حجم النص
بقلم:فلاح المشعل الكتابة عن الميليشيات الآن، برؤية تقويمية نقدية، تعني الوقوع في المحذور أو السير في حقل الألغام..! ذلك لأن الحكومة بكل ماتملك من قوة ردع وشرعية فعل وقوانين ساندة وغطاء وطني، لاتقترب من هذا المسار. من الإجحاف أن ننكر أرواح الشهداء والتضحيات التي قدمها المنتسبون للميليشيات في قتالهم مع " داعش " في العديد من معارك الشرف وتطهير الأرض، في تكريت وسواها، ولا ننسى عودة الروح المعنوية للشعب بعد دعوة المرجعية لتشكيل الحسد الشعبي، وإرتفاع رايات التشكيلات الميليشياوية بين صفوفها، وتحول تلك القوة " الحشد " الى تكوين عسكري عقائدي فاعل في أرض المعركة، عسكريا ً وسياسيا ً. لكن يبدو لي أن ثمة إشكاليات سياسية إجتماعية قانونية، صارت تلازم فعاليات الحشد ومكوناته الرئيسة المتمثلة بالميليشيات، تحتاج ان يتم تناولها ووضعها في سياق المعقول والمقبول مجتمعيا ً، وقبل التطرق لذلك ثمة تجارب وشواهد تصلح أن تكون الأنموذج في القياس لنشاط ونضال الميليشيات وعملها الجهادي في العراق. الذراع العسكري أو ميليشيات حزب الله اللبناني، وهي تشكل الذراع الأقوى والأهم في المقاومة والتصدي للعدو الإسرائيلي، وكذلك في حماية لبنان من أي عدوان، وفي اسناد واحترام غير منقوص لقوات الجبش والشرطة والأمن اللبناني، التشكيلات القتالية للحرس الثوري الإيراني، وهي تشكل قوة نوعية في حفظ مكاسب الثورة واسناد المؤسسة الحربية بضوابط صارمة واجراءات فدائية، لاتتجاوز حدود الأوامر التي تصدر لها..! وفي كلا التجربتين حزب الله والحرس الثوري الإيراني، لانجد لهما أدوار في الشارع اللبناني أو الإيراني تتداخل أو تتقاطع مع دور السلطة الحكومية، ولا حضور مسلح في الأوساط الشعبية والسلمية العامة، ولا أي تدخل في مجريات القانون وسلطة الدولة. الميليشيات في الشارع العراقي تعمل بمعزل عن الضوابط القانونية وهي تتمتع بسلطات مطلقة لايقوى على محاسبتها الشرطي أو الجندي، بل أحيانا تدخل في صدام مسلح ودموي مع منتسبي الجيش والشرطة، مايعني أن ثمة سلطات تتحكم بالشارع العراقي، الحكومة بأجهزتها المعروفة، والميليشيات بعناوينها المعروفة والمتعددة، وهو ماصار يسمح لبعض المجاميع من المسلحين والعصابات أن تستغل مثل هذا التداخل وتنفذ بأفعال إستلابية وتخريب وخطف وسرقة وإعتداء. إشهار صوت المعركة ينبغي أن يطلق في ساحات القتال ضد داعش، وليس أصوات مكبرات الصوت لمواكب تسير باسلحتها في شوارع بغداد، لاتحترم اشارة مرورية أو سيطرة عسكرية، بل تعمد بأساليب أقرب للمراهقة الى إشاعة أجواء الرعب والتهديد للمواطنين العزل، تحت عناوين الحشد، وهو ما ينافي رسالة الحشد التي اشارة له دعوة السيد السيستاني زعيم المرجعية في النجف الأشرف. الغريب بالأمر ان الخوف من نقد وتشخيص اخطاء الميليشيات وهي تتصرف مستغلة عنوان الحشد الشعبي، وصل لدرجة الرهبة لدى كبار الزعماء السياسيين من الشيعة، فلم تقوى الشخصيات المعروفة حتى على تسميتها، بل توصفها بالوقحة في أعلى طاقة مواجهة ونقد، لكنها لم تسمي هذه الميلشيات ولم تعط ترجمة لمعنى وقحة..؟ أرجو ان يكون مقالي هذا نقطة مراجعة امام قادة الحشد وزعماء الميليشيات، وان يتحلوا أكثربصفات الثوار، الذين ينتصرون للمواطن ويشكلون ضمانة أكيد لإنتصار الوطن ومبادئ الخير والكرامة لكل العراقيين الأباة. [email protected]
أقرأ ايضاً
- توقعات باستهداف المنشآت النفطية في المنطقة والخوف من غليان أسعار النفط العالمي
- أرض الخوف
- يفترض ان تكون مثقفاً...!