حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم ان ما ينص عليه المعصوم هو حكمة بحد ذاته ولكن هنالك حكم لها دلالات عظيمة اضافة الى معناها صفات من قالها ضمن ظرف قد لايتوقع الغير ان تصدر منه مثل هكذا حكم، وروعة الحكم عندما تكون في وقت المحن. وللزهراء عليها السلام محنة عظيمة ابتلى الاسلام بسبب تراكماتها من الدخلاء على الاسلام ولكننا لسنا بصدد تثبيت او تاكيد تلك الاحداث ولكننا بصدد قراءة موقف الزهراء عليها السلام في مواجهة هذه المحن وكيفية تصرفاتها النابعة من تربية ابيها لها. الموقف الاول مسالة فدك ونقرا الموقف من زاوية جديدة عندما طالبت الخليفة الاول بفدك وليس بارثها بل بحقها فقال لها حديثه المشهور بانه سمع رسول الله يقول نحن معاشر الانبياء لا نورث....، هنا حكمة الزهراء عليها السلام فانها تستطيع ان تقول له ان فدك ليست ارثا ولكنها التزمت بحديث رسول الله عندما حذر من الروايات الكاذبة بقوله إذا جاءكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله فإن وافقه فخذوه) فكانت اجابة الزهراء عليها السلام لابي بكر بان ذكرت له الايات القرانية الخاصة بالارث وهذا يعني ان حديثك غير صحيح. الموقف الثاني في مرضها ذكر البخاري ألا إني سمعت أباك رسول الله (ص): يقول: نحن الأنبياء لا نورث ذهباًً ولا فضةً ولا داراً ولا عقاراً، وإنما نورث الكتاب والحكمة والعلم والنبوة وما تركناه فهو صدقة فقالت فاطمة لأبي بكر وعمر: أرأيتكما إن حدثتكما حديثاًًً، عن رسول الله (ص) تعرفانه وتعلمان به، قالا: نعم، فقالت نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول: رضا فاطمة من رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة إبنتي فقد أحبني، ومن أرضى فاطمة إبنتي فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني، قالا: نعم سمعنا من رسول الله (ص)، قالت: فإني أشهد الله وملائكة أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه.... المنطق يقول استحالة توريث العلم فليس من المسلم به ان كل عالم ابنه عالم، ولكن لاحظوا اعراض الزهراء عليها السلام من رؤيتهما ولما أُرغمت فانها سالتهما عن حديث سمعوه واستحلفتهم بان يجيبا بصدق، فاختارت حديث فاطمة بضعة مني وهذا يعني ان رسول الله قال هذا الحديث بمحضرهما ومحضر فاطمة، وهنا لماذا بمحضرهما ؟ ونكمل بعد ان سمعا الحديث اقرا بانهما اسخطا الله ورسوله. الموقف الثالث، الا وهو وصيتها "وأن يتخذ لها نعشا، وأن لا يشهد أحد جنازتها من الذين ظلموا وأخذوا حقها، وأن لا يصلي عليها أحد منهم ولا من أتباعهم وأن يدفنها بالليل إذا هدئت العيون ونامت الأبصار) بحار الأنوار ج43،ص91" والتزام الامام علي عليه السلام بذلك، فلماذا اوصت بذلك ؟ فلو لم توص وسار خلف جنازتها من لا ترغب به فمن المؤكد سيشاع ان زيارتهما الاخيرة لها وهي في مرضها انها قد رضيت عنهما وليست واجدة، والامر الاخر من سيصلي عليها؟، فان صلى الخليفة فهذا يعني رضا فاطمة عنه، وان صلى عليها علي عليه السلام فان هذا دليل ولايته ووصية الرسول له ان لم يمنعوه القوم وان منعوه واعتقد ذلك يحصل لانه طالما تجرا القوم وارادوا حرق دارها فمن الطبيعي ان يمنع حتى ولو بالقوة، وهذا الامر حصل مع ولدها الحسن عليه السلام. الموقف الرابع، عندما طلبت اخفاء قبرها وعمل الإمام علي (عليه السلام) على اخفاء قبرها من خلال حفر سبع قبور أو أربعين قبراً في تلك الليلة لكي يضيع بينها قبر الزهراء (عليها السلام)، ولان معرفة القبر يعني ضياع دليل قوي على ظلم القوم لها فلما عرف شيوخ المدينة دفنها وفي البقيع قبور جدد أشكل عليهم الأمر، فقالوا هاتوا من نساء المسلمين من ينبشن هذه القبور لنخرجها ونصلي عليها فبلغ ذلك علي (عليه السلام) فخرج مغضباً عليه قباؤه الأصفر الذي يلبسه عند الكريهة وبيده سيف ذو الفقار وهو يقسم لئن حوِّل من القبور حجر ليضعن السيف فيهم، فتلقاه عمر ومعه جماعة فقال له: مالك؟ والله يا أبا الحسن لننبشن قبرها ونصلي عليها، فقال علي (عليه السلام) وهو غاضب: (أما حقيْ فتركته مخافة أن يرتد الناس عن دينهم وأما قبر فاطمة فو الذي نفسي بيده لئن حول منه حجر لاسعيَّن الأرض من دمائكم فتفرق الناس). والسؤال لماذا ارادوا معرفة قبرها هل حقا ليصلوا عليها؟ والى يومنا هذا حجتنا على مخالفينا مجهولية قبر مولاتنا عليه السلام
أقرأ ايضاً
- منع وقوع الطلاق خارج المحكمة
- العراق، بين غزة وبيروت وحكمة السيستاني
- المسير الى الحسين عليه السلام، اما سمواً الى العلى وإما العكس