دعا معتمد المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (كافة القوميات والطوائف العراقية أن يكونوا صفاً واحداً متراصاً متماسكاً أمام أعدائهم في ا لداخل والخارج) ممن وصفهم بأنهم (يريدون تمزيق وحدة الشعب العراقي وتفتيت نسيجه الاجتماعي الموحد وإشاعة الفرقة والتناحر والتقاتل بين مكوناته المتآلفة) جاء ذلك في خطبته الثانية لصلاة في.الجمعة 10شوال 1428هـ الموافق 21/12/2007م من الصحن الحسيني الشريف في كربلاء المقدسة.
وطالب الشعب العراقي بأن (يفوتوا الفرصة على هؤلاء الأعداء من خلال شعورهم بأن مسؤولية الاستقرار والأمن في هذا البلد تقع على عاتقهم جميعاً ) مضيفاً (عليهم الابتعاد عن الأنانية والبحث عن المصالح الضيقة لطائفة أو قومية أو حزب ما والعمل من أجل كل أبناء الشعب العراقي) معتبرا ذلك (سعادة لكل العراقيين وأن العمل لأجل فئة وبالضد من الآخرين سينعكس خسارة لكل الشعب لأنهم نسيج واحد ويعيشون في بلد واحد وتحت نظام واحد).
ودعا الشعب أيضاً إلى (المزيد من الصبر والتحمل والثبات في وجه محاولات الأعداء المستمرة للنيل منه والوقوف في وجه استقراره وتقدمه) مطالبا (الكتل السياسية المشاركة في قيادة البلاد تشريعياً وتنفيذياً) أن (يضعوا نصب أعينهم مصالح هذا البلد الجريح وشعبه المظلوم) مبينا في الوقت نفسه بأن (هذه المصالح هي أمانة في أعناقهم وسيسألون عنها أمام الله والشعب والتأريخ ) محذراً إياهم من (غضب الله لو خانوا هذه الأمانة أو قصروا في تأدية حقوقها) ومطالباً (أن يتخذوا من المنهج الإلهي والنظام القرآني وأخلاق النبي الأعظم وآله (صلوات الله عليهم أجمعين) قدوة ومثالاً يحتذى به في جميع الميادين خاصة ما يتعلق بقيم العدل والخير ونشره والمثابرة لتوفير الخدمات للمواطنين ورفع مستواهم المعاشي وتحقيق التطور لهم).
ودعا الكتل السياسية إلى ( أن يقدموا المصلحة العامة للشعب العراقي على مصالح كياناتهم السياسية الخاصة وأن يجعلوا الكفاءة والنزاهة والإخلاص هي المعايير التي يجب الأخذ بها عند تقديم من يمثلهم في الوزارات أو المؤسسات التشريعية أو التنفيذية ) محذرا في الوقت نفسه (من أن يتم اعتماد معيار شدة الولاء لكيانهم السياسي – مع توفر مستوى أدنى من الكفاءة – في ترشيح المسؤولين) معتبراً ذلك بأنه (قد أضر بالعراق ومصالح شعبه المظلوم فيما سبق وحالياً في الكثير من مفاصل الدولة) .
وطالب مسؤولي الدولة (بدءً بمجلس الرئاسة والأستاذ المالكي والوزراء وباقي المسؤلين بذل كل ما بوسعهم في سبيل الإسراع بوتيرة المشاريع والخدمات والمصادقة على تلك القوانين التي تصب في مصلحة هذا البلد وشعبه) مضيفاً (عليهم حل الاختلافات التي تعيق تنفيذ الأهداف التي يصبوا إليها الشعب بأسلوب الحوار مقدِّمين مصالح شعبهم على مصالحهم الشخصية).
وطالب هؤلاء المسؤولين بأن (يحرصوا على عدم تمييز أنفسهم عن باقي أفراد الشعب من خلال مقاربة رواتبهم ودخولهم الشهرية مع متوسط رواتب ودخل رواتب باقي موظفي الشعب بلا فارق فاحش كما يجري الآن).
وطالب أعضاء مجلس النواب ( أنيمارسوا دورهم الأساسي في مراقبة أداء الأجهزة التنفيذية بصورة فاعلة بما يحقق عوامل الردع للفساد المالي والإداري ويمنع التقصير في أداء تلك الأجهزة) مضيفاً (وعليهم أن يسرعوا في سن القوانين والتعليمات والأنظمة التي من شأنها إصلاح النظام القانوني والتشريعي الذي وضعه النظام الديكتاتوري البائد).
وشكر في نهاية خطبته (المسؤولين الذين أخلصوا في عملهم وجاهدوا بكل ما يملكون من أجل توفير الأمن والخدمات من الذين يؤثرون مصالح هذا الشعب على راحتهم وأمنهم سواء كانوا في الأجهزة الأمنية أو التنفيذية أو التشريعية).
أقرأ ايضاً
- المرجع السيستاني يعزي بضحايا باكستان ويدين الهجوم الإرهابي على الابرياء
- الرئيس البيلاروسي: العالم على شفير حرب عالمية ثالثة
- المالكي: إصدار مذكرات اعتقال نتنياهو خطوة مهمة على طريق العدالة