- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
البارزاني ونهاية الديكتاتور الديمقراطي ؟!!
حجم النص
بقلم:محمد حسن الساعدي سعى الأكراد بعد سقوط النظام الى اعلان دولتهم الكردية، وعملوا بشتى الوسائل من اجل الانفصال عن البلاد، وسعوا الى إقناع وكسب التأييد الغربي والاقليمي والذي جوبه بالرفض من جميع الأطراف باستثناء تركيا ونوايا اردوغان التي يسعى الى اعادة امجاد إمبراطوريته العثمانية. استغل البارزاني الوضع المتشنج والطائفي والصراع السياسي والإعلامي في البلاد والذي بالتأكيد اضعفت على حساب ازدياد النفوذ الكردي , ليصبح الأخير الرابح الأكبر بعد اضعافهم لبقية مكونات الشعب العراقي التي كانت تنافسهم خصوصاً الأقليات، فسعوا الى احداث فتنة في منطقة الطوز، وتهديد العوائل الشيعة الشبك والتركمان بطردهم خارج القضاء، مما خلق جواً عدائياً تجاه البشمركة والتي ساهمت في تاجيج الوضع مما أودى بحياة عدد من المواطنين في القضاء. هذا المخطط الذي كان بدعماً تركياً واضحاً من اجل اعادة ماء وجه البارزاني بعد المطالبات الشعبية في كردستان بانهاء حكم المملكة البارزانية وانهاء نفوذهم وسطوتهم وسيطرتهم على مقدرات الشعب الكردي ومصالحه. كما ان دوافع وأسباب أخرى كثيرة دعت البارزاني الى التحرك الى القضاء والذي لم يشهد اي مواجهة مع داعش الا وهي الرغبة الكردية في اضعاف الحكومة المركزية على حساب تقوية حكومة الإقليم وتكون هي واجهة العراق , وبالتالي المؤهلة في فتح قنوات الحوار مع الأطراف الإقليمية والدولية بكل ما يتعلق بالعراق , وما هذا التحرك العسكري الا بداية تنفيذ المخطط والذي يسعى من خلاله اظهار نفسه كمنقذ للبلاد من خطر الإرهاب والاستعداد لاعلان الانفصال عن العراق بصورة نهائية. ان التطورات السياسية والعسكرية الأخيرة والتصدي للارهاب الداعشي اثبتت ان الاكراد ساعين الى الانفصال عن البلاد لا محالة , خصوصاً مع استغلال سيطرة داعش على بعض المناطق في شمال ديالى والتمدد الواضح للقوات الكردية على هذه الأراضي والسيطرة عليها واعلانها مناطق كردية , وهذا ما نشرته العديد من الصحف العالمية والتي اثبتت ان خطوات مشروع الدولة الكردية حقيقية لتكون هي بوابة العراق الغربية والاوربية , بل بديلاً عن العراق وحكومته. اعتقد ان السيد البارزاني واقليمه يمر بأسوء حالاته خصوصاً مع نهاية ولايته الثانية وسعيه في البقاء في ولاية ثالثة والسعي من اجل اعادة الوهج الى حكومته ونفوذه، ناهيك عن الوضع الاقتصادي المتدهور وخروج اغلب الشركات من الإقليم بسبب خسارتها وعدم قدرة الإقليم على سد الاحتياجات خصوصا في الجانب الاستخراجي للنفط , كما ان الخطوات الانفصالية للسيد البارزاني اكسبته الكثير من الخصماء السياسيين خصوصا مع التيارات الإسلامية الكردية التي أصبحت منافساً للحزب الديمقراطي الكردستاني والتي هي الاخرى تحاول اسقاطه وانهاء نفوذه , كما ان الأوضاع التي تعيشها المنطقة اليوم لاتعطي الضوء الأخضر للسيد البارزاني في تنفيذ مخططه , ليبقى حلم الانفصال للسيد البارزاني قائماً ينتظر التحقيق...
أقرأ ايضاً
- البرلمان العراقي يقر راتبه سراً ؟!!
- العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية
- أعراض مرض الديمقراطية تسبق اغتيال ترامب