- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تفجير الكرادة الدامي وعوائل منكوبة بابنائها والعالم يندد بالجريمة
حجم النص
بقلم:علي فضيلة الشمري يعتصر القلب وتدمع العين لهذه الفاجعة الاليمة نسـأل الله ان يتغمد جميع الشهداء بالرحمة والغفران - اطفال بعمر الزهور ولاحول ولاقوته لايوجد عندهم غير ان ينسعدوا في حياتهم - هذه الفاجعة تقتضي وقفة جادةلمعالجة المسالة الامنية التي عولجت 2005 وفق طريقة خاطئة تعاقبت السلطات المتعاقبة مع الملف الامني بطريقة عسكرية فقط الامن هو مشكلة سياسية والعمل الارهابي هدفه يريد ان يكسر القوة السياسية اوالحكومة معا لاحظنا فاجعة الكرادة هي كارثة وصعوبة الامن بالحد الادنى من الناحية العسكرية وبالحد الاعلى من الاجراءات العسكرية فواجب الاعلامي والوعظ الديني ان يصب خطاباته بالمسالة الامنيةانت ليس امامك جيش مسلح وانما في ارض مفتوحة في كل الاحوال تكون في المدن ضربات شديدة وموجعة كفاجعة الكرادة التي وشحت بغداد بالسواد والحزن - بعد هذه الحادثة ان تتوقف السلطة السياسية وتعاملها مع الملف السياسي لان الامن في العراق مشكلة سياسية - وكيفية المعالجة من المخاطر الامنية مع السياسة فالعمل الارهابي يعمل بحواضن ومنفذين والحاضن يهيا المكان والوقت والمنفذ اصلا هو المضحي - فالسلطات المختصة لاتعرف من هو المدبر - ولكن من خلال المعالجات للحواضن الاجتماعية وتتم معالجتها عن طريق السياسة العادلة والاهتمام بشريحة الشباب لغرض العمل والخدمة الاجتماعية هذا تحصيل حاصل لكي لا ينخرطوا بالعمل الارهابي اذاكان الانسان يعيش عيشة كريمة طبعا يتردد من الاقدام لاي عمل ارهابي يجب معالجة هذه الامور من الابعاد الحقيقية -حادثة الكرادة فاجعة تدخل في قائمة الابادة البشرية لا على التعيين بهذه الطريقة وباسلحة ومتفجرات جديدة - اما مشكلة الخروقات ومن يتحملها تكون دائما اللوم على المؤسسات العسكرية والامنية مع الاسف ولايكون التركيز على المؤسسات السياسية - فالاجهزة الامنية تضع الخطط التفصيلية والخلل هي السياسة العامة للدولة - اذن السياسة العامة لابد ان تتصرف باتجاه العملية السياسية - هناك تطرح مشاكل عامة في هذا الصدد لاجراءات حتى يتم التقليل من المخاطر الامنية - فالسياسة الامنية هي المسؤولة عن الاستقراروليس الاجهزة الامنية ونحن نعيش ايام الفاجعة المروعة التي حلت بحي الكرادة في بغداد وما خلفته من اعداد كبيرة من الشهداء والجرحى من الشباب والاطفال الذين كانو يتهيأون لاستقبال عيد الفطر كي يقتنصوا الفرح لايام معدودة وما تركته تلك الجريمة البشعة من آلام وأحزان في قلوب أهلهم وجميع العراقيين لذا فالواجب الاخلاقي والانساني يدعوكم الى ان تسجلوا موقفا انسانيا نبيلا إتجاه هذا المصاب الجلل تفضحون من خلاله مدى وحشية وتخلف وظلامية الفكر الداعشي القاعدي الوهابي المتطرف وما يمثله من خطر جسيم على المجتمع الانساني بأكمله... ان موقفا اخلاقيا وانسانيا وحرا يحتم على جميع الشعراء والشعراء الشعبيين والرسامين والنحاتين والتشكيليين وكتاب القصة والرواية وكتاب المسرح والسينما والموسيقيين ان يستلهموا احداث مجزرة الكرادة وما جرى داخل مجمع الليث الذي تحول الى فرن انصهرت بداخله اجساد مئات الضحايا وان يرسموا ويصوروا لنا وللعالم بأسره قصة ما جرى كل بحسب اختصاصه وموهبته لنروي للاجيال القادمة قصة شعب تعذب حتى في طريقة قتله...تفجير الكرادة الدامي وعوائل منكوبة بابنائها والعالم يندد بالجريمة....الاّ ان مجلس النواب العراقي لم يرى ان هناك ضرورة لعقد جلسة استثنائية لاعضائه؟!!!!مشاهد لا تطاق من بحث ما زال مستمرا عن الشهداء كأن حادث الساعة وليس من أيام لهول الجريمة. نساء ثكلى وأُخر نائحات وأخر يتلون القرآن الكريم وإيقاد الشموع. وأيتام بعمر الزهور. وشباب لا يملكون أنفسهم منفعلين في وسط المجزرة المروعة. وأداء الصلاة للشهداء بكل اشكالها لمختلف الطوائف والديانات. ويكاد القلب يتفطر من سماع العويل. مشاهد كثيرة لا توصف ولا أطيل عليكم. لكن كل الدلائل تشير الى أن الحادث لم يكن عاديا، ولم ينشأ من سيارة مفخخة. بل جريمة عالمية منظمة نكراء هزت عرش الرحمن. جريمة دُبّرت بإحكام اشترك بها عشرات المجرمين في موقع الجريمة وخارجه. لا تكفي المواساة ووقفة التضامن والاستنكار. لذلك عُدنا خجلين مصابين بالذهول. رحم الله شهداءنا الابرار وجعلهم في عليين وما ألم بها من فاجعة اليمة ومصاب جلل ترك في قلوب جميع العراقيين والاحرار في العالم غصة لايمكن ان تنسى بسهولة.... ان ما يوجع القلب ويدميه ان تتزامن تلك المجزرة ونحن نستقبل عيد الفطر... حيث أنطلق الشباب والاطفال لرحلة التسوق القاتلة! ولم يدر في خلدهم ان هذه الليلة الرمضانية حبلى بالمنايا والموت الزؤام...لقد كانوا يتهيأون لاقتناص لحظات او ساعات محدودة من الفرح خلال العيد لكن الوحوش كانوا يتربصون بهم غدرا وشرا...لقد أغتال الارهاب الداعشي المتطرف الفرحة والبسمة من وجوه الضحايا وذويهم واصدقائهم... وأغتال فرحة شعب باكمله لعيد مقدس ان الارواح البريئة والاجساد الطاهرة التي احترقت بنار التعصب الطائفي الاعمى بينما كانت تسير نحو أمل بسيط للفرح انما تشكل أدانة كبيرة للافكار والمناهج والعقول الظلامية المتخلفة.... وبما ان الموسيقى هي لغة التخاطب الحر بين الشعوب والامم ولكي تتضح صورة معاناة العراقيين امام الراي العام الانساني اناشدك ان تطلق لنا من بين شغاف قلبك واحاسيسك المرهفة بانوراما تروي قصة الشهادة للمئات من الضحايا الابرياء.... بانوراما تصور للعالم باسره مدى وحشية الظلاميين وفساد عقائدهم..لحنا يروي للعالم المتحضر قصة اللحظات الاخيرة التي قضاها شهداء فاجعة الكرادة وقد احاطت بهم النيران من كل جانب... ان ترسم لنا بعصارة روحك الصافية لوحة لما دار من حديث وصراخ بين الاطفال المذعورين عندما بدأت النيران تلتهم ظفائر رقية وشهد... ان ترتل لنا صرخات الاستغاثة الاولى وانين الياس الذي دب في نفوس الشباب بعد ان التهمت أسنة اللهب عيونهم وكيف واين كانوا يركضون ويتوجهون...ان تسرد لنا بلغة العود قصة الشباب الذين أصروا ان يشكلو حلقة بينهم يحتمون ببعضهم من شدة النيران حتى التصقت جثامينهم الطاهرة...انها صورة مكررة للمجازر البشعة التي يندى لها جبين الانسانية.... انها رسالتك الانسانية السامية النبيلة...دمت لنا سفيرا نبيلاوالخزي والعار والشنار لمن دبّر وساعد واشترك وأمر ونفّذ الجريمة النكراء