- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مكتبة د.حسين علي محفوظ بيد الدلالين
حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم في ازقة مشهد لفت انتباهي محل لبيع الكتب القديمة، دخلت المكتبة وبدات اقلب في الكتب التي اغلبها حجرية، سالت صاحب المكتبة هل لديك مخطوطات ؟ اجاب نعم، هل من الممكن ان اراها؟ نهض من مكانه وفتح قاصة تحت اكوام الكتب واخرج لي بعض المخطوطات منها للمجلسي مستنسخة في القرن السادس للهجري والصحيفة السجادية في القرن السابع للهجري وبقية المخطوطات لم اتصفحها، هنا سالت الرجل صاحب المكتبة كيف تحصل على هذه المخطوطات ؟ اجابني من عدة اماكن ومنها النجف وكربلاء....تذكروا هذه القصة كثيرا ما يرحل العلماء ويخلفون ابناء لا يعلمون قيمة ما ترك ابائهم، وللاسف الشديد ما يؤلم عندما تقع اثار العلماء بيد اناس دلالين يعلمون قيمتها ولا يبالون بالحفاظ عليها، الدكتور حسين علي محفوظ، اشهر من نار على علم، ليس على مستوى العراق بل العرب والعالم. رحل عنا قبل خمس سنوات، وكان معتزا بولده علي وهو الوحيد له، هذا الولد تم استغفاله من قبل احد الاشخاص(....)،(لا اذكر الاسماء صراحة لانني اتمنى ما قيل لي غير صحيح) فاستطاع ان يستغل علي ويشتري مكتبة والده بـ 750 مليون دينار وتعهد بانه يشتري بالنيابة عن جهة دينية، ولاجل ذلك وافق على البيع، المسكين علي تفاجا ان المكتبة بيعت بثمن اكثر من ثلاثة اضعاف سعرها خارج بغداد واستفاد هذا السمسار ولم تكن للجهة التي ذكرت له، ثارت ثائرة الاخ علي ذهب الى من يعتقد سيعطيه الحق الا انه تفاجا ان (1) وبحضور (2) يقول له لا يحق لك طالما انت بعتها و(1) له علاقة مع السمسار، وعاد يجر اذيال الخيبة. هنا اسال رجالات الكاظمية، الا تعلمون بما يملك الدكتور حسين علي محفوظ ؟ الم يتدخل احد منكم للنصيحة لابن الدكتور او حتى شراء المكتبة ؟ اتمنى على امين عام العتبة الكاظمية و السيد اياد الشهرستاني المسؤول عن مكتبة الجوادين والسيد حسين الصدر، والشيخ حسين ال ياسين ومن يتمكن فعل شيء للحفاظ او استرداد هذه المكتبة. غدا ساذهب الى مشهد لاجدها عند تجار المخطوطات تباع باسعار خيالية وهي ليست خيالية بل قيمتها العلمية خيالية، هذا ان لم ترسل الى تل ابيب او لندن او مكتبة الكونغرس الامريكي. السيد شهاب الدين المرعشي رحمة الله عليه كان يتجول في الاسواق واراد ان يشتري جبن وبالفعل طلب من بائعة الجبن ان تبيع له الجبن اخرجت ورقة لتضع فيها الجبن فانتبه لها السيد، لانها مخطوطة، فقال لها انتظري اعطيني هذه الورقة كي اراها، فوجدها من مخطوطة من كتاب رياض العلماء وفي نفس الوقت كان شخص يهودي يتجول في السوق فانتبه الى هذا الكتاب، المهم ان السيد المرعشي اشترى الكتاب واعطاها ما يملك الا ان اليهودي قدم شكوى في مركز الشرطة على السيد بانه هو احق بالكتاب فتم استدعاء السيد وقد تجاوز ضابط الشرطة العميل على السيد ولكنه اخيرا لم يثبت حقه واستطاع السيد من الاحتفاظ بالمخطوطة. هذه قصة ولكن ليست كل مرة تسلم الجرة فمكتبات ومتاحف العالم تزخر بالتراث الاسلامي المخطوط لان هنالك عقول اما مغفلة او متامرة كانت السبب في هدر تراثنا. مكتبتان قيمتان للسيد عباس الكاشاني وللشيخ احمد الكاظمي تبرع بهما ورثتهما مجانا للروضة الحسينية بواسطة الشيخ احمد الحائري مثل هؤلاء هنيئا لهم مرضاة الله عز وجل على عملهم هذا.
أقرأ ايضاً
- التسرب من التعليم
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2