- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
البارزاني صوت الأزمات السياسية المفتعلة في العراق
حجم النص
بقلم:صادق غانم الاسدي مهما اختلفنا وتباعدنا وتراشقنا بالكلام وهددنا بعضنا البعض وربما يصل بنا الأمر إلى تعميق فجوة الخلاف وغلق باب الحوار ,يبقى القاسم المشترك بيننا هو تلك المساحة الممتدة من الفاو إلى زاخو والتي تجمعنا وترتب أحوالنا وتكون الفيصل لكل أزمة تحدث بيننا , مثل العائلة الواحدة تختلف ثم تنسجم دون أن يعلم بها الجار ولو انكشف الأمر على الغريب لأصبحت مشاكلنا معقدة ولا يمكن أن تتلاشى , كل البلدان في العالم لا تخلو من اختلافات سياسية واعتراضات على فقرات تنظيمية في الدستور وتصل إلى حد المشادات الكلامية وهذا شيء لاارى فيه تخوف وقد نقلت ألينا بعض الفضائيات كيف تراشق أعضاء البرلمان ثم تحول الى صراعا بالأيادي ولكن المشاكل تحل بعد انتهاء جلسة البرلمان تحت محيط دائرة الصراع , وتعود الحياة السياسية طبيعية وقد تحسبُ مثل هذه الإجراءات لصالح الدول بأنها تمارس الديمقراطية بوجهها الحقيقي ونقلت الصورة الواقعية من بلدها دون ان تكشف مشاكلها إلى دول مجاور إليها كي لا تتوسع أزمتها وتتمزق أمام الرأي العام العالمي , ما نحن بصدده أن مسعود البرزاني مارس أدوارا متناقضة في العملية السياسية مرة يأمر ولا يحث الفرقاء السياسيين على حل مشاكلهم في شمال العراق ويطرح مبادرة يكون فيها بطل تاريخي أمام الشعب , والمرة الثانية يعلن أن شعبه في مناطق كردستان سوف يقرر مصيره وهو بذلك يخلق أزمة سياسية تفوق الأزمات الأخرى ويريد بذلك الحصول على أتعاب المبادرات التي قام بها , مسعود البرزاني يتعامل مع جميع القضايا التي تهم مصير الشعب والاستقرار السياسي برفض تام طالما تقوٌي الجيش الوطني وتكسر شوكة الإرهاب , وتصريحاته السابقة تدلل على انه يعمل على تقوية مليشياته في إقليم كردستان ويعتبرها الذراع الضاربة ويعترض بشدة على تجهيز الجيش في الحكومة المركزية ببعض الأسلحة المتطورة حفاظا على العراق من الاعتداءات الخارجية , وقد رأينا كيف انهار الجيش بسرعة ولربما لم تكن قوات الجيش هي المسؤولة عن ذلك الانهيار لسبب أن معظم قيادة الداخلية وأجهزة الشرطة والبالغة أكثر من 30 ألف عنصر أمني في محافظة الموصل هم من نفس المحافظة قد تخلوا عن واجبهم في الدفاع عن مدينتهم انعكس على أداء الجيش وشكل فراغا أمنيا كبيرا سمح من خلالها الإرهاب بتنفيذ أجنداته التخريبية , لطالما الأحزاب الكردية اشد المعارضين بتزويد الجيش بالأسلحة الحديثة والآليات التي تؤهله ان يجابه أي حالة تهدد امن البلاد أذن سيكون هنالك نقص في بنيان المؤسسة العسكرية , في حين يجيز الدستور أن تعقد الصفقات بين الحكومة المركزية وأي جهة تراها مناسبة لتطوير استعدادات الجيش وتجهيزه بالأسلحة دون الرجوع إلى أي مكون ولا نعير لما يصدر من الأحزاب الكردية باستمرار اعتراضات على صفقات الأسلحة, معللين بذلك من اجل ان لأتعود تجربة الأنفال وحلبجة والقتال الذي كلفهم أرواح بريئة وقمع مستمر , ولكن اليوم تختلف النظرة والسياسة فالحكومة الحالية تمثل اليوم جميع أطياف الشعب وخصوصا الجانب الكردي ممثل بها بقوة ويتربع في أولويات هرم السلطة من رئيس الجمهورية إلى وزراء وقيادات مهمة في الجيش المركزي وتحتل أيضا الأحزاب الكردية مساحات واسعة في مدينة بغداد ومقراتها كثيرة ومتفاعلة ولها سطوا في الشارع العراقي , ألا يتذكر مسعود البرزاني حينما تقدمت القوات التركية في شمال العراق لمطاردة حزب العمال كيف التجاء للحكومة المركزية وضغط عليها لوقف الاعتداءات والتجاوزات التي قام بها الجيش التركي , فلا يمكن لشعبنا الكردي المظلوم وحكومتهم المصغرة في إقليم كردستان أن تنعزل وتقوم بسرقة الأراضي والتجاوز على الحقوق العامة وسلب الثروات الوطنية وطرد العمال العرب من الشركات النفطية وتعين عمال وخبراء حسب قولهم أكفاء من الجانب الكردي , أن هذه الأعمال لا تدل على ان هنالك مصلحة وطنية وشراكه في عراق واحد على العكس كان مسعود وأنصاره المقربين من الحزب الديمقراطي يحفرون ويخططون متى يسقط النظام وتصريحاته البغيضة المستمرة على انه لا يتدخل في حرب طائفية بين الشيعة والسنة من اجل توجيه طعنه في ظهر الدولة حينما تتعرض للإخطار في الداخل والخارج , وفعلا تحقق ذلك من خلال التعاون الاستراتيجي بين مسعود والداعشين والهاربين من سلطة القانون والمحرضين على القتل الذين وجدوا إقليم كردستان مرتع وفضاء لتحشيد الرأي العراقي وخلق فتنة طائفية وبعلم مسعود وحكومته في الإقليم , وبذلك أزال الحجاب عن وجه ليظهر حقده الدفين بحق أبناء الشعب العراقي مستغلا ظروف قاهره يمر بها البلد ووعود وقتية حصل عليها من تركيا التي تخلت عنه باستمرار وتعرضت مصالحة الى مشاكل كثيرة لا يستطيع الصمود إمامها , أن مسعود البرزاني في هذا التصرف سيقحم نفسه في زاوية السقوط وكما أشار الخبير والصحفي المصري محمد حسنين هيكل إن رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني فتح أبواب جهنم على الأكراد وان دخوله لكركوك يذكر بدخول صدام للكويت، متوقعاً انهيار انجازات كردستان ولربما تحدث حرب بينه وبين محافظة السليمانية وأشار أن قوات بيشمركه هي قوات ضعيفة وقيادات عائلية فاسدة.
أقرأ ايضاً
- حجية التسجيلات الصوتية في الإثبات الجنائي
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى