا الاعتداء مباشرة ان الوجهة القادمة ستكون طرد التنظيمات الارهابية من ادلب والانتقال بعدها الى تحرير شرق الفرات لطرد القوات الامريكية واخراج الجيش التركي وهذا ما صرح به الدكتور ولايتي مستشار المرشد الأعلى في ايران..
أخيرا نقول، رب ضارة نافعة فاليوم سوريا بعد الاعتداء ليس سوريا قبل الاعتداء بعد ان استعادت ثقتها بشعبها وبنفسها ومحيطها العربي والاقليمي وبعد اعلان تريزا ماي، لم يكن هدفنا من الضربة اسقاط الاسد؟!
لمعرفتنا بالنوايا الشريرة للشيطان الأكبر لن تتوقف الاعتداءات الامريكية على سوريا وستبقى هذه القوات في سوريا لتمارس الضغط على روسيا وسوريا بالعودة الى تفاهمات جنيف والعملية السياسية بعد ان تغيرت اللعبة كليا بانتقالها الى سوتشي ؟ وسيبقى التلويح بالتهديد بعد كل عملية اخفاق للمجموعات الارهابية في مقاومة الجيش السوري وشخصيا لا استبعد من تكرار نفس مسرحية الكيمياوي بتنفيذ الخوذ البيضاء في ادلب قريبا لذا فان الروس قرروا جديا تحديث قدرات الجيش السورية تحسبا لأي طارئ قادم؟
من الواضح هناك مجموعة من المكاسب حققها محور المقاومة ونستطيع أن نقول بكل افتخار انتصر محورالمقاومة وانتصرت سوريا والعبرة بالخواتيم..
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد