حجم النص
فالح حسون الدراجي سأضرب هذا المثل المصري على أولئك العراقيين (المو عراقيين)، الذين لم (يختشوا) يوماً من عيب، ولم يستحوا من عار قط. سأضربه لأني واثق من أن حال بعض السياسيين والنواب والمسؤولين في الدولة العراقية اليوم ليس أفضل من حال (النسوان) المصريات في ذلك الحمام الشعبي.. دعوني أولاً أروي لكم قصة هذا المثل لاسيما اولئك الذين لم يسمعوا به من قبل، أو الذين لا يعرفون أصله وقصته. إذ يقال ان في إحدى الحارات الشعبية المصرية (حمَّام نسوان) ترتاده النسوة في تلك الحارة بكثافة عالية. وفي يوم من الأيام اشتعلت النار في الحمام، وهو مكتظ بالنساء، وبما أن الحريق كبير، وواسع فقد حاصرت النار جموع النساء في داخله من كل الزوايا، ولم يعد أمامهن غير خيارين فقط، أما الاحتراق والموت بداخله، أو النجاة عبر الهروب من الباب المفتوح الى الشارع العام وهن عاريات!! وقد حدث الأمران في هذا الحمَّام فعلاً، إذ احترق عدد كبير منهنَّ بداخله، بعد ان رفضن الهروب الى الشارع وهنَّ عاريات، وخرج منهن عدد آخر عاريات من كل شيء، حتى من ورقة التوت..!! وبينما الناس كانوا يتساءلون عن الوضع في الحمام، أجاب أحد الأشخاص قائلاً: لا تسألوا عن الوضع هناك (فالشراميط سلموا، واللي اختشوا ماتوا)! وبتقادم السنين، فقد حذف الناس النصف الأول من المثل اختصاراً، ليبقوا على النصف الثاني منه، ويصبح معناه واضحاً (اللي اختشوا ماتوا)!! والآن، وقبل أن نصل الى زبدة المقال والمثال معاً، أود أن أسألكم وأقول، أليس الوضع السياسي والأخلاقي والقيمي في العراق اليوم أشبه بالوضع في ذلك الحمام المصري، حيث (يحترق) عندنا أهل الغيرة والحياء والعفة، والشرف، والقيم في (حمَّام السياسة)، بينما ينجو الذين لا يستحون من الله، ولا يخجلون من الوطن، والناس، والضمير -إن كان لديهم ضمير-! وإلاَّ بماذا تسمون قيام بعض النواب (الخرنكعية كلش) بجمع تواقيع بعض النواب (الخرنكعية مو كلش) وتقديمها بطلب نيابي رسمي لرئاسة مجلس النواب، من أجل استدعاء (النائب) هادي العامري، ومحاسبته نيابياً على (عدم حضوره) جلسات البرلمان!! يعني بشرفكم، ذوله هم عدهم شرف، دين، ضمير، أخلاق، قيم، مبادئ؟! طبعاً ما راح أسأل عن الوطنية.. لأن قضية الوطنية محسومة عند الجماعة من زمان. يعني من أيام (مصر عبد الناصر)، مروراً ببريطانيا وأمريكا، وانتهاءً بقطر والسعودية!! لكن اللافت للانتباه أن أحد الزملاء في الجريدة قال لي ضاحكاً: يعني إذا كانت قضية الوطنية محسومة عند الجماعة من زمان مثل ما تكول، والجماعة بايعين الوطن بتلث دراهم، لعد شلون تعتقد بعد عدهم شرف وقيم وأخلاق ومبادئ حتى تسأل عليها.. عمي وداعتك، هذوله باعوا الشرف من قبل ما يبيعون الوطن والوطنية، فلا تشغل بالك وتحرك أعصابك وتضرب أمثال، والجماعة فقدوا كل شيء وليس شيئاً واحداً، يا بعد روحي روحك!! ختاماً أطلب أنا العبد لله فالح حسون الدراجي من النواب الخرنكعية كلش، الذين يجمعون التواقيع من النواب لمحاسبة النائب هادي العامري (لغيابه) عن حضور جلسات البرلمان، وأتوسل بهم أن يستحصلوا على التواقيع الكافية لجمع المال من أجل إصلاح الأمر لآلاف الفتيات والنساء الشريفات اللائي أزال أوغاد داعش بكارتهن، ومزقوا عفتهن، وثلموا عزتهن ظلماً، وهن عراقيات بريئات، خاصة وإن أغلبهن من (قوم) الذين يريدون سحب العامري من معركة الشرف والكرامة!! فالمال الذي سيجمعه هؤلاء النواب قد يستر الفتيات المغتصبات من قبل مجرمي داعش في الموصل والأنبار وكركوك، وغيرها من المدن العراقية، من خلال زواج شرعي، وصريح، وكامل. فهل سيفعلها هؤلاء النواب الخرنكعية كلش (والمو كلش).. أم ان فاقد الشيء لا يعطيه؟!.
أقرأ ايضاً
- مسخرة منتصف الليل !!
- حادثة ديالى.. غموض أسدل الليل أسرارها !
- غموض تلك الليلة الظلماء هل هو إغتيال..إنقلاب.. أم...؟َ!