حجم النص
بقلم:وليد كريم الناصري . شعبٌ؛ أنهكته ويلات الدهر، ولعنات الحكومات السابقة، على مر عشرات العقود من الزمن، لم يكن بعيداً عن فهم دوره بالحياة، ولم يتنصل عن إدراك ما حوله، رغم إختلاف الطبقات، الثقافة حاضرة، ولكنها بنسب متفاوتة، حسب كمية المعرفة، التي يتعاطى معها الفرد، بعد سقوط صنم البعث، يرى بعضهم أفق التحرر، فتحت مصانع للبلد، تصدر كل شيء جديد، (السياسة) من إنتاج تلك المصانع، وأهم إنتاج، ولكنهم يرونه أبعد شيء عن المجتمع، والشيء الذي لا يفهمه عامة الناس. مع صديق لي يوما من الأيام، نتساءل عن إدراك البسطاء لمفهوم السياسة، إلى جنبنا رجل (بقال) مسن، غلبت البساطة والرثة على جسده وملابسه، سأله صديقي: ماذا تعرف عن السياسة؟ نظرة حادة، وتأفف حارق، ثم قال: السياسة أن (لا أشتري كل بضاعتي بجودة واحدة)، لا هي جيدة فيصعب علي بيعها، بسعرٍ يهرب منه الناس لغلائها، ولاهي رديئة، فيهرب مني المشتري لرداءتها، أجمع ما بينهما لأقتل خسارتي بربحي وأضمن مصلحتي الشخصية، هكذا فهمت السياسية. إنطلقت مع صديقي، الى نجارٍ في ورشةٍ صغيرةٍ، تبسمت بوجهه، أديت له تحية الإسلام، وقلت: ماذا تعرف عن السياسة؟ ضحكة بسيطة، ثم تناول شيئين من بين أدواته، أحدهما مسنن (برغي)، والآخر بسمار (عادي)، ثم قال: للمسنن سياسة اللف والدوران، مع قوةٍ بسيطةٍ، تجعله يأخذ مكانه بسهولة، وللبسمار قوة الطرق، فدائماً ما تجده معوّجاً أو مقطوعاً، متأثراً بالمطرقة، لأنه يريد أخذ مكانه بلا سياسة. في العراق؛ كل فرد يرى السياسة، حسب ووقت ما يشاء، وليس هنالك مشكلة في فهمها، ولكن المشكلة تكمن، في كيفية التعامل معها، وفي مدى وشدة تأثره بالعوامل المشتركة مع السياسة، كالمصلحة الشخصية، والنزعة الطائفية، بشتى المسميات: (القومية, أو المذهب, أو التكتل والجهة)، أضف ألى ذلك الإعلام، الذي تنتهجه تلك السياسات، مما له دور فعّال،على تكويّر وتجيير الحقائق، لحساب جهة دون أُخرى. النصف الأول لعام (2014)؛ السياسةُ في غرة ربيعها، لما تشهده تلك الفترة، من عملية إختيار للبنى التحتية، حيث صناديق الإقتراع، التي سوف تفتح بالأصابع البنفسجية، لتكشف عن سياسي البلد، لم تكن دوامة السياسة عائقاً أمام صعوبة الإختيار، بل المصلحة الشخصية، والفقر المطبق، وسذاجة بعضهم، وغياب الضمير، هي من أسدل الستار أمام المُصلحين، وخلف المُفسدين. المرجعية كانت حاضرة، وتعي ذلك الأختيار الصعب، فراحت تلمّح تارةً، وتصرّح أخرى، ليرجع الناخبون ألى رشدهم، وقتل نزعات المصالح بداخلهم، بتاريخ 4/4/2014 ومن على منبر الصحن الحسيني الشريف (هنالك فرصة معقولة ألى موعد الأنتخابات، يمكنكم من خلالها، أن تصلوا ألى المرشح الصالح الكفوء، حاولوا أن تتعرفوا عليه بأنفسكم، وإن لم يتيسر، فإستعينوا بأهل العقل والحكمة والتجربة، للتعرف عليه). المرجعية من جديد، وبتاريخ 25/4/2014،(الإنتخابات فرصة عظيمة، على الجميع أن يستغلها، من خلال إختيار (قائمةً)؛ قائمةٌ صالحةٌ (واحدةٌ فقط) تمتلك رؤية متكاملة (برنامج متكامل) لإدارة البلد، وإنتخاب مرشحين يتصفون بالكفاءة والنزاهة) وعندما أدرك أهل العقل والحكمة، إن الغالبية تتجه بالضد مما أشارت المرجعية، صرّحت عشية ليلة الأنتخابات 30/4/2014، (وأنا توليت؛ أن أدلكم، على من يصلح للإنتخاب،السيد (عمار الحكيم) إبني وإبن المرجعية ولا تخرجوا عن هذه القائمة (الواحدة فقط). لكي تكون الصورة واضحة، أتركك أيها القارئ تجيب على بعض الأسئلة، التي أجاب عنها المقال، هل عامة الناس كانت لا تعي السياسة؟ هل المجتمع أخفق بالأختيار لفطرته؟ هل المصالح لم تكن حاضرة مع الإنتخاب؟ لماذا تدعوا المرجعية للإستعانة بأهل العقل والحكمة؟ ومن هم هؤلاء؟ وهل الشيخ النجفي رجل عقلٍ وحكمةٍ؟ ومن اعطاه التولية ليدلنا؟ ولماذا حددت المرجعية الأنتخاب للقائمة الأصلح؟ لقائمة واحدة, ومن هي تلك القائمة التي تمتلك رؤيا وبرنامج متكامل؟ وهل تجزم إن المرجعية لم تكن تشير للحكيم؟