- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
إقالة أثيل.. يوم حزين في التأريخ!!
حجم النص
بقلم:فالح حسون الدراجي! بهذه الجملة اللامنطقية، اختتم (تحالف متحدون للإصلاح) بيانه حول إقالة محافظ الموصل الهارب أثيل النجيفي!! وصدقاً أني فوجئت بهذا البيان وبجملته الأخيرة المضحكة (بتاع يوم حزين)!! وسبب المفاجأة، أني كنت أظن أن لدى أسامة النجيفي (عقلاً يشتغل)، وفكراً تجارياً مصلحياً خبيراً متمرساً، ورؤية مدربة على قراءة الأحداث، وعلى تقدير الظروف تقديراً صحيحاً، لاسيما وإن الرجل (مصلاوي)، وبارع في شؤون البزنس، وأهل الموصل كما هو معروف بارعون في فنون التجارة.. لكن يبدو أن (الصّواب) كان قوياً برأسه، فأفقده رشده، وأضاع عليه حيلته، وأنفضح سره امام الجميع، فكانت الفضيحة بهذا البيان، وبجملته الأخيرة!! هذا من جهة ومن جهة أخرى، فقد ظننت أيضاً -وقد خاب ظني- أن قرار إقالة أثيل النجيفي (فقط)، دون المزيد من القرارات العقابية الكبيرة الأخرى سيفرح النجيفي أخوان لا أن ينتقداه بهذه اللغة الفطيرة، فيصف (تحالف أسامة) يوم صدوره (باليوم الحزين)!! وعدا هذين الظنين، فقد تصورت، أن أسامة النجيفي سيصمت خجلاً من هذا الحشد النيابي، والحكومي، والسياسي، والإعلامي، والشعبي الداعي لإقالة أخيه الهارب أثيل، خصوصاً وأن غالبية هذا الحشد، هم من نواب السنة، ومن شخصيات الموصل المؤثرة، وليس من النواب الشيعة!! فضلاً عن أن طلب الإقالة مقدم الى حكومة العبادي من قبل واحد وعشرين عضواً من أعضاء مجلس محافظة نينوى.. ومدعوم من نواب الموصل في البرلمان. يعني أهل الموصل هم الذين لا يريدون أثيل، وليس اهل الحيانية أو أهل طوز خرماتو! لذلك، فقد اعتقدت أن اسامة سيبلع لسانه ويصمت للأبد، فهذا القرار (رحمة من الله) له ولأخيه، وسيتقبله بروح رياضية، خاصة وأنه حظي بتصويت الأغلبية في البرلمان العراقي.. وأسامة كان رئيساً للبرلمان في الدورة السابقة!! وسأقول بصراحة أن هذا البيان دوخني، وجعلني أضرب أخماساً بأسداس، فأضع يدي على قلبي خوفاً على العراق من هؤلاء القوم، إذ كيف سأثق بنائب رئيس الجمهورية، ورئيس كتلة كبيرة في المشروع الوطني العراقي، وهو يقول في بيان رسمي له: (أن اقالة النجيفي، مصادرة لحق اهل نينوى، وضرب للوحدة الوطنية)!! ولا اعرف كيف يكون القرار مصادرة لأهل نينوى، وهو مقدَّم من قبل 21 عضواً في مجلس محافظة نينوى نفسها.. وكيف يكون ضرباً للوحدة الوطنية، وثمة أكثر من سبعين نائباً سنياً في البرلمان صوتوا له؟! وكيف يعتبر أسامة النجيفي يوم إقالة أثيل يوماً حزيناً في التاريخ.. بينما أخوه سلم الموصل دون قتال، وهرب كالجرذ لأربيل، تاركاً رقاب أهلها تحت رحمة سيوف أقذر خلق الله، وكيف تكون اقالة أخيه: (لطمة لجهود تحرير نينوى من داعش)، وأخوه نفسه اعترف بعلاقته مع داعش، ما دفع اهل الموصل لتقديم طلب رسمي لإقالته؟ سأنشر الطلب الرسمي الذي تقدم به أعضاء مجلس محافظة نينوى الى رئيس الوزراء، حول إقالة النجيفي، والأسباب السبعة، حسب ما جاء ذكرها في هذا الطلب، لتحكموا بأنفسكم على ذلك، والأسباب هي: (اتهام النجيفي بـ 16 قضية فساد، وزياراته المتكررة الى الدول من دون علم مجلس المحافظة، او اطلاعهم بعد الزيارة على النتائج، إضافة الى انه -أثيل- ابلغ المجلس بقطع علاقته مع الحكومة دون ذكر السبب وأبلغهم أيضاً أن له علاقة مع داعش طالباً من المجلس التعاون معهم! والتعاون مع النقشبندية أيضا، فضلا عن تحريضه المستمر على الجيش، والشرطة، وتهديده أعضاء المجلس ممن لم يتفق معه فضلاً عن تصريحاته الطائفية المتكررة عبر وسائل الاعلام، إضافة الى اسباب أخرى)!! إذن هذه هي أسباب الإقالة التي تقدم بها مجلس محافظة نينوى في طلبه الرسمي للحكومة المركزية، وبعد موافقة مجلس الوزراء على الطلب، قام برفعه الى مجلس النواب، ليعرض في المجلس وينال القرار الأغلبية المطلقة، حيث تنص الفقرة ثانياً من المادة ثامناً من قانون 21 لسنة 2008 المعدل بان لـ "مجلس النواب الحق بإقالة المحافظ بالأغلبية المطلقة بناءً على طلب يقدم من رئيس الوزراء". وبهذه الآلية الديمقراطية السليمة، تمت إجراءات إقالة النجيفي من منصب محافظ نينوى، فأين المؤامرة في هذا القرار، بحيث: (لن يسمح أسامة النجيفي بمرورها). وأين الروح الطائفية الانتقامية فيه، وهو الذي صوت عليه الأعضاء السنة، أكثر من عدد الأعضاء الشيعة!! والمصيبة في الأمر، تصريح سليم الجبوري، الذي أطلقه بعد صدور القرار مباشرة، حيث أعلن بأنه: (كان يرغب بالتريث بقرار إقالة محافظ نينوى عن منصبه، لكن قرار الإقالة جاء بموجب تصويت أغلبية أعضاء مجلس النواب العراقي وأن رئاسة المجلس تحترم إرادة الأعضاء، وتحترم القرارات الصادرة عنه بموجب الدستور العراقي، والنظام الداخلي له، داعياً سكان نينوى إلى عدم تأثر إرادتهم في الاستعداد لمعركة تحرير المحافظة)!! والله خطية.. يبدو أن الأستاذ سليم ظال باله كلش على إرادة التحرير!! ولن أعلق بشيء على بيان أسامة، ولا عن (تريث) سليم، ولا عن إرادة التحرير المسكينة، لكني سأقول جملة واحدة لاغير، على الرغم من أن أثيل النجيفي بكل خيوله، وفلوسه، وكلاواته، وارادة تحريره، لا يساوي عندي (ست دراهم).. والجملة هي: كفيلكم العباس، محّد يحرر الموصل، ولا الأنبار، غير أولاد الملحة (الماكولين ومذمومين).. فلا تعّبون ارواحكم.. وتعّبون (أرادة التحرير)!!