بقلم:تيسير سعيد الاسدي حين تصبح اغلب مناطق محافظة كربلاء عبارة عن جبال من النفايات المتعددة التي اغرقت ابناءها بحجمها الكبير،، قرر مجلس كربلاء استضافة المحافظ ومدراء البلديات في جلسة الاسبوع القادم ؟! وكأن اعضاء مجلس محافظة كربلاء قد تفاجؤا بهذا الامر وثارت ثائرتهم وبدؤا يتحققون في ذلك ؟!، مسرحية واضحة المعالم ابطالها الحكومة المحلية في كربلاء بشقيها الرقابي والتنفيذي ؟! ثلاثة أشهر لم يستلم عمال التنظيف في كربلاء أجورهم لعدم توفر أموال تصرف لهم ؟! في الوقت ذاته لو انك شاهدت جوازات سفر اغلب المسؤولين والمدراء العامين بالمحافظة سوف تجد عدد من تاشيرات السفر الموثقة في جوازات سفرهم خلال الاشهر الماضية لاغراض شتى؟!،مسرحية سمجة اصبح بموجبها الكربلائيون رهائن، من اجل تحقيق مصالح مالية وسياسية محددة. ما يجري في كربلاء ايها السادة من برود اداري حكومي اشبه بالعملية الارهابية الضخمة يراد من خلالها إخضاع المواطن الكربلائي والزائر واذلاله من قبل اصحاب المصالح والنفوذ في مدينة خالية من أي خطة وطنية يتم من خلالها الاستفادة من هذا الكم من النفايات لصالح ميزانية الدولة ؟! بالامس شاهدت في منطقتي التي اسكن فيها حملة لحرق النفايات المتراكمة للتخلص منها ما يجعل اهالي تلك المناطق معرضين للامراض الجلدية والتنفسية والرئوية حيث ما زالت النفايات مكدّسة في الشوارع وفي البؤر الفارغة لتتحول كربلاء وللاسف الشديد الى مكب واسع تتجمّع فيه شتى أنواع الأوساخ بطريقة عشوائيّة ما تنذر بكارثة بيئية وصحية وهي الإرث الثقيل الذي ستتركه النفايات المنتشرة للكربلائيين ولو بعد حين ؟! وكم من صور مؤلمة وأنا أشاهد زوار عرب وأجانب وهم يضعون أياديهم على أنوفهم تحاشيا لشم الراوائح النتنة التي خلفتها هذه النفايات وسط الشوارع ؟! وهل هذه صورة كربلاء التي واعدتم أهلها بها قبل الانتخابات ؟! ومن حقنا ان نتساءل ماهية الصورة التي سوف ينقلها هؤلاء الزوار الى شعوبهم وبلدانهم بحق مدينة سبط الرسول الكريم ومن يتحمل هذه الاخطاء والتصرفات ؟! في المحصلة، هذه هي أبرز نقاط الخطورة في ازمة النفايات بكربلاء، التي تمثل جزءاً بسيطاً من أزمة الدولة العراقية والحكومة المحلية، حيث المحاصصة والفساد يسيطران على أغلب القطاعات، والمواطن يكون فيها هو الضحية ويتم اخذه رهينة في مثل هذه المعارك، التي لا تنتهي إلا على حساب مصلحته.