- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لاتزودوا "العدو" بالأحداثيات وأنتم جاهلون!!؟
حجم النص
بقلم:سامي عواد أيها المذيعون والمذيعات والمحاورون والمحاورات في قناة "العراقية"! وباقي القنوات, لا تزودوا "العدو" المتربص! بأحداثيات ومعلومات مجانية! وأنتم جاهلون؛ وتبدو لكم بأنها عادية ولكنها مفيدة للعدو ويبني عليها بعض تحركاته وهجماته ومفاجئاته المتكررة. يتبارى "الجاهلون" بطرح الأسئلة من خلال الحوارات حول ما يجري في الميدان وفي ساحات المواجهة والقتال المستعر المستمر! وأخطر بل أجهل ما يتساؤلون عنه أسئلة واستفسارات لا داعي لها سوى محاولة للمحاور في قناة "العراقية" خاصة!! لإظهار "براعته"! في إختيار الأسئلة, ولا يكون في أكثر الحالات أن يرد الآخر بأن ينبه السائل (المحاور) في القناة.. إنْ لا يجوز طرح مثل تلك الأسئلة والإستفسارات على الهواء وعلى مرأى ومسمع الأعداء الذين يتابعون ويراقبون كل معلومة يمكن الإستفادة منها في العمليات الجارية والتحركات. وهناك نماذج من هذه الأسئلة والحوارات التي لا لزوم لها ولا يجوز التطرق إليها من أجل المحافظة على سرية الخطط والنوايا والتحركات والمناورات في ساحات القتال الحساسة: 1- سيدي "اللواء" فلان! ما هي الخطوات التالية لمواجهة العدو في المنطقة الفلانية؟؟... والأسوأ من السؤال عندما يكون الجواب من سيادة اللواء المتقاعد أو السياسي المختص بالشؤون الأمنية أننا يمكن أن نعمل كذا ونقترح كذا!! 2. هل لديكم الأسلحة الكافية وما هي نوعها؟؟ 3. أو خلف السواتر على خط التماس يدور الحوار.. كم هو عدد المدافعين عن هذا الموقع؟؟ وكم يبعد العدو عنكم فيجيبه المقاتل أو المجاهد لا نبعد عنهم سوى كذا متر! وعندها ينظم "العدو" الهاونات وفقاً للمسافة المعطاة مجانا ويبدأ القصف على الهدف أو بالقريب منه!! 4. وكان أسوأ ما سمعته أول أمس يسأل أحد المذيعين "المبدعين"! واحد من أبناء الأنبار وهو عضو مجلس عن الهجوم المرتقب على صلاح الدين فيقول له أننا نحاصر المدينة ونهاجمها من ثلاثة محاور! فقال له "المبدع" والمحور الرابع من أين سيكون؟ وهذا الآخر ماذا قال: إننا سوف نفاجئهم في المحور المرابع من مكان لا يتوقعونه؟؟ شوف الشطارة!! وكأن العدو لا يتابع ما يدور في تلك القنوات والإذاعات والتصريحات على السواتر.. شيء مضحك مبكي! يا جماعة لا تتصوروا "العدو" هو أولئك القطعان الغبية من مرتزقة الدواعش "أدوات التنفيذ" فقط ودروع العسكريين الموجودين في الجبهات فهم من قادة الجيش السابق ومجرميه وهم على وعي كامل ودراية بالمنطقة وأهلها وليس أولئك "الغشمة" الذين تتصورون, إن هذا الكلام والتصريحات سوف تجعلهم يفكرون من أي محور "سري" مفضوح سوف تأتي القوات الحكومية والحشد الشعبي ويتخذون كل التدبيرات المحتملة.. وهكذا فهم تأتيهم الأحداثيات وخطط التحركات من المذيعين والمحاورين و"خبراء" التحليل العسكري والأمني الذين يعطون تفاصيل وحلول يستفاد منها العدو قبل الصديق!! فهل أنتم مدركون؟؟؟ كما أن هناك القليل من قادة الفرق وكبار العسكريين عندما يسألوا مثل تلك الأسئلة المريبة! لا يخوضوا بالتفاصيل ويعطون أجوبة مختصرة وغامضة وليس هنا أي داع لذلك لأن أبناء الشعب لديهم الثقة الكاملة بجيشهم وحشدهم الشعبي بأنهم يقومون بواجبهم المطلوب ولن تتكرر أخطاء الماضي, فلا تساهموا في تسهيل مهمة الأعداء وتزودونهم بالمعلومات السرية والخطيرة بدافع التظاهر والسبق الصحفي كما نرى منع المراسلين من مرافقة الوحدات وتصوير حال الجنود والحشد الشعبي أثناء المعارك وقرب خطوط المواجهة لأنها تصور أماكن وسواتر وأسلوب تقدمهم وطريقة معالجة بعض جوانب المعارك التي تخدم العدو وعليهم التوثيق والتصوير فقط ونشرها بعد إنتهاء المعارك في هذا القاطع أو ذاك والأفضل بعد النصر الكامل إنشاء الله.