- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
اي رئيس خلفا للمالكي لا يعني انتهاء المشاكل !!
حجم النص
بقلم:حمزه الجناحي انحني طويلا لمن يقنعني بأن المالكي وحده هو المشكلة.. اصفق ساعات لمن يخرج العراق من وضعه الحالي الى بر الامان.. يترقب العراقيون هذه الايام انعقاد الجلسة البرلمانية برئاسة رئيس السن ومن هذه الجلسة وحسب الدستور يجب تسمية رئيس البرلمان بالانتخاب ,, طبعا المكونات الثلاث العرب الشيعة والعرب السنة والاكراد هم اسياد الموقف وبيدهم كل الحلول ,,اعتقد هذا اذا كان هؤلاء يعملون بمحض ارادتهم ووطنيتهم كعراقيين فوق كل الدوافع والمصالح لمكوناتهم ولمصالحهم الشخصية وبعيدا عن الاجندات الخارجية والاملاءات من الغير ولا يوجد استثناء في هذا الكلام الكل يجب ان يكون هكذا اذا كانوا فعلا يقدرون حماسة الشعب الذي ذهب الى الانتخابات في ظروف العراق المعقدة هذه ,,, الشيعة..السنة.. الاكراد.. الثالوث او الاركان او العناصر الذي منهم يثبت الوضع العراقي ومنهم ايضا تنبثق السكينة والطمأنينة لشعب عانى ما عانى من الحرمان والحروب والماسي والجوع واليتم والترمل.. غدا تنعقد الجلسة الثانية وللآن لم يتم حسم رئيس البرلمان العراقي من قبل المكون العربي السني وهذا يعني ان هناك تقاطعات في البيت السني لا يمكن السيطرة عليها ولا يمكن التكهن الى اين ستوصلهم وبالتالي فأن المكون الواحد المتفاعل لا يستطيع اختيار رئيسا للبرلمان والكلام هذا ايضا ينطبق على المكون الشيعي الذي يعارض بشدة رجوع المالكي لدورة اخرى لأنه شخص غير مرغوب فيه او صورة استهلكت معالمها او شخص لم يستطيع ان يتقارب مع المكونات الاخرى ,, والاكراد ايضا ليس في معزل عن هذه المعمعة السمجة والشعب بين تلك القيادات ينوء من حمل الوضع المتردي المعقد كما يحلوا للمحلل ان ينعته او يصفه ,, اليوم خرج الفرقاء براي وهو ان تعلن الرئاسات بسلة واحدة وطبعا دستوريا هذا غير صحيح فلكل رئيس فترته الدستورية النواب ينتخب رئيس بالجلسة الاولى والجمهورية بعد ذالك ومن ثم بعد شهر يكلف الرئيس للجمهورية الكتلة الكبرى بتشكيل الحكومة لكن هذا التوجه توجه السلة الواحدة اريد منه عدم اتمام العمل الدستوري والمماطلة من اجل التنازلات والحصول على المكاسب ,,لنفرض جدلا ان ذالك تم جاء رئيس النواب والجمهورية واستبدل المالكي بشخص اخر كائن من يكون من دولة القانون وحاز على مقبولية البيوت الثلاث هل ستحل المشاكل ويعود العراق كما كان معافى ؟ طبعا لا.. العقدة هي المالكي وفرضنا ان المالكي ازيل من المشهد الرئاسي واقول المشهد الرئاسي وليس الاعتزال من المشهد السياسي لأن المالكي يملك اكبر كتلة في البرلمان وربما تتجاوز المئة عضو مع التحالفات اذن الرجل موجود كعضو في البرلمان ورئيس كتلة وبالتالي سينظر له ولكتلته البيضة من القبان اي القوانين والمقترحات لا تعدو بعيدا للتصويت والحل الا بموافقة الكتلة الكبيرة الرجل سيكون موجود وبقوة ,,ولكن رئيس الوزراء الجديد هل سيملك العصا السحرية لحل مشاكل العراق ؟ لنأخذ العلاقة بين المركز والاقليم ,, في الدستور العراقي العراق اتحادي فدرالي والسيد مسعود البرزاني ومنذ العام 2003 يتحدث عن تقرير المصير والانفصال عن العراق بمجرد ان نصل الى المرحلة المطمئنة وهي الحصول على كركوك والمناطق المتنازع عليها وتضمين حدودها مع الاقليم وكذالك التصرف الكامل بعيدا عن بغداد بمقدرات الاقليم الاقتصادية والسياسية دون التدخل من الحكومة الاتحادية واكيد الرئيس (الوزراء) القادم مهما كان ومن اي اتجاه لا يرضى ان تنتقص صلاحياته ويجعل حكومته لا تطال مدن الاقليم ولا الاكراد يتراجعون وكما حصل قبل المالكي مع السيد الجعفري وانسحب الجعفري بسبب المادة140 واعتقاد الرجل انه منفذ لبنود الدستور الذي يصطدم بتحقيق الحلم وهو وتصدير النفط والحصول على كركوك ومن ثم تقرير المصير والانفصال بالاستفتاء ولا اعتقد الاكراد سيتراجعون عن هذه المكاسب حتى لو جاء من جاء لدفة رئاسة الوزراء فالامر محسوم بالنسبة لهم والموضوع مسالة وقت ليس الا ومسالة الاطمئنان من موافقة الدول الكبيرة كإيران وتركيا وأمريكا والاتحاد الاوربي والعراق ليس رقما في معادلة الانفصال وافق ام لم يوافق فهو ورئيس وزراءه لا يمثل شيئا بالنسبة للكردي الذي تشبع بفكرة الابتعاد عن العراق ولاعتقد الاكراد سيتراجعون عن كل ما حصلوا عليه بل بالعكس ستكون هذه السابقة الخطيرة بمطالب تصعيدية اكبر كما حدث بعد تنحية الجعفري... اما بالنسبة للمكون السني ,, فالأمر ليس مختلفا كثيرا فالقادة السنة عاشوا فترة قبل سقوط صدام يوم كان العراق يحكم من قبل الاقلية السنية وبيد من حديد ولأكثر من اربع عقود ولم يعيشوا يوما واحدا ورئيس للعراق شخصا ينتمي للطائفة الشيعية بل ان الامر هذا لا يمكن التفكير به مجرد تفكير ذاك انهم يعتقدون والامر هذا ايضا مترسخ في الاذهان وتشبع انهم قادة العراق ولا يمكن ان يسمحوا بذالك لغير ان يكون رئيسا سنيا اما ان يكون رئيسا للبرلمان او رئيسا كرديا سنيا فهذه بالنسبة لهم خزعبلات وترهات مفروضة عليهم فرضا بالإضافة الى حلم الاباء والابناء فأن التدخل من قبل الدول الجارة التي تعتقد انها اصبحت بعد سقوط صدام تمثل الولي او الاخ الاكبر على الشعب السني وبوجود قادة سنة ضعاف بعيدين عن الوطنية العراقية يأتمرون بأمر تلك الدول التي تمدهم بالمال احيانا وبالنصح اخرى وحتى بتصدير فتاوى العودة الى الخلافة الاسلامية وبالتالي اصبح هؤلاء يمثلون اجندات خارجية وليس اجندة الوطن الواحد الذي يلم الجميع واصبحت لقاءاتهم واجتماعاتهم تجرى خارج العراق في العواصم العربية واليوم هؤلاء يعيشون مرحلة خطرة جدا بعد ان نفذوا اجندات الاخوة العرب بدقة وبكامل توجيهاتهم فخرجت الامور من ايديهم فها هي الرمادي والموصل وتكريت وديالى المعاقل السنية خارجة عن نطاق سيطرتهم بعد ان اخرجوها عن نطاق السيطرة المركزية ولا اضن ان مجيء رئيس للوزراء غير المالكي يستطيع رتق ما مزقة السادة والقادة السنة ,, اما بالنسبة للمكون الشيعي.. فأمره اغرب من تلك المكونات,, تفكك ,,عدم ثقة ,, مصالح فئوية ,,مصالح شخصية..تسقيط الاخر ,, التهميش لراي الغير ,,الابتعاد عن المواطن الا وقت الحاجة له..فساد ,,رشا ,,,عدم وضوح الرؤيا لدية.. من هنا نلا حظ ان المكون الشيعي والذي هو القائد للعملية السياسية بأعتباره المكون الاكبر والذي منه ممكن تنبثق كل الحلول اضف الى هذا انه المكون المتفق عليه لتشكي الحكومة..لكن اي حكومة من التغيير الى يومنا هذا اول من يقلل من قدرها ويحاول افشالها هم الشركاء من هذا المكون الذي منه خرجت.. احيانا تقف عاجزا امام هذا المكون لأنك فعلا تعجز عن برامجه ورؤيته الانية والمستقبلية وبالتالي وبمجموع هذه المشاكل التي اغلبها مصطنعة تجده يعجز اليوم من اختيار او ترشيح رئيسا لمجلس الوزراء في دورته الحالية مع العلم ان الخريطة التشكيلية لهذا المكون واضحة المعالم بعدد الكتل وبعدد المقاعد والقوة والضعف في تركيبة المكون الشيعي الذي هو اليوم اكثر تخبطا من الامس واعتقد ان اللوم الاكبر يقع على هذا المكون اكثر من غيره وليس وحده.. اعتقد الان وبجزم ان الاوضاع في العراق لا يمكن ان يلام عنها مكون او شخص او فئة او طائفة بل اللوم يقع على الجميع ودون استثناء فالجميع مختلفين..والجميع مصابون بهوس عدم الثقة بالغير.. والجميع يتهم الجميع.. والجميع يبحث عن مكاسبه الخاصة.. والجميع يصرخ انه على حق..والجميع يستورد افكاره وأجنداته من الخارج.. والجميع مسؤول على ما جرى في هذا البلد الذي هو بالأصل جرح وزاده الاخوة الفرقاء الاعداء جراحا على جراحه فمن يأتي رئيسا للوزراء سواء اكان المالكي لدورة جديدة او شخص اخر لايستطيع ان يروف ويخيط الرتق الكبير الذي منه بانت كل العورات واصبح من يداري عورات هذا البلد بورقة من توت فهو واهم.. الا اذا حصلت معجزة وهي ليست ببعيدة عندما يتعاهد الجميع ويتصالح ويبتعد عن الفئوية ويضع الوطن والوطن فقط نصب اعينهم لأعادته الى سابق عهده. العراق –بابل