حجم النص
بقلم:حيدر عاشور نقرأ كل يوم عن الاستبصار والرجوع الى حقيقة الدين الإسلامي الحنيف الذي وكّلَ للائمة المعصومين ليكونوا هداة الكون في كل العصور،وهذا لم يأتي من فراغ وإنما جاء عن عين يقين وبصيرة للمتشككين،واخذ يمتد على أديم الأرض بقوة فكلما كثر أعداء الإسلام تضاعف المسلمين من شيعة أهل البيت (صلوات الله عليهم)... وموجة الاستبصار التي تغلغلت في النفوس الباحثين عن اصل الإسلام من المسحيين وبعض الأديان الأخرى والمسحيين اقرب الى الإسلام،باعتبار نبي الله عيسى بن مريم هو من بشر بخاتم الأنبياء والمرسلين،والتاريخ في بطونه روايات عظيمة عن توحيد المسحيين ومحاربتهم الأوثان والأصنام والمجسمات الأخرى ومنهم من وصل الى درجة القديسين أمثال أصحاب الكهف. لذلك ليس غريبا استبصار البعض ممن أهداهم الله للطريق القويم، حتى أصبحت موجة الاستبصار تحديا بين المذاهب وهذا التحدي كله يصب في صالح الإسلام لكونه دين الحق ويجب على العالم اجمع إتباعه...وقوله تعالى (ان الدين عند الله الإسلام ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه)... المهم في الاستبصار هو الاعتراف بالله عزوجل أولا،وبعدها ليكون ما يكون... ولكن المخيف في هذا الاستبصار من يلعب على الحبلين،والذي جعلني أتخوف من هكذا استبصار حين شاهد عن كثب إحدى الإعلاميات،وهي كوكتيل في هذا المنحني الخطير،فهي إعلامية تغطي أحداثا مهمة وتقدم وتعد برنامجا له صدى وشعبية في لبنان والخليج ودول عربية وعالمية أخرى... وتزور صاحبة البرنامج الأماكن الأكثر خطورة،كان أخرها في عاشوراء الماضي في سوريا رغم أعداء الله وأعداء الإنسانية وأعداء أئمة الهدى... وهم يدمرون كل شيئا في سوريا حتى مولاتنا زينب لم تسلم منهم ويتربصون لها العداء بحقدهم المقيت...لكن هذه الصحفية استطاعت أن تخرج بموضوع في غاية الحساسية حول شعائر عاشوراء ومصيبة زينب (عليها السلام) وقد أثار موضوعها حفيظة الكثيرين من أعداء أهل البيت (صلوات الله عليهم)...ولم تكتفي بهذه الشهرة والجرأة بل أخذت تميل في تصرفاتها وكأنها مسلمة وليس مسيحية بل مسلمه وعاشقة للائمة المعصومين وأولادهم وأحفادهم،حتى بدأت بزيارة رقية بنت الحسين (عليهما السلام) وصرحت علنا: إن رقية تشعرها بالأمان وتعاقبت زيارتها الى الإمام الرضا والإمام علي (عليهما السلام)... وأخيرا وضعت ركابها في كربلاء المقدسة وهي تتزين بالعباءة الكربلائية وتسير مع الناس ببساطة وابتسامة فقليل من المتتبعين للتلفاز عرفها جيدا ورحب بها ولكن المعنيين في إعلام كربلاء قد ضيفوها وكأنها مسلمة شيعية لها حرية التصرف والزيارة والدعاء على مرأى البشر. شخصيا استهوتني شخصيتها القوية التي تعكسها على حسها الإعلامي خاصة في برنامجها الأسبوعي في لبنان وما إثارته في إحدى حلقاته المهمة عن مولاتي (السيدة زينب عليها السلام) تلك المشاهد العظيمة التي نقلتها بتلقائية الكلام وامتزاج الصورة بصوت حسيني مطلق يسرد أحداث كربلاء الحزينة ويعلن إن زينب الكبرى (عليها السلام) المنبر الإعلامي الرائد لقضية عاشوراء منذ كانت ولا تزال لم يسكت صوتها في كشف نوايا ورثة قطع الرؤوس والتمثيل بالأجساد وسبي الحرائر من أهل بيت النبوة...الحلقة كانت في غاية الإبداع لحبكة العمل ألتلفازي بكل تقنياته الحديثة يضاف اليه التسهيلات من أصحاب القرار.. كل هذا جميل وبنفس الوقت مخيف لكون هذه الإعلامية تعيش (كالاميبا) تشطر نفسها أينما تذهب وأي شيء يثير فضولها...قرأت إنها مع أنصار حسن نصر الله وبنفس الوقت في جانب الكفر مع النواصب من التكفيريين في جبهاتهم المتعددة والمحير في الأمر،تؤيد اللبنانيين الشباب الشجعان في معركتهم مع إسرائيل وتنكر هذا القول مرة وتفتخر فيه مرة... وهناك مضادات كثيرة تعيشها هذه الإعلامية المتفتحة جدا والذكية حد الإفراط...لقدرتها على الإقناع بأنها تنتمي لمن تذهب إليهم وتنكر أي حديث وتحاول تصحح الخطأ بالخطأ.. المهم أن تحقق سبق إعلامي يضيف الى شهرتها شهرة جديدة ومعجبين جدد كي تتحدث عنه عبر الفضائيات اللبنانية التي تستضيفها في أجواء الرقص والخلاعة بأنها استطاعت أن تذهب الى ابعد نقطة من العالم رغم كل المحظورات فكيف الى العتبات المقدسة في كربلاء والنجف وايران.. وقالوا عنها أيضا مندسة وكاذبة ومرتزقة وتحاول أن تنقل معلومات بصيغ التشفير لجهات تنتمي إليها أوقات الظلام.وبنفس الوقت قالوا عنها متحضرة وبسيطة وتعيش عالمها الخاص بأشكاله النرجسية. هنا نسأل عن كل ما قرأنا عنه بالمتابعة والتقصي والموثقة بالصور التي تتحدث احيانا عن الشخص...هل هي مستبصره وتخاف الإعلان عن استبصارها ؟ هل هي حقيقة مؤمنة بالعقيدة الأمامية ؟ هل هي فعلا تأثرت بمصيبة الحسين (عليه السلام) فأمنت واستبصرت الحق...وهناك الكثير من الأسئلة،إن لم تكن الإجابة نعم مستبصرة..غير ذلك لا يعد من الاستبصار ومعرفة طريق الحق شيئا،لان الاستبصار قبول الدين وتحمل طعنات الكافرين وبدأ برسالة جديدة وحياة مؤمنة ويقين بمبادئ وعقيدة اهل البيت عليهم السلام... إذن هناك من يستبصر ليقينه بعقيدة أهل البيت(عليهم السلام) وهناك من يستبصره لغرض الشهرة.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- الأخطاء الطبية.. جرائم صامتة تفتك بالفقراء
- مواجهة الخطر قبل وصوله