خلال هذا الشهر؛ احتفل العالم بعيد الأم وكل شخص يتذكر التضحيات التي قدّمتها والدته؛ حتَّى يصل للمكانة التي يتمتَّعُ بها الآن. ليست كل الأمهات ملائكة، ولكنّ كلّ أمٍ فعلت ما بوسعها وقدرتها لتلبية حاجات أبنائها، وقد تكون من الأشخاص الذين لا يتمتعون بوفاق مع أمهاتهم، أو تكون من الجانب الآخر الذي يتمنى أن يكون لديه القدرة ليصنع لوالدته تمثالًا، ولكن ما يجب أن تعرفه أنَّ الأمر يختلف بعض الشيء في مملكة الحيوان؛ فبعض الأمهات في تلك المملكة لَسنَ بروعة الأمهات في الحياة البشرية، ولا يشعرن بالالتزام نفسه الذي تشعر به الأم في عالمنا تجاه أبنائها.
وفي هذا التقرير؛ نقدم لك 10 من أقسى الأمهات وأغربهن في عالم الحيوان.
1- طائر الوقواق: أمام باب الملجأ!
هل تتذكَّر هذا المشهد الذي رأيته في أكثر من فيلم عربي، عندما تقترب سيدة حزينة باكية من أحد أبواب الملاجئ أو الجوامع، وهي تضم إلى صدرها لفة بها طفل وليد، ثم تضعه على الباب وتركض قبل أن يراها أحد؛ هذا المشهد الدرامي تفعله كل أنثى طائر الوقواق طوال حياتها؛ لمجرد أنها ليس لديها الوقت الكافي ولا الرغبة في تربية صغارها.
عندما تضع أنثى الوقواق بيضها؛ تنقلهم فورًا إلى عشّ أنثى طائرٍ آخر وضعت بيضها هي الأخرى حديثًا؛ لتفقس بيوضها مع بيض أنثى طائر الوقواق، ولكنَّ ما تجهله أو تتجاهله أنثى الوقواق أنّ بيضها يفقس أسرع من معظم الطيور؛ وعندما تكتشف أنثى الطائر الآخر أن هناك غريبًا وسط أبنائها؛ تشعر بالخطر وتقتل صغير الوقواق الذي تخلت عنه أمه.
2- الأرنب: كثيرٌ من الأطفال وقليلٌ من الاهتمام
مشهد آخر نراه بين البشر؛ فلن يكون من الصعب تخيله في عالم الحيوان، وهو تلك الأم التي رزقت بأطفال عددهم أكبر من قدرتها على تولي أمورهم، وعلى الرغم من أن هذا المشهد قد نراه مضحكًا في أحد الأفلام، ولكنه لا يكون بهذا المرح على أرض الواقع، وتلك الأم تبذل كل طاقتها من أجل تلبية احتياجات أطفالها، وعلى عكس البشر؛ قد لا تحمل بعض الحيوانات الأخرى العبء نفسه.
أنثى الأرنب يُضرب بها المثل في خصوبتها، وقدرتها على منح الحياة لأعداد كبيرة من الأولاد، ولكن في المقابل لا تجد الوقت الكافي للعناية بكل هؤلاء الصغار؛ ولذلك تترك أنثى الأرنب صغارها في جحورهم طوال اليوم ولا تزورهم إلا دقائق معدودة؛ لتترك لهم القليل من الطعام وترحل؛ مما يؤدي إلى موت الكثير منهم، أو محاولة خروجهم للحياة مُبكرًا بحثًا عن طعام؛ وفي هذه الحالة أيضًا يكون مصيرهم الموت إذا لم يجدهم أحد بالصدفة للعناية بهم.
3- الفقمة: 10 أيام فقط من الرعاية!
عندما ترزق المرأة طفلًا؛ تُدرك أن ما تبقى من عمرها أصبح ملكًا لهذا الطفل، والكثير من الخطط والمشاريع والأحلام تؤجل أو تُلغى؛ بغرض رعاية هذا الطفل حتى آخر لحظة من عمرها؛ تلك مسئولية عادة لا يستطيع البشر الفرار منها، ولكن مرة أخرى، مملكة الحيوان أحيانًا تحكمها قوانين مختلفة.
أنثى الفقمة لا تظن أن أطفالها يستحقون من وقتها أكثر من 10 أيام رعاية فقط؛ بعدها تتركهم يواجهون صعاب الحياة وحدهم من خطر الجوع وهجمات الحيوانات المفترسة؛ خاصة وأن صغير الفقمة لا يستطيع السباحة أو صيد الطعام إلا في عمر شهر ونصف؛ ولذلك يموت ما يقرب من 30% من صغار الفقمة في العام الأول من عمرهم.
4- الباندا: طفلٌ واحدٌ يكفي
قد يظن أحدكم أن والدته تُفضِّل أحد أشقائه عليه، ولكن سواء كان هذا الشعور مجرد وهم أو حقيقة؛ فصدقني وضعك أفضل بكثير من صغير الباندا، هذا الكائن الودود الذي تنتشر صوره ومقاطع فيديو مضحكة له؛ يحبه الكثير من البشر وقد يراه البعض كائنًا رائعًا؛ ولكن الحقيقة أنثى الباندا ليست بهذا الود الذي تبدو عليه.
أنثى الباندا عادة ما تُرزق بطفلين في المرة الواحدة، ولأنها ليست لديها الرغبة في تحمُّل مسئولية طفلين؛ فهي عادة ما تختار الصغير الأكثر قوة وترعاه؛ بينما تهمل الضعيف منهما وتتركه دون طعام أو رعاية حتى يموت أمام عينيها.
5- السحلية التي قتلت أبناءها!
السحلية أم سيئة للغاية؛ ولكنها على الأقل تفعل هذا بدافع الخوف. أنثى السحلية بعد أن تضع بيوضها؛ تجلس بجوارهم وترعاهم دون أي نيّة في التخلي عنهم فهي تحبهم بالفعل، ولكنها حين تستشعر خطرًا قادمًا يهدد أبناءها داخل تلك القشور الهشة؛ تفكر في نفسها «بيدي لا بيد عمرو»، وتنظر بنصر إلى هذا الحيوان المفترس القادم من أجل ذريتها، ثم تضع البيوض بين أسنانها وتلتهمها.
6- شيطان تسمانيا
قد تخدعك أنثى الفقمة بوجهها البريء الهادئ؛ فلا تتوقع منها أفعالًا سيئة، ولكن أنثى حيوان شيطان تسمانيا التي تعيش في البر الأسترالي بجزيرة تسمانيا؛ وجهها وطبيعة حياتها يخبرانك أنها قد لا تكون الأم المثالية لهذا العام. هذا الحيوان قاسٍ وشرس وأسنانه من أخطر الأسلحة في عالم الثدييات؛ فهو يأكل لحوم الحيوانات وعظامها وقد يأكل الملابس والأحذية إذا وجدها على الطاولة.
أنثى هذا الحيوان عندما تضع أطفالها لا يمكنها أن تطعم 90% منهم؛ وهذا لأنها تلد عشرات الأطفال ولا تملك سوى أربعة أثداء؛ ولذلك يسير الأمر على طريقة «البقاء للأقوى»؛ فتسترخي الأم وتترك الأطفال يتصارعون على مصدر اللبن الطازج، ويقتلون بعضهم البعض أمام أعينها حتى يصل أربعة إلى الجائزة، وباقي الأبناء تتركهم الأم بجوارها حتى يتحولوا إلى جثث جائعة.
7- النمل الناري.. تفرقة عنصرية
عندما تعيش في مجتمع تعمل فيه النساء فقط؛ فما فائدة الذكور؟ أنثى النمل الناري تُدرك أنَّ الذكر في عالمها كائن كسول، ولا يفعل شيئًا سوى الاسترخاء، وتناول الطعام، والتزاوج؛ ولذلك فهنّ لسن بحاجة للكثير من الذكور للقيام بهذا العمل.
ولهذا عندما تُرزق أنثى النمل الناري بأطفال جدد؛ تقتل عددًا كبيرًا من الذكور بين صغارها لكونهم عالة على مجتمعهن، وتترك منهم أعدادًا قليلة لإتمام مهمة التكاثر؛ بينما تترك جميع الإناث لأنهن من يتولين العمل في مملكة النمل.
8- العصفور سبارو.. العقاب الأكبر للخيانة
عندما تتحول الأنثى من مجرد فتاة عادية لأم؛ عادة ما تتغير مشاعرها للأفضل تجاه الأطفال بشكل عام؛ نظرًا لمشاعر الأمومة التي فجرها أبناؤها بداخلها، ولكن أنثى العصفور «سبارو» أمرها يختلف بعض الشيء؛ فهي أنثى غيورة إلى حد الجنون.
هي حنونة بالفعل على أبنائها ولكن أبنائها فقط؛ ولذلك عندما تكتشف خيانة زوجها؛ لا تعاقبه في لحظتها، بل تظل تراقبه وهو يزور عش عصفورة أخرى، وتنتظر بصبر حتى تبيض تلك العصفورة ويفقس صغارها؛ ثم تنقض على الصغار تقتلهم أمام أعين أمهم؛ حتى لا يكون هناك أبناء في حياة زوجها سوى أبنائها فقط.
9- الفرس.. تضحية غريبة
الفرس – أنثى الخيل – لها استراتيجية غريبة فيما يخص حماية أبنائها؛ وهذا بمجرد أن تشعر بتكوّن الجنين داخلها؛ تبدأ في ممارسة الجنس مع كل الذكور الذين تشاركهم المعيشة؛ وهذا لأن الذكور تتنافس على الذريَّة، وكل واحدٍ منهم يريد لجيناته أن تستمر وتورث.
ولذلك حين يدرك الذكور أن هناك أنثى حاملًا وهو لم يمارس الجنس معها؛ يركلها في بطنها حتى يتخلَّص من الجنين الذي لا ينتمي إليه، ولكن حينما يتفرق دم هذا الطفل بين كل الذكور؛ يظن كل ذكر أن الفرس حامل في طفله ويتركها وشأنها، ولذلك تلك الخدعة التي تقوم بها الفرسة؛ هي تضحية غريبة بعض الشيء لحماية جنينها.
10- سمكة القرش.. معركة الأرحام
تلك الأم لا تشبه الأمهات السابقات، بل بشكل أو بآخر هي الضحية هذه المرة. في البداية يجب أن تعلم أن أنثى القرش ليس لديها القدرة البيولوجية على إطعام الأجنة في بطنها مما تأكله هي كالبشر، وهذا يضع الأجنة في وضعٍ حرج. في البداية يكونون صغارًا ليس لهم حول ولا قوة، ولكن بعد ذلك تكبر القروش الصغيرة في رحم الأم؛ وتتلوَّى من الجوع وقلة الطعام؛ فماذا تفعل تلك القروش الصغيرة وماذا تأكل؟ تأكل أشقاءها بالطبع!
وهذا يجعل أنثى القرش طوال فترة حملها بصغارها تسبح في المياه وهي تحمل معركة دامية في رحمها بين ما يقرب من 20 جنينًا؛ لا يتبقى منهم سوى جنين واحد فقط؛ هو المنتصر الذي تغذى على كل أشقائه.
أقرأ ايضاً
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)
- عائلة بارزاني على المحك.. هل تطيح "الرئاسة" بأحد أولاد العم؟
- هل يقترب العراق من إنهاء الحظر الأوروبي على طائره الأخضر؟