حجم النص
بقلم: سامي جواد كاظم هاهو محرم يستنهض فينا كل المشاعر والهمم بالقلب والقلم شئنا ام ابينا، ومحرم يحتضن واقعة خلدتها الاجيال منذ وقوعها بل حتى قبل وقوعها والى الان وحتى ظهور القائم عجل الله فرجه، هذه الواقعة رافقتها احداث لا يمكن ان يتم حصرها في كتاب ولكن يمكن الاشارة الى اهمها. عندما اكتب عن الحسين عليه السلام لا اكتب ما كتبت سابقا ولا ارغب في التكرار ولابد لي من جديد ولان الملكة هي من رب العالمين فبدات اتذكر نهضة الحسين عليه السلام ووقفت عند هذا المطلب. المعلوم لدى المسلمين بكل مذاهبهم ان في السنة الشريفة كثير من الاحاديث التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه واله ترشد العبد الى الجنة من خلال القيام باعمال ترضي الله عز وجل والاحاديث كثيرة جدا، ولو تمعنا في هذه الاحاديث سنرى ان الامام الحسين عليه السلام عمل بها جميعا مع نقاء السريرة وقوة الايمان وصلادة القلب وهو في هذه الاعمال يكون قد ارضى ربه وضمن الجنة، فاذا كان كذلك فلماذا يقدم على هذه النهضة المباركة، وهو يعلم بانه سيستشهد؟. مسالة علمه باستشهادة وسيره الى المعركة اخذت حيزا واسعا من كتابات العلماء والفلاسفة واصحاب السير بين المدافع عنه والمهاجم عليه. ومهما يكن الراي فان الاحداث التي جرت بعد استشهاد الحسين عليه السلام تثبت صحة ما كان عليه الحسين عليه السلام وصحة علمه بمقتله، عندما نقول ان الحسين يعلم بانه سيقتل اذا لماذا المسير ؟ وبغية تقريب المعنى اضرب لكم هذا المثل البسيط، مدرس يعلم بان احد الطلبة ذكي جدا وينجح ولكنه بالرغم من ذلك يمتحنه فياخذ درجة كاملة، هذه الورقة بيد المدرس يثبت بها صحة تنبئه،الحسين عليه السلام ذكر للقوم بان يزيد رجل فاسق وشارب خمر ولابد من النهوض بوجهه، وخلال مسيره الى الكوفة ومن ثم كربلاء جرت بعض الاحداث تثبت للقوم بانه لم يذهب الى التهلكة، فان اول لقاء مع الحر قبل توبته نادى على اصحاب الحر وعرض عليهم رسائلهم وقال ان لم ترغبوا بي عدت من حيث اتيت، كيف يمكن الربط بين علمه بمقتله وقوله بالعودة ؟ وبالرغم من ذلك استمر بالمسير بعد انكار القوم للرسائل، وفي يوم العاشر عرض نفس الامر على ابن سعد وقال له ان لم يرغبوا بي عدت من حيث اتيت، فكيف يعود وهو القائل بانه سيستشهد؟ هذه الامور كلها تدحض من يدعي ان الحسين قاد نفسه الى التهلكة، وفي الوقت ذاته تثبت صحة ما اخبره به جده رسول الله، فاي درجة من الايمان يحمل الامام الحسين عليه السلام وهو يعلم بمصيره ؟ واي درجة من التضحية التي يحملها الحسين من اجل اصلاح الامة واحياء رسالة جده وهو يعلم الثمن ؟ كما وانها تثبت الخسة والقباحة وانعدام الايمان لدى قوم بني امية في اصرارهم على قتل الحسين عليه السلام. وتاكيدا على فسق يزيد ما حدث في المدينة من واقعة مؤلمة كارثية على يد يزيد الفاسق الا وهي واقعة الحرة وما جرى فيها من مصائب وسببها تاكد اهل المدينة بان يزيد فاسق ويشرب الخمر، بينما هم من انكروا على الحسين عليه السلام خروجه للوقوف بوجه يزيد وذكر لهم موبقات يزيد، فلو انهم خرجوا معهم لضمنوا سلامة المدينة وضمنوا الفوز بالاخرة ولكانت الاحداث غير التي جرت ولكن رسول الله لاينطق عن الهوى عندما اخبر ابنته بمصير الحسين عليه السلام