- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
برامجنا الرياضية بين الهدم والدعم !!!
حجم النص
بقلم/ مسلم ألركابي يتفق الجميع اليوم على أهمية الدور الريادي والذي يلعبه الإعلام الرياضي بكل صنوفه سواء كان إعلاما رياضيا مقروءا أو مسموعا أو مرئيا في مسيرة الرياضة العراقية حيث بات الإعلام الرياضي يمثل بوصلة نجاح أو فشل هذه المسيرة , ويما بعد يوم يثبت الإعلام الرياضي العراقي بكل صنوفه انه شريك أساسي ومهم لأي انجاز رياضي ,وتختلف صنوف الإعلام الرياضي الثلاثة المقروءة والمسموعة والمرئية بدرجات تأثيرها في الوسط الرياضي فبعد أن كان الإعلام الرياضي المقروء يتسيد المشهد الصحفي العراقي من خلال الصحافة الرياضية العراقية والتي تقودها قامات صحفية مرموقة لها من التاريخ والكفاءة والإبداع الشيء الكثير وبعد أن قدمت عصارة جهودها بخدمة الرياضة العراقية حتى بنت مجدا صحفيا عراقيا يشار له بالبنان ,وبعد توسع البث الفضائي ودخول عالم الانترنيت واتساع عدد الفضائيات والمواقع الالكترونية خف بريق الصحافة الرياضية نوعا ما حيث أخذت البرامج الرياضية تستحوذ على اهتمام ومتابعة الجمهور الرياضي وهذه ميزة الإعلام المرئي فهو يكون قريب جدا للمتلقي أكثر من الإعلام المقروء ,وباتت هذه البرامج تأخذ حصة الأسد في المتابعة مما خلق لها جمهورا واسعا وكبيرا خاصة بعد اعتماد هذه البرامج على مواقع التواصل الاجتماعي كحلقة اتصال بين البرنامج والمشاهد ,وبالفعل فقد نجحت العديد من هذه البرامج بتقديم ما يلبي رغبة الجمهور الرياضي من متابعة ورصد لكل تفاصيل المشهد الرياضي العراقي بشكل عام وكرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العراق بشكل خاص وهذه الحالة أعطت لمعدي ومقدمي هذه البرامج حرية اكبر في التحرك والرصد والمتابعة بحيث أصبحوا نجوما ينافسون الفنانين والرياضيين في النجومية والشهرة , وكثيرا ما كانت لهذه البرامج الرياضية محطات رائعة ومميزة من خلال مساهمتها الجادة والكبيرة في تشخيص مكامن الخلل التي يعاني منها المشهد الرياضي بشكل عام والكرة العراقية بشكل خاص وقدمت هذه البرامج دعما كبيرا ومميزا لجميع انجازات الرياضة العراقية وقد ارتقى مستوى الدعم إلى مراحل كبيرة ربما لم تستطع الدولة العراقية بكل عناوينها من تقديم هكذا دعم للرياضيين الذين يحققون انجاز للعراق ولذلك نقول ونؤكد إن الإعلام الرياضي هو شريك أساسي في الانجاز الرياضي ,لكننا وللأسف الشديد أصبحنا نشاهد في الفترة الأخيرة ابتعاد بعض البرامج الرياضية عن أهدافها وغاياتها الحقيقية وهذا الابتعاد جعلها تبدو وكأنها مجرد برامج تبحث عن الإثارة والثرثرة الفارغة , فقد انحرفت بعض البرامج الرياضية عن مهنيتها الإعلامية فبعد أن كانت هذه البرامج تمثل حلا لمشكلة ما في الوسط الرياضي والكروي أصبحت تشكل جزءا من المشكلة ذاتها وهذا مخالف لرسالة الإعلام بان يكون جزءا من الحل وليس جزءا من المشكلة , فقد سعت بعض البرامج للأسف إلى اختيار مواضيع بتوقيت غير مناسب إطلاقا مع اختيار شخصيات مثيرة للجدل فقط شخصيات تجادل من اجل أن تجادل شخصيات تبحث عن الإثارة الزائفة والأضواء السريعة الانطفاء للأسف نحن نبحث اليوم عن من يقدم لنا حلولا علمية وواقعية لما نعيشه من أزمات , لذلك نقولها بكل صدق وأمانة نريد برامج رياضية صادقة أولا مع نفسها ومع جمهورها برامج تدعم رياضتنا العراقية وكرتنا العراقية , برامج تدعم لا برامج تهدم. وكان الله من وراء القصد.