حجم النص
بقلم: واثق الجابري تغيب كثير من الكلمات؛ عند وصف آلام كالركام على كاهل لا يستطيع رفع رأسه، حتى يرى مقدمة القافلة، التي تسير بمسافات بعيدة عنه، وبينهما عراقيل وطرق وعرة، وعالم واسع من المآسي، الذي أستقر به على المعاناة. آلام لا تنتهي منذ بدايتها، إذا كان الأنسان حالم بمستقبل مشرق، لكنه يقف على أرض هشة متصدعة. جئنا من مدن المنكوبين نجر أعباءنا، ونتمسك بجذور عَقَدَها الضيم من الأجداد الى الأباء والأبناء، ونسطر على أوراقنا حروفنا بأقلام سوداء تزفر همنا، وتستعيد ذكريات أحلام مؤلمة؛ أهون من زحام القتل والفساد والدوامة السياسية. بدايات مع تسلط الدكتاتورية، ونهايات بإنتهازية الديموقراطية؟! وما زلنا نعيش كلاهما بحالة فطرية، حتى نصدق من يكشر أنيابه، ونفسرها إبتسامات وهي تضحك على طيبتنا؟! لم نفهم ممارسات السياسة ومكر خداعها؟! لذلك لم تنتهي آلامنا، وأن أجتمعنا يبح ولا يسمع صوتنا، ولم يحرك شعرة في آذن طين مسدودة بالقطن، وقد كانوا يسدون أفواهنا بالرصاص الحي، واليوم يسكت صوتنا بالكاتم. معناة تمتد منذ أن أبصرنا نور حياة مليئة بالحرائق، وتسعر لا تنطفيء الى آخر خيط دخان في أجسادنا، وتعاود الأشتعال كلما أستنشقنا شيء من الهواء، لتورث الحرائق الى أبناء يرثوننا ويعيدوا تجربتنا؟! أننا نمثل الجنوب بمعاناته في زمن الدكتاتورية، وإستمرار الحرمان في زمن الحرامية؟! نعم أنا جنوبي في زمن الحرامية. نعم نحن فضائيون في وطننا، وفائضون عن الحاجة، وتحكمنا الأنانية، وما نحن تحت سلطة الفضائيون، سوى رقم في عملية حسابية؟! وصفر على يسار العملية الديموقراطية؟!
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد