- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
القشة وظهر البعير (حكومة ألعبادي) -1-
حجم النص
بقلم:اسعد عبد الله عبد علي التفجيرات الأخيرة في بغداد, في منطقة الكرادة بالتحديد, والتي تسببت بمئات الضحايا, أثارت علامة استفهام كبيرة, واستنكارا شعبي واسع, بوجه الحكومة وخططها الأمنية البدائية, خطط لا تنتج إلا الفشل الدائم, والتي تسببت بمقتل المئات شهريا, فالتذمر والنقمة الشعبية على أشدها, وخير دليل ردة فعل الناس على زيارة السيد ألعبادي لموقع التفجير, حيث صب الجماهير عليه وابل من الأحذية والقاذورات والحجارة, مع عاصفة كبيرة من الشتائم, باعتباره هو المسئول عن ما يجري, لأنه القائد العام للقوات المسلحة, فالمسؤولية تقع عليه أولا. ترى ما هي أسباب استمرار نزيف الدم العراقي؟ ومتى يمكن أن يتحقق الأمن للشعب العراقي؟ الخطط الأمنية الفاشلة منذ عام 2004 والى ألان كل الخطط الأمنية التي تضعها السلطة الحاكمة, كان مصيرها الفشل الذريع, والدليل على فشلها عدم توقف الانفجارات الإرهابية, في مناطق معينة من بغداد (الكرادة, بغداد الجديدة, الشعلة, مدينة الصدر, شارع فلسطين), مع انه يصرف مبالغ مهولة على الأمن, لكن لا شيء على ارض الواقع, شوارع معينة في بغداد تستهدف شهريا, مثل بغداد الجديدة وهو شارع ليس بالمسافة الطويلة, وليس أدغال وتلال كي يصعب السيطرة عليه, لكن كل الخطط التي توصل لها عقل السادة المسئولين, فشلت في تحقيق الأمان, مما يدلل على بلادة فاضحة في نوعية التفكير, مع عدم مبالاة لكبار مسئولين البلد بما يحدث من قتل يومي للأبرياء , هنا نشخص الخلل في العقول التي تضع الخطط, فهذه العقول فاشلة بامتياز, حيث شهريا معدل الضحايا لا يهبط, وكل فترة تحدث نكبة لبغداد, وفي نفس المناطق, أنها عقول لا تنتج لنا ما يحمينا, بل كل همها أن يبقى الوضع على ما هو عليه, كي تحافظ على مراكزها ومنافعها, والمصيبة تقع علينا من جهتين, من جهة الإرهاب, ومن جهة الخطط الفاشلة. لذا نحتاج التفكير بشكل مختلف, والتفكير المختلف يحتاج لعملية تغيير شاملة, لكل من كنا نعتمد على أفكارهم الأمنية, لننتقل إلى عقول محترفة تعطينا خطط لا تفشل, بدل عقول تعطينا الفشل يوميا, مع شرط عدم ارتباط القادة الأمنيين بأي جهة, لان من أسباب النكبة الحالية هو ارتباط بعض القيادات الأمنية بالأحزاب. أعداد أمنية كبيرة بلا تدريب حقيقي منذ عام 2003 تم تجنيد عشرات الآلاف في المنظومة الأمنية, بغية تحقيق الأمن والأمان, لكن كان هناك دوما اختراقات وحوادث مفجعة, كان الفشل ملازم للكثير من العمليات, نعم هنالك أبطال وغيارى في المنظومة الأمنية, لكن نسبة اقل, فأعداد كبيرة تجهل دورها, ولا تفهم كيف تتصرف كرجال امن, عبر محاصصات سياسية أتت بهم,هنا نشخص ضعف في الخبرات والتدريب, لفئة واسعة من رجال الأمن, والسبب يعود لرأس الهرم في المنظومة الأمنية, والى القيادات الكبيرة, التي لم تفهم إلى ألان أهمية أن يرتقي برجال الأمن, ليكونوا بشكل مختلف. وهنا يتطلب الأمر أصلاح مواقع المسؤولية في المنظومة الأمنية, والآتيان برجال يملكون واعي مختلف, ينهض بالمنظومة الأمنية, مع خطط حقيقية برفع مستوى رجال الأمن, من قبل التدريب والخبرات المكتسبة. اختراق العدو للمنظومة الأمنية الكثير من العمليات الإرهابية التي تحصل, عندما تدرسها جيدا تكتشف أن هنالك من يسهل المرور للجماعات إرهابية, من داخل المنظومة الأمنية, أي أن هنالك اختراق للمنظومة الأمنية, فالسيطرات لا تعمل كطبيعتها اليومية, مما يسهل مرور المركبات المشبوهة, والمعلومة الأمنية المكتسبة يتم تسريبها, مما يجعل الجماعات الإرهابية متسلحة بالدعم والمعلومات, لذا تفشل الإجراءات الأمنية, ويصل العدو إلى هدفه بحرية كبيرة, والدليل تفجير الكرادة الأخيرة, الذي يوضح مدى الاختراق الكبير للمنظومة الأمنية, فالشاحنة المفخخة التي انفجرت في الكرادة, كيف مرت, ومن سهل وصولها, ولماذا لم تفتش, أنها مصيبة حقيقية التي تعيشها المنظومة الأمنية في العراق. نحتاج إلى منع توزيع المناصب الأمنية على أساس المحاصصة السياسية, لان هذا احد أهم أسباب فشل المنظومة, بالإضافة لأهمية الإسراع بعملية إقصاء لكل البعثيين, وممن كان لهم ارتباط بحزب البعث أو رجال حزب البعث, والتركيز على تغيير القيادات المسئولة عن المعلومات وتوزيعها, مع التشديد على خلق نظام رقابي شديد الفعالية, كي يمكن تشخيص الإفراد المرتبطين بجهات إرهابية أو معادية للعراق. ثلاث عوامل حددناها هنا, هي سبب الفشل الأمني, وقد تم تحديد طرق الإصلاح للنهوض بالواقع الأمني, ونطالب بدل التهريج الإعلامي لبعض السياسيين, الذي لا ينفع العليل, الشروع بالعمل ببعض ما تم تشخيصه, ففيه الإنقاذ التام. وللكلام بقية.
أقرأ ايضاً
- البعرة تدل على البعير واثر القدم يدل على المسير
- ظافر العاني وظهر الدبابة الأمريكية.. إساءات مستمرة للعراق وشعبه
- البعير هو الحل