- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هل البلد بحاجة الى صناع قرار ورجال دولة؟
حجم النص
بقلم:سعد بطاح الزهيري كثير من تصدى للعملية السياسية, ممن يطلق عليهم إسم سياسي! ولكن قلما تجد قيادي بمعنى كلمة القيادة، أو يكاد أن يكون معدوم، بين رجالات الدولة، وبلدنا بأمس بحاجة الى من يقود ولا ينقاد, يمتلك كل مواصفات القيادة والإراده، للنهوض بواقع العراق، رغم توالي الأحزاب والكتل منذ تغيير ما بعد (2003)، حتى يومنا هذا، على تسنم شؤون الدولة، ولكن ماذا قدموا للشعب؟ والى أين أوصلوا البلد؟ هناك أحزاب لها باع كبير، في الجهاد والتصدي، في زمن الطاغية، وتاريخها الذي كان يعتبر لدى الأغلبية ناصع البياض، قد تغيير بعد تصديها للعملية السياسية، في عراقنا الجديد، وجعلوا تلك الصورة الجميلة مشوهه وقبيحة، ليس بصدد أن اذكر من هي، إلا أنها مكشوفة لكل متتبع صغيراً كان أم كبيراً، وهناك أحزاب وكتل، لم تأخذ الفرصة الحقيقة، لقيادة دفة البلد، رغم أنها تمتلك المقومات، التي تؤهلها للسير بنا الى بر الامان. كعراقيون نعلم جيداً، أن من يقود البلد، هي حكمة المرجعية الرشيدة في الوقت الحاضر، والتي تعطي توجيهاتها بكل أريحية، للحكومة المتصدية للعملية السياسية، في خطبها الجمعوية علناً، وتشخص مكامن العلل، في حالات التردي وتنصحها بأزالتها، وأما ما خفية كان أعظم، ولولاها لكان العراق مجرد رسمة على خارطة، ومقطع بين الكرد، والسنة، والشيعة، مثل شاة يتفنن بها القصاب، ولكن الفضل الأول والأخير لقائدنا الديني، المتمثلة بشخص السيد السيستاني (دام ظله الوارف). رحلوا منا الى باريهم رجالٍ، كانوا بحق رجال دولة، وهم قادرين على التغيير، وصناعة القرار، لكونهم قادة مشروع، والتعويض عنهم ليس بالشيء السهل, حين أرتبطت دمائهم الزكية، التي عطرت أديم الأرض بعبق الشهادة, حيث امتلأت ومتزجت تربة النجف الأشرف، بدماء آل الحكيم, المتمثلة بالسيد محمد باقر الحكيم (طاب ثراه)، مع دماء جده الإمام علي (عليه السلام)، لكن المسيرة التي رسمت بهذه الدماء الزكية، لم تقف من أجل تطبيق مشروع الدولة العصرية العادلة، وهي مكتوفة الأيدي. شهيد المحراب كرس جهوده، في خدمة الوطن والمواطن، حتى آخر ايام حياته، حين نادى بثقة القائد، وبحكمة رجل الدين، بأن توزع الثروات على جميع العراقيين, وتشكيل حكومة تشترك بها كل أطيافه الشعب, إذن كانت رؤيته بعيدة وواضحة، لما يعيشه البلد من تشظي وتناحر، مع الشريك في الوطن. أما السيد عبد العزيز، لعب دوراً بارزاً وواضحاً، من أجل العراق, ولكن هناك من لم يفهمه، ولم يقرأه جيداً، وعرف أبعاده الفكرية، ونظرته الثاقبة، عندما خاطب العراقيين بقوله ومطلبه، الذي لم يفارقه حتى ساعة الأحتضار، أن يكون الحكم فدرالياً، لأنه كان ينظر ببصيرة القلب، الذي أحب العراق وشعبه، حتى آخر رمق من حياته (رحمه الخالق). نفس الرجال الذين رحلوا، ونفس أصحاب القيادة من مدرسة آل الحكيم، وجدناها قد تلابست ومتزجت، في شخص السيد عمار الحكيم (أطال الباري في عمره)، القائد الشاب الذي تعهد أن يسير على خطى أبائه، وسلفه الصالح، لذا أصبح اليوم حديث الساحة والساعة, فوجدناه مدرسة متكاملة ومنهاج واضح ومشروع ناصح ورافداً كبير من بحر جده الإمام محسن الحكيم (طاب ثراه).
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- هل ماتت العروبه لديهم !!!
- هل يستحق المحكوم ظلما تعويضًا في القانون العراقي؟