حجم النص
قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن الآلاف من سكان الساحل الأيمن في مدينة الموصل قُتلوا نتيجة القتال الدائر هناك منذ إنطلاق عمليات تحرير الساحل التي أعلن عنها القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي في 19 فبراير/شباط الماضي. تمكنت شبكة الرصد التابعة للمرصد العراقي لحقوق الإنسان من الحصول على إبلاغات عشرات مئات النازحين الهاربين من مناطق النزاع حول فقدان ذويهم وجيرانهم وأصدقائهم نتيجة العمليات العسكرية التي طالت الأحياء السكنية ومنازل المدنيين العُزل والإعدامات التي قام بها تنظيم "داعش". قال المرصد العراقي لحقوق الانسان ان على القوات المسلحة العراقية والتحالف الدولي الإلتزام باتخاذ جميع التدابير الممكنة لضمان حماية المدنيين في الساحل الايمن من مدينة الموصل، ومنع أي انتهاكات خطيرة يمكن ان تقع بحق المدنيين العزل اثناء العمليات العسكرية لإستعادة ما تبقى من مناطق الساحل الأيمن من مدينة الموصل بمحافظة نينوى. وكشفت الإبلاغات التي رصدها المرصد العراقي لحقوق الإنسان عن مقتل 3846 مدنياً في الساحل الأيمن فقط. هؤلاء الذين تم الإبلاغ عن حالاتهم، وما زالت جثث أعداد كبيرة منهم تحت الأنقاض. قال نازح وقد أبلغ عن مقتل أحمل سهيل وهو أحد أقاربه، إن "الطائرات التي لم نعرف هويتها كانت تقصف بشدة على المناطق السكنية، بينما لم يكن هناك إلا بضعة عناصر من تنظيم داعش، في الوقت ذاته توجد خمسة عوائل على المنزل الذي سقط علينا في منطقة موصل الجديدة". نازح آخر وقد أبلغ عن مقتل طلال جاسم محمد أثناء القصف قال إن "تنظيم داعش إحتجز ثمانية عوائل في منزل واحد بحي الجوسق، وقام عناصره بإعتلاء السطح وضرب القوات الأمنية العراقية، وبعد دقائق إستهدف طيران التحالف الدولي المنزل وقتل ما لا يقل عن 40 شخصاً". قابل المرصد العراقي لحقوق الإنسان أربعة نازحين في مخيم حمام العليل، وتحدثوا له عن "المأساة" التي تعرضوا لها. قالوا إن "الطائرات التي تقصف تنظيم داعش تعتمد على إخباريات من الأجهزة الأمنية العراقية التي تعتقد أن المنازل فيها فقط عناصر تنظيم داعش". يُجدد المرصد العراقي لحقوق الإنسان دعوته إلى القوات الأمنية العراقية بضرورة الإعتماد على مصادر دقيقة في تحديد الأهداف التي يستخدمها تنظيم "داعش" والتأكد إذا ما كانت هناك عوائل مُحتجزة كدروع بشرية من قبل التنظيم. قال عال إغاثة في الدفاع المدني إن "الآليات والمعدات المتوفرة لأستخراج الجثث غير كافية، ولم نستطع إخراج كل الجثث في غضون الأيام القليلة المقبلة". أضاف أن "عشرات المئات من الجثث ما زالت تحت الأنقاض، وفي بعض المناطق التي تقع في أطراف مدينة الموصل الجديدة يستهدفنا قناص تنظيم داعش الذي ما زال في المناطق المحاذية لها". قال الخبير العسكري العراقي هشام الهاشمي إن "إستخدام القنابل والمدفعية والصواريخ غير الذكية في غير ضرورة وبشكل مُبالغ فيه بالضد من إرهابيي داعش في الساحل الأيمن، لن يُحقق النصر العاجل بل يجعل التنظيم يكسب ورقةً رابحة". أضاف أن "القصف العنيف في حرب المدن المغلقة والمكتضة بالسكان، لم يُحقق نصراً في أي تحرير نظيف وفي أي معركة بالتأريخ، وأيضاً لم يحقق أي حسم سريع إلا باستخدام أساليب قذرة كتلك التي حدثت في هيروشيما وناجازاكي بمأساة القنبلة الذرية الأمريكية". قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن "البروتوكول الإضافي الثاني لإتفاقيات جنيف، يُلزم الأطراف المتنازعة بتوفير الحماية للسكان المدنيين، ويتمتع هؤلاء السكان بحماية عامة من الأخطار الناجمة عن العمليات العسكرية، كما لا يجوز القانون أن يكون السكان المدنيون بوصفهم هذا ولا الأشخاص المدنيون محلاً للهجوم وتحظر أعمال العنف أو التهديد به الرامية أساساً إلى بث الذعر بين السكان المدنيين". وتمكنت شبكة الرصد في مدينة الموصل الموصل من إعداد إحصائية حول الدمار الذي حل في مناطق الساحل الأيمن من مدينة الموصل، حيث أشارت إلى تمدير 10 آلاف وحدة سكنية من أصل 487 وحدة بسبب القصف غير الدقيق وقذائف هاون تنظيم "داعش" وسياراته المفخخة. ومن أصل أكثر من 415 ألف نازح قُدم العلاج من قبل المنظمات الحكومية والدولية لـ22579 نازحاً. قال مصدر طبي في مدينة الموصل إن "الدواء والمستلزمات الطبية المقدمة للنازحين في مدينة الموصل، غير كافية وهناك نقص كبير في تقديم المساعدات العاجلة للنازحين". يدعو المرصد العراقي لحقوق الانسان قادة الجيش العراقي وجميع من يساندهم في معركة استعادة الساحل الايمن من مدينة الموصل إلى الإلتزام بالقانون الدولي الإنساني واتخاذ الخطوات اللازمة للحد من خطورة تنظيم "داعش" على سلامة المدنيين. يطالب المرصد العراقي لحقوق الإنسان التحالف الدولي والجهات الإستخبارية المسؤولة عن تحديد أهداف عناصر "داعش" على تحديدها بدقة تامة لمنع تعرض المدنيين للخطر، كما يدعو التحالف إلى أهمية إعطاء سلامة المدنيين الأولولية في الطلعات الجوية التي يشنها ضد التنظيم. قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إن طيران التحالف الدولي وبعض القوات الأمنية العراقية لم تُفرق بين الأعيان المدنية والعسكرية أثناء خوضها معارك تحرير الساحل الأيمن من مدينة الموصل.
أقرأ ايضاً
- امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق
- هجوم مسلّح يستهدف منزل نائب في البرلمان العراقي
- وزير التعليم: قبول أكثر من 3 آلاف طالب دولي في الجامعات العراقية