- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الأزهر لا زال شريفاً.. لكن حدثوني عن شرف رجاله؟!
حجم النص
بقلم؛ زيدون النبهاني صدر مؤخراً بيان للأزهر الشريف يدين فيه عمليات الحشد الشعبي في تكريت، البيان أستهدف اللحمة الوطنية متنكراً لكل ذلك الانسجام.. بين الحشد والسنة أبناء المناطق المحررة من الاحتلال الداعشي، وهذا أمرٌ مُستَغرَب يستنكره العقل قبل الدين، فعلى ماذا أستند الأزهر ببيانه؟! أزمة الفتاوى والبيانات الرائجة هذه الأيام، عليها ألفُ علامة استفهام.. ففتوى تتيح نكاح الجهاد و إرضاع السائق! وأخرى تُجّوِز نكاح المحارم! هذه الأزمة لا يمكن اختصارها بمشكلةٍ في النقلِ.. بل هي بالفعل كارثة العقل الذي شرعن كل ما هو محظور ومُحِّرم، بغية استقطاب المرضى النفسيين والشاذين جنسياً في العالم.. للقتال في صفوف داعش. وحين ننسب كل هذه التصريحات والفتاوى لمدرستين متشددتين (التكفير والوهابية)، نفكر بعذر مشروع نسبياً، فكلا المدرستين بنيتا على أسس غير إسلامية بالمرة وهذا ما يبيح لرواد تلكما المدرستين.. الاستعانة بأحكام بوذية أو هندوسية في إصدار مثل تلكَ الإسرائيليات. أما أنْ يُصدِر الأزهر بياناً.. يعتمد فيه على النقل دون العقل، فهذا أمرٌ فيه من الخطورة مالا يمكن التغاضي عنها، كنا نعتقد بقدرة الأزهر في تصحيح المنهجين لكننا.. ربطنا جرباء قربَ صحيحةٍ.. وللأسف الصحيحة جرُبَتْ وتأثرت وصرحت.. فبأس التصريح تصريحها، وبأس الأمر الذي أل إليه الأزهر. كيل بمكيالين في الفتاوى والبيانات قد يؤدي بالأزهر لما لا يحمد عقباه.. الأزهر الذي شجع على سحق الأخوان المسلمين في مصر، ويصادق يومياً على إعدام الكثيرين منهم.. يعجز عن إصدار فتوى أو بيان حقيقي ضد داعش! خصوصاً إذا ما لاحظنا إن الأفكار التي يحملها الإخوان.. لا ترتقي لجرمية داعش ووحشية أفكارها بكل الحسابات. ويعود الأزهر الذي أدخل الفقه الشيعي بين أروقته في وقت سابق، لينال من التقارب الشيعي السني في تكريت، ولا نعلم هل هذا التقارب ينافي التقارب الشيعي السني في الأزهر؟ أيضاً في أصلِ البيان هناكَ ريبة كبيرة، من هم الذين يجب أن يخشاهم سُنة تكريت؟ فداعش احتلت تكريت قبل عدة شهور، فرضت أنظمة جديدة، هَجّرت مدناً وقرى بالكامل وحرقت الأخضر قبل اليابس، العلم سنية وكذلك الضلوعية، هل سألتم ما بقي منهما؟! أكبر عملية لنزوح السكان في التأريخ لا تميز بين طائفة و مذهب ودين، وأكبر عدد من الأسرى والقتلى والمشردين، عندما حصل كل ذلك.. أين كان الأزهر؟! لماذا لم يصرح أو يفتي، هل عدوى الوهابية والتكفير نالت منه؟ ألم يكُن الأولى بهم.. أن يطلبوا بأنفسهِم تدخل الشيعة..لحقن دماء السنة؟! انتصار السنة في تكريت.. بدماء الشيعة وتضحياتهم، أمرٌ لا يمكن النظر إليه من زاوية ضيقة كما فعلتم، فتخليص تلك المناطق من الغزو الداعشي قضية الوطن.. لا يمكن لأحد التنصل عنها، فلماذا تقبلون جهاد النكاح لداعش وترفضون جهاد الحق للشيعة؟ تكريت انتصرت وأنتصر معها الوئام بين العراقيين، فسُنة تكريت استقبلوا أبناء البصرة وميسان والنجف.. مثلما استقبلت تربتها دمائهم. تلك الدماء الطاهرة التي عبرت كل حواجز الحدود وشرك الطريق.. غايتها الدفاع عن سنة العراق وشيعته. نحن في العراق متفقون جداً.. فما بال أزهركم؟! للأزهر مواقف نبيلة وجميلة، لا نستطيع إنكارها فمنذ ستينيات القرن الماضي.. وهو يرفض الأصوات النشاز ويحاول التقريب بين السنة والشيعة، حاله بذلك حال المرجعية الدينية العليا التي تعمل جاهدة.. من أجل هذا التقارب، وما فتوتها بالجهاد الكفائي.. إلا دليلٌ دامغ عن مشروع الوئام والتعايش التي تتبناه، والأزهر كذلك.. يبقى شريفاً مؤمناً بأهمية التقارب بين المسلمين، لكن العلّة تكمن برجاله الذين أصابهم هوس التقارب السياسي.. من قطر والسعودية، وهو رهان خاسِر إذا ما بُنيَ على حساب التقارب الشيعي- السني في المِنطَقة.