حجم النص
بقلم:علي محسن الجواري بلدة غافية على وادي كور دره، الذي يقسمها إلى نصفين، إدارياً تتبع إلى قضاء طوزخرماتو، وتبعد عنه حوالي30كم، سكانها ينتمون بالأغلب إلى الديانة المسلمة الشيعية، يتكلم سكانها اللغة التركية الخالصة، التي احتفظوا بها منذ 14 قرناً، حينما أتى جدهم الأكبر المنحدر من عشيرة البيات اوغوزخان ايمور بن داغ خان، لباسهم الشائع طشقندي الأصل، ومهنتهم الزراعة الديمية. يمتزج عشقهم لوطنهم وأرضهم، امتزاجا عميقا مع الدم، فمهنة الزراعة لها تأثير في نفس الإنسان الزارع، تزيد تمسكه بأرضه، رغم أنهم في السنين الماضية، اعتمدوا على حفر الآبار، لشحة الأمطار. ورغم بساطة الإمكانيات، وضيق ذات اليد عسكرياً واقتصادياً، والحصار المفروض عليها من الجهات الأربعة، تأبى هذه البلدة الشريفة بأهلها، إلا أن تقاوم القتلة الغزاة، ولم تستثنى هذه المدينة الصامدة من مفخخات المجرمين، على طول الفترة منذ سقوط اللانظام العفلقي وللان، المستوصف الوحيد في الناحية لا يلبي الطلب والحاجة، معارك شرسة يخوضها أبناء الناحية، وحالات الوفاة بين الأطفال والنساء والشيوخ هي الأكبر. كل هذا والمدينة تأن تحت وطأة حصار أنجاس وحثالات الأرض، وما برح الإخوة السياسيون يشجبون ويستنكرون، التبرعات جمعت من الخيرين، على مختلف أنواعها، طبية،غذائية ومالية، والوزارات المعنية، قصرت أيما تقصير في إيصالها، وتستغيث فلا تغاث، الأهالي الغيارى وبالتعاون مع بعض كتائب الدفاع الجوي، الموجودة بالناحية، مازالوا يقاومون، ما يزيد عن عشرين ألف إنسان معرضون للموت، ليس قتلا بيد الكفرة الدواعش، بل من الجوع والعطش والمرض. مقاومون أبطال، جسدوا أروع المواقف، مستلهمين من الإمام الحسين عليه السلام الصبر والصمود، كل هذا والعالم يتفرج، والحكومة تشجب وتدين، والبرلمان يقف تضامناً، ويبدوا إن العالم لا تهزه دموع أم العصابة و(الخاراطالي و الصاية)، ولا تهز مشاعره دماء ولد (الملحة الخايبة). إن هتك ستر آمرلي فكلنا مسؤولين، إن فقدت شرفها فكلنا معنيون، إن لوث ثوبها الأنجاس، فكلنا مشتركون بصمتنا عن الجريمة، ولن ينفعنا حينها الأسف، لن ينفعنا عض الأصابع ندماً، وستكون دموعنا دموع التماسيح على الضحية، ارفع راسك وانصر آمرلي، بدل أن تدسه في التراب مثل النعامة، انصرها ولو بكلمة أو دعاء، آمرلي لا تدافع عن عفتها فقط، آمرلي تدافع عن كل الشرف العراقي، آمرلي تستنصركم، فهل من مجيب..سلامي
أقرأ ايضاً
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- التعويض عن التوقيف.. خطوة نحو تطور التشريع الإجرائي