حجم النص
بقلم: حسن كاظم الفتال أيها الحسينيون عظم الله أجورنا وأجوركم وانتم تعيشون هذه الأيام العاشورائية ..في هذا الشهر شهر محرم الحرام الذي ما أن تلوح في الآفاق سحابات إمارات قدومه حتى تهرعَ القلوب .. وتشرع أبوابها..وتبسط أضلاعها. لتحتضن كرباته.. ثم تطبق عليها لوعاتها.. فيستقر الحزن والأسى والألم. في قاع القلوب.. وتظل تشتعل بحرارة المأساة.. وتنزف دما بدل الدموع..وتنفث كل حسراتها.. كل ذلك على أطهر واشرف وأزكى وأقدس دم مسفوك من سبط رسول الله صلى الله عليه وآله. أيها العاشورائيون: حقا وحقيقة إأذنوا لي أن أعزي نفسي أولا ثم أعود صادقا إن شاء الله وأطوي أضالعي على كل كدمات الكربات والكآبة.. إذ يتمالكني الحزن والأسى. لأقدم لكم التعازي وأشاطركم المواساة كم أود صادقا وليس قائلا ناطقا قولا زائفا أو مجازيا.. أو صوريا. بل بكل صدق وأمانة أقول كم أود أن أدون مقالتي هذه بالدموع. وكم أود أن أكون فعلا وحقا ممتثلا لقول إمام زماننا صلوات الله عليه حين يقول: لأندبنك صباحا ومساء.. ولأبكين عليك بدل الدموع دما.. كم أود أن أكون هكذا. ولكن ينبغي لي أن أثبت ذلك وأبرهن وأقدم دليلا.. والبرهان أصبح في هذا الزمن من أصعب ما يطلب من الفرد. أنا اليوم أسائل نفسي وأختبر قلبي. أقسم أنني أجد قلبي مشحونا بأقصى درجات الحزن..ونفسي مفعمة بالكآبة.. وأجفاني لعلها بدأت تترطب.. وربما ستكون بعد قليل سخية بجريان دموعها.. ولو سالت الدموع سأدرك بأني أقرب إلى الرقة النابعة من عمق الرحمة والعطف من القسوة والجلد والصلد وذلك بسبب الأسف على غياب دليل قلبي إلى الصلاح والفلاح وإلى كل خير ورحمة.. غياب نور العيون.. وسرور القلوب.. الإمام الحسين عليه السلام الشهيد على مذبح الحرية.. والمعبد بدمه الطاهر المقدس طريق الأحرار.. ليسلكوه فيتجهون دون أي تعثر إلى الصراط المستقيم.. والفوز بالوقوف على ساحل النجاة.. الإمام المطعون بطعنات الغدر والحقد والضغينة. والمطعونُ به الدين..وقد طُعِنَ بقتله عليه السلام سيدُ الخلق منقذ البشرية من الضلال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله إذن أيها الأحبة لنتشارك جميعا بحزننا المقدس أيها الأحبة إن من الممكن أن يتخذ هذا الشهر فرصة من فرص العبادة إذ أن الإنتماء الصحيح الحقيقي للعقيدة ينور عقل الإنسان العقيدة تمثل للإنسان عظم الشخصية وتميزها وفخارها وإمارات الاعتزاز بالهوية وهذا ما يقر به الجمع العقلي لكل المجتمعات وكل شيء لذا فهو يستنفر كل طاقاته في الدفاع عنها حين يداهمها أي خطر من هنا برزت مقولة: (كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء) إن مقولة: (كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء) يمكن أن تكون ومضة تضيء كل ذاكرة لترسم فيها علامات الفهم والاستيعاب لكل معاني الفداء والبطولة والإباء والكشف عن مستور معالم التضحية والدفاع عن العقيدة لم يكن يوم العاشر من محرم الحرام أطول الأيام بمروره ولا فيه من الساعات أكثر من الأيام الأخرى. إنما أصبح لا يماثله يوم في التأريخ كله من حيث ما أنتجت ساعاته من ومضات أو إشعاعات ظلت وستبقى على مدى الزمن تنير آفاق الحرية والكرامة وآفاق الإباء والتضحية. ومثلما كربلاء حاضرة بكل ذهن فإن عاشوراء هو الآخر حاضر بكل ذهن ولعلنا نكون على حق بل لنا كل الحق أن نستند في مجدنا وتراثنا وبيان شرف هويتنا حين نعتمد شعار frown رمز تعبيري كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء). فإن هذا الشعار إن صح به التعبير كشعار وربما هو ليس بشعار بل إنه حقيقة ثابتة. إذن أن يوم عاشوراء اثبت أحقية الوجود الحسيني ونهضة الإمام الحسين عليه السلام وذلك من خلال بيان صراع الحق مع الباطل.فقد مثل الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء جوهر الحق والحقَ كلَه ومثل يزيد وأعوانه وأزلامه الباطل بكل معانيه ومضامينه. وأفرزت واقعة كربلاء صورة الصراع المرير وصورة المواجهة المستمرة بين الحق والباطل. وبما أن مسؤولية حراسة وحماية الحق تقع على كل الأحرار في العالم. وليس غريبا أن يقف العقلاء والحكماء وكل الأحرار والمطالبين بالعيش بحياة حرة رغيدة. ليس من الغريب عليهم أن يقفوا صفا واحدا إلى جانب الحق في محاربة الباطل. والدعوة إلى ديمومة هذا الصراع المشرف. الذي هو صراع بين الحق والباطل. الإعتقاد التام بأن الحق لابد أن ينتصر. وحين تكون هذه الصورة مقتبسة من يوم عاشوراء. فلابد لأن يكون كل يوم عاشوراء. وكربلاء هذه المدينة المقدسة التي أنطلق منها عاشوراء وانبثق من فنائها أعظم وأكبر صراع بين الحق والباطل. متمثلا بواقعة الطف العظيمة. فإنها أرض معطاء. ينبض ترابها أو فناؤها بالعطاء وبالعز وبالوفاء لذا فقد ظلت صورة هذه الأرض مشعة وعالقة في أذهان الأحرار. فإن كل من يبحث عن العيش الرغيد والإنفلات من قيود وأغلال الإستبداد والإستعباد حين يتحرى عن مستقر الخلاص ومستودع الرحمة وموطن العز والإباء. يجده في هذه الأرض المقدسة المشرفة فيولي وجه أمانيه ونياته صوبها وتؤدي أمانيه في محراب محبتها صلاة الشكر لقبول الإنتماء إليها. فتنطبع صورتها في الأذهان والعقول والضمائر. وكلها تتجه نحو كربلاء.. موطن انتصار الحق على الباطل. فربما يصبح ذلك مصداقا لهذا الشعار الأبدي. كل أرض كربلاء
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري