حجم النص
بقلم:باسم العجر سقط الصنم، وانهارت مؤسسات الدولة الحديدية، وبدأنا ببناء الوطن من الصفر؛ وكان العمل وفق خطوط عريضة، التي وضعها أهل الحكمة، ورجال المعارضة، الأوائل الذين ضحوا بدمائهم، يعلمون أن الامر ليس سهلا، كما ظن بسطاء الشعب العراقي، اليوم بعد عشر سنوات كان الموت حصة الأغلبية، وهم أتباع أهل البيت، الذين مازالوا يقدمون ارواحهم قربانا، لولاية علي بن ابي طالب (عليه السلام). كانت المرجعية طيلة عشر سنوات، تحفظ دماء السنة، من خلال قول السيد السيستاني (حفظه تعالى) قولوا: "السنة أنفسنا وليسوا إخواننا". لكن الطرف الاخر، لم يقدر المواقف، خصوصا المواقف التي صدرت من المرجعيات، سواء الدينية او السياسية، وكانوا اغلب السياسيين السنة، يتبعون اسيادهم من الدول المجاورة للعراق، ولم يحسبوا حساب مواطنيهم داخل البلد، ومصالحهم والحفاظ على حياتهم، من خلال الاشتراك بحكومة الوحدة الوطنية، التي تضم الجميع، والابتعاد عن سياسيات، وحسابات الدول واجنداتهم التي يريدون إدخالها، ضمن مفاوضات تشكيل الحكومة والضغط على التحالف الوطني، وإدخال ملفات السوري والإيراني، ومن ثم تحقيق المكاسب الطائفية، والمكاسب الوطنية، للمرحلة المقبلة. أصبح بعض قادة السنة ممثلين لدول الخليج في العراق، وورقة ضغط، مقابل الخلاص من النظام السوري، ويطلبون مطالب أكبر من حجمهم الحقيقي، وكذلك امريكا تستعملهم ورقة ضغط على إيران وبرنامجها النووي، وحتى الكورد أصبحوا من ضمن هذه التركيبة، التي اجبرتهم تركيا عليها، ورضخوا لتركيا من أجل مصالحهم، والسبب الضغط الحكومي الذي مارسه المالكي، طيلة الدورتين السابقتين. ما رسمه شهيد المحراب السيد الحكيم (رضوانه تعالى عليه) بعد دخوله البلد، ونحن نشهد هذه الأيام ذكرى استشهاده، من مشروع وحدوي وطني، تم تدميره في عشر سنوات الماضية، وأصبح لم الشتات صعب، لكنه وارد التحقق عند العقلاء من جميع الأطراف. اليوم مطالب قوى التحالف السني، ليست عقلانية، وكأني أشم منها أملأت من الدواعش والبعثية، وهذا منافي للعرف الدستوري، وهو أحراج للشركاء المعتدلين، ألا يعلمون أن عقلاء الشيعة، يحملون صفات الشجعان، وان لديهم صبرا على "أنفسهم السنة"، وشركائهم في الوطن، لكن أحذروا (الحليم اذا غضب).
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- الإجازات القرآنية ثقافة أم إلزام؟