- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
احد اوجه التحريف... مدح الحسين على حساب الحسن عليهما السلام
حجم النص
سامي جواد كاظم دراسة دقيقة وخبرة عريقة ومعان عميقة تستخدمها الدولة الاموية في تحريف التاريخ، ومنها دس عبارة في حديث ظاهره مفخرة لاهل البيت عليهم السلام ولربما هنالك من تنطلي عليه هذه الرواية او ذلك الحديث، منها هذه الرواية، شتم مروان الامام علي امام الحسن فقيل للحسين ان مروان وقع في علي، فسالهم وهل كان الحسن حاضرا ؟ قالوا نعم، قال ولم يرد عليه ؟ قالوا نعم، فجاء الحسين الى مروان قائلا: الا اخبرك بما فيك وفي اصحابك وفي علي ؟ ثم قال ان الله تبارك وتعالى يقول " ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا" فذلك لعلي وشيعته، " فانما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين " فبشر بذلك النبي (ص) لعلي بن ابي طالب،" ولتنذر به قوما لدا" فذلك لك ولاصحابك. هذه الرواية فيها موقف بطولي للحسين عليه السلام ولكن هل الحسين يقبل على هكذا موقف يطعن باخيه الحسن عليه السلام الذي هو الحجة على الارض ؟ من المؤكد وقطعا لا يقبل الحسين، ودليل التحريف ان الامام الحسن عليه السلام ليس ذلك الرجل الذي يخشى مروان او معاوية او من على شاكلتهم، وللاستشهاد بما نقول نذكر نتف يسيرة من رد الحسن عليه السلام على معاوية ومروان ومن على شاكلتهم. يقول الحسن عليه السلام لمعاوية:انك يا معاوية كنت تسوق بأبيك على جمل احمر يقوده أخوك هذا القاعد، وهذا يوم الأحزاب، فلعن رسول الله القائد والراكب والسائق، فكان أبوك الراكب، وأنت يا ازرق السائق، وأخوك هذا القاعد القائد، اضافة الى ستة مواطن لعن رسول الله معاوية، وفي نهاية الحديث قال الحسن:وما أمسكت عنه من مساويك وعيوبك فقد كرهت به التطويل ورد الحسن لابن العاص: الشانئ اللعين الأبتر، فإنما أنت كلب، أول امرك ان أمك بغية، وانك ولدت على فراش مشترك، فتحاكمت فيك رجال قريش، منهم أبو سفيان بن الحرب والعاص بن وائل وغيرهم، كلهم يزعم انك ابنه، فغلبهم عليك من بين قريش ألأمهم حسبا، وأخبثهم منصبا، وأعظمهم بغية وجوابه عليه السلام للوليد بن عتبة: انما أنت ابن علج من أهل صفورية، اسمه: ذكوان، ولو سألت أمك من أبوك إذ تركت ذكوان فألصقتك بعقبة بن أبي معيط، فلو اشتغلت بنفسك لتثبت نسبك إلى أبيك لا إلى من تدعي له، ورده عليه السلام لفاسق اخر: أنت يا عتبة بن أبي سفيان وعيدك إياي ان تقتلني، فهلا قتلت الذي وجدته على فراشك مع حليلتك، وقد غلبك على فرجها وشركك في ولدها، حتى الصق بك ولدا ليس لك. واما مواقف الحسن عليه السلام مع مروان فهي كثيرة واخترت هذه فقط بعد ان سب الحسن واهل بيت الحسن فقال عليه السلام له: اما أنت يا مروان، فلست سببتك ولا سببت أباك، ولكن الله عز وجل لعنك ولعن أباك وأهل بيتك وذريتك وما خرج من صلب أبيك إلى يوم القيامة على لسان نبيه محمد، يقول الله تبارك وتعالى: (والشجرة الملعونة في القران ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا)، وأنت يا مروان وذريتك الشجرة الملعونة في القران واخيرا لكم هذه المناظرة بين الحسن امام المسلمين ومعاوية خليفة المسلمين، روي ان معاوية قال للحسن بن علي عليهما السلام: انا خير منك يا حسن، قال عليه السلام: وكيف ذلك يا ابن هند ؟ قال: لان الناس قد أجمعوا علي ولم يجمعوا عليك، قال عليه السلام: هيهات هيهات لشر ما علوت يا بن اكلة الأكباد، المجتمعون عليك رجلان، بين مطيع ومكره، فالطائع لك عاص لله، والمكره معذور بكتاب الله. وحاش لله ان أقول: انا خير منك فلا خير فيك، ولكن الله برأني من الرذائل، كما برأك من الفضائل. الحديث يطول والشواهد كثيرة ولكل خطبة من خطب الحسن عليه السلام هي تاريخ، وعن هذه الرواية انا اعتقد النصف الاول مزيف والنصف الثاني صحيح بحكم احداث التاريخ، فالحسين عليه السلام سبق وان اخزى مروان بل حتى بطشه في الارض عندما حرض والي المدينة على اخذ البيعة من الحسين او قتله.
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد