- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الامام موسى الكاظم (ع) مارس اصلاح الامة والحكم حتى اثناء سجنه
بقلم: وليد الحلي
استطاع الامام موسى بن جعفر الكاظم (ع) ان يحرك الجماهير وهو في السجن من خلال الاتصالات السرية التي كونها لكسر حاجز الخوف والارهاب والتضييق الذي وضعته السلطة لعزله عن الجماهير.
وقد واجه الإمام كلّ تلكم المآسي التي تنهار لهولها الجبال، بعزمٍ ثابت وإرادةٍ لا تلين، وبتصميمٍ راسخ لا تزعزعه العواصف ولا تزيله القواصف، موطّناً نفسه على مواجهة وتحمّل كلّ الصعاب والانتهاكات التي مورست ضده من قبل حكّام الجور.
قدم الامام (ع) للأُمّة الاطروحةَ العمليّة في مواجهة الظلم ومقاومة نفوذه بما يتّفق وظروف تلك المرحلة، وبما ينسجم مع مسؤوليّاته الرساليّة في النُّصح للأُمّة وتسديدها عند اشتباه الحقّ والتباس معالم الهدى والصلاح، فقابلته السلطة بالاعتقالات المتعددة، والمحاصرة، والتهجير، والسجن في الظلام الدامس مع التعذيب، والعزل عن الناس، واختتموا سلسلة اجرامهم بوضع السم في طعامه وهو في السجن حتى اضحى شهيدا مظلوما صابرا محتسبا في 25 رجب عام 183 هـ.
(ولادته في 7 صفر 128 هـ).
مارس الامام الكاظم (ع) مشروعه التغييري في حياته واثناء اعتقالاته المتعددة وحتى سجنه الاخير (179- 183 هجري) الذي استشهد فيه، حيث قام بما يأتي:
1- استخدم المنهج التربوي والتثقيفي من خلال رسم خط التحرك العام في دائرة الاُمة والانفتاح عليها بهدف إصلاحها ضمن صيغ وأساليب تربوية من شأنها إعادة الاُمة إلى وعيها الإسلامي وقيمها الرسالية.
2- تعميق الفكر الاسلامي في الامة، والاهتمام بالفقه، والاصول الدينية، وتبديد الغلو، ومحاصرة المدارس المضللة والمنحرفة عن الاسلام، وبيان الاضافات والكذب الذي نمى في عهدي بني امية وبني العباس على النهج الاسلامي اثناء فترة حكمهم.
3- محاولة تصحيح معايير التقييم الى الاسس الصحيحة وتربية الامة للسير على هذه المعايير.
4- الاهتمام بالمحرومين والفقراء والضعفاء لكي لا يتم استغلال ضعفهم وفقرهم لاسناد الباطل.
5- دعم الثوار والعاملين على اسقاط الطغيان والظلم والتعسف في الحكم واستغلال الحكام اموال الدولة لاغراض اهوائهم وعبثهم وفسادهم.
6- الاهتمام بالنسيج الاجتماعي للامة ودوره في عزل المتطفلين والمنافقين واصحاب النوايا الشريرة والمستغلة للاخرين.
7- مواجهة الجماعة المخالفة باستخدام اسلوب الحكمة والموعظة الحسنة، والتثقيف على اطروحته لاجل استنقاذها من الجهل العقائدي والانحراف الشرعي.
8- استخدام منهج التنظيم لاعداد الجماعة الصالحة للتغيير.
واستطاع تنظيم الامام (ع) من اختراق الجهاز الحاكم بعناصر قيادية بوزن وزير، واستخدمت آليات متقنة ومحكمة في نشاطهم الاستخباري وتأمين الاتّصال السري من مراكز النظام الحاكم، ومن امثال ذلك الوزير علي بن يقطين.
9- اتبع الامام (ع) منهج الحرب الباردة في مقاطعة الحكم المستبد، وكان يهدف إلى إضعاف الروابط العمليّة بين الحاكم والامة، وبذلك يفقد السلطان مؤهّلاتِ إقامة دولته وتركيز بناء حُكمه، وتهيّأة الأرضية المناسبة لإنهاء تماسك أجهزة الحكم وشلِّ حركتها من الداخل فالامام (ع) لم يمارس دور المعارض المنهزم والمنكسر، بل تواجد تنظيمه في الوسط الحكومي لاجل التصدي للممارسات المنحرفة وتغييرها ما استطاع.
10- وصف الامام موسى بن جعفر(ع) بـ (كاظم الغيظ) يشير الى عمق صبر الامام (ع) على تحمل ظلم الحكام المستبدين واسفه على سير البعض على نهجهم او تأييدهم او السكوت على ظلمهم.
11- صبر الامام (ع) كان ايجابيا اذ عمل لتحريك الامة على خط التصدي للظلم عبر وسائل عديدة.
12- ان المسيرات المليونية نحو مرقد الامام موسى بن جعفر الكاظم (ع) في الكاظمين في كل عام في ذكرى شهادته في 25 رجب ما هي الا دليل واضح على علاقة الامة بامامها ولتجديد البيعة له في كل عام، والمضي قدما على منهجه الرسالي، واستنكار وشجب الاضطهاد والظلم والانتهاكات القاسية لحقوق الانسان التي تعرض لها.
أقرأ ايضاً
- تفاوت العقوبة بين من يمارس القمار ومن يتولى إدارة صالاته في التشريع العراقي
- لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ ..اصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود