حجم النص
روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام« أتجلسون وتتحدثون؟ »قال: نعم جعلت فداك. قال الإمام الصادق عليه السلام : «إن تلك المجالس أحبها. فاحيوا أمرنا، فرحم الله من أحيا أمرنا . بهذا الحديث المبارك استهل سماحة الشيخ عبد العظيم الكندي رجل الدين القادم من مدينة مالمو , والوفد المرافق له لاحياء مجلس عزاء ذكرى وفاة الامام السجاد عليه السلام في مدينة كريستيان ستاد جنوب السويد بدعوة من جمعية الامام الهادي عليه السلام وبحضور رجال الدين وجمع من المؤمنين والمؤمنات في المدينة. الشيخ الضيف قدم موضوع وبحثاً شيقا تناول فيه قبسات من السيرة المباركة لحياة الامام زين العابدين مع تطرقه الى تلك الظروف التي احاطت بالإمام الحسن عليه السلام التي لم تتح له الفرصة من قيادة الامة كإمام وكذلك سيد الشهداء ولكن الامام الاول من اهل البيت الذي اخذ دوره في الساحة الاجتماعية وعلى كل المستويات ممثلا الإسلام بكل ثقله وامتداداته. الشيخ الكندي اضاف من خلال اطلاعه ومتابعته لكتب السيرة والتراجم قال وجدت ان الدين الاسلامي هو الدين الوحيد الذي عمل على توظيف كل طاقات الانسان ليجعل من هذه الطاقات تجتمع لتصنع مجتمعاً يشكل الوجه الناصع والوجه الاجمل ليطل على الطبيعة والحياة وعلى كل الاصعدة واهل البيت هم صناعة الاسلام والوحي (ادبني ربي فأحسن تأديبي). وعندما سُئلت احدى زوجاته اجابت جواباً جامع مانع كان خُلقه القران فهو زين العابدين بل زين العرفانيين والعلماء والأخلاق والإنسانية هذه من بعض صفات الامام. ونقل الضيف من تجربته الشخصية وهو يجول في اكثر من مكان ويمارس دوره التبليغي في الدنمارك او السويد وفي كوبنهاكن قال خاطبت الشباب عندما يسألني مقدم البرنامج عن اسم هذه الليلة وهي ليلة علي الاكبر في محرم فقلت عنوانها (الشباب خُلفاء الكبار ومحل طموحات الصغار) ومن لم يطلع على رسالة الحقوق وشرحها لم يعرف الامام زين العابدين وكذلك دقائق مضامين الصحيفة السجادية. يقول صاحب البحار في الجزء 46 صفحة 64 فكان بشهادة أكابر أبناء طبقته والتابعين لهم، الاَعلم والاَفقه والاَوثق، بلا ترديد. فقد كان الزهري يقول: (ما كان أكثر مجالستي مع علي بن الحسين، وما رأيت أحداً كان أفقه منه) والله لم اعرف له صديق في السر ولا عدو في العلن مع ذكر بعض الاحاديث الخاصة بالأئمة عليهم السلام التي حثت الشباب والشابات على طلب العلم والتفقه بالدين والاخلاق واستشهد بالبيت: انما الامم الاخلاق ما بقيت فان هموا ذهبت اخلاقهم ذهبو روي أن جارية لعلي بن الحسين (عليهما السلام) جعلت تسكب عليه الماء ليتهيأ للصلاة، فسقط الابريق من يدها فشجه، فرفع رأسه إليها، فقالت له الجارية: إن الله تعالى يقول: " والكاظمين الغيظ " فقال لها: كظمت غيظي، قالت: " والعافين عن الناس " قال: عفى الله عنك، قالت: " والله يحب المحسنين " قال: اذهبي فأنت حرة لوجه الله..هذه الحادثة توقف عندها الشيخ الكندي ليشرح الابعاد الثلاثة لهذه القصة ويربطها بالوقت الحاضر. وفي قصة أخرى، أنه مرّ عليه بعض أقربائه فشتمه، وكان أصحاب الإمام(ع) معه، فلما ذهب هذا الرجل قال الإمام(ع) لمن حوله: «إذهبوا بنا إلى فلان حتى نقول ويقول»، فظنوا أنه يريد أن يواجهه بالعنف، قالوا: كنا نمشي مع الإمام(ع) وهو يقول: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحبّ المحسنين}، وعندما وصل إلى داره خرج الرجل متوثباً للشر، فقال لـه الإمام زين العابدين(ع): «إنك قلت فيَّ كلاماً، فإن كان ما قلته فيّ فأسأل الله أن يغفر لي، وإن كان ما قلته ليس فيّ فاسأل الله يغفر لك»، فاهتز هذا الرجل، وقال: لقد أخطأت معك والله أعلم حيث يجعل رسالته. ابو حمزة الثمالي وعلاقته بالامام السجاد والدعاء المعروف الذي نسب اليه وعلاقته بالامام الباقر والكاظم قال أبو حمزة: «بينا أنا قاعد يوما في المسجد عند [الاسطوانة] السابعة، إذا برجلٍ ممّا يلي أبواب كندة وقد دخل، فنظرت إلى أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا وأنظفهم ثوبا، معمّم بلا طيلسان ولا إزار، عليه قميص ودُّرّاعة، وفي رجليه نعلان عربيان، فخلع نعليه، ثمّ قام عند السابعة ورفع مسبحته حتّى بلغتا شحمتي أُذنيه، ثمّ أرسلهما بالتكبير، فلم يبق في بدني شعرة إلّا قامت. ثمّ صلّى أربع ركعات، أحسَنَ ركوعهنّ وسجودهن، وقال: إلهي، إن كنت قد عصيتك فقد أطعتك في أحبّ الأشياء إليك الإيمان بك، منّا منك به عليَّ، لا منّا به عليك، لم أتّخذ لك ولدا، ولم أدع لك شريكا، وقد عصيتك على غير وجه المكابرة، ولا الخروج عن عبوديتك، ولا الجحود لربوبيتك، ولكن اتّبعت هواي وأزلّني الشيطان بعد الحجّة عليّ والبيان، فإن تعذّبني فبذنوبي غير ظالمٍ لي، وإن تعفُ عنّي فبجودك وكرمك يا كريم. ثم خرّ ساجدا يقولها حتّى انقطع نفسه. حسن النية والنظرية المنسوبة الى داروين قال عنها الشيخ تطرقت لهذه النظرية في محاضرة سابقة في حسينية الزهراء بمدينة مالمو وقسمتها الى ليلتين متتاليتين وذكرت ابعادها واهدافها وطرحت بعض الاسئلة على صاحب النظرية هل قرأ عن زين العابدين وعرفه؟ اِلـهي كَيْفَ اَدْعُوكَ واَنَا اَنَا.. وَكَيْفَ اَقْطَعُ رَجائي مِنْكَ واَنْتَ اَنْتَ.. اِلـهي اِذا لَمْ اَسْاَلْكَ فَتُعْطيني فَمَنْ ذَا الَّذي اَسْأَلُهُ فَيُعْطيني.. اِلـهي اِذا لَمْ اَدْعُكَ فَتَسْتَجيبَ لي، فَمَنْ ذَا الَّذي اَدْعُوهُ فَيَسْتَجيبَ لي.. اِلـهي اِذا لَمْ اَتَضرَّعْ اِلَيْكَ فَتَرْحَمْني فَمَنْ ذَا الَّذي اَتَضرَّعُ اِلَيْهِ فَيَرْحَمُني.. اِلـهي فَكَما فَلَقْتَ الْبَحْرَ لِمُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ وَنَجَّيْتَهُ، اَسْاَلُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِه،ِ واَنْ تُنَجِّيَني مِمّا اَنَا فيهِ وَتُفَرِّجَ عَنّي فَرَجاً عاجِلاً غَيْرَ آجِل بِفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ وضرب مثال بشخص تشتد خصومته مع شخص اخر وفي اليوم التالي يطلب من نفس الشخص بعض الطلبات وينسى انه قبل يوم فقط ما جرى بينهما. والمحور الاخير في السيرة المباركة للامام زين العابدين قال سماحته علينا ان نتخذ من هذه الشخصية العظيمة قدوة حسنة نتبعها ويكون التدين حالة موجودة في سلوكنا من صدق الحديث والامانة والاخلاص فليس كثرة الصلاة او الصوم العنوان الرئيسي للمؤمن بل الحالة العملية من تصرفات تدل على حسن العبادة ومن خلال المعاملة تبين صحة الدين. الشيخ الكندي مثل ما بدء حديثه بحديث الامام الصادق ايظا كان مسك الختام بحديث الإمام الصادق (ع): (كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم)، و(كونوا زينا لنا، ولا تكونوا شيناً علينا). يا سائلي أين حل الجود والكرم ؟ عندي بيان إذا طلابه قدموا هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم هذا الذي أحمد المختار والده صلى عليه إلهي ما جرى القلم لو يعلم الركن من قد جاء يلثمه لخر يلثم منه ما وطئ القدم اما اخر الابيات الشعرية التي ترثي الامام الحسين عليه السلام في مجلس اليوم: لعمري لئن لم يَقضِ فوق وساده فموتُ أخي الهيجاء غيرموسّدِ وإن أكلت هندية البيض شلوَه فلحم كريم القوم طعم المهنّدِ وإن لم يشاهد قتله غير سيفه فذاك أخوه الصدق في كلّ مشهد تصوير وإعداد /عمران الياسري
أقرأ ايضاً
- شوارع فارغة وقوات أمنية تحرس المدينة.. مشاهد من مدينة الحلة في آخر يوم من التعداد (تقرير مصور)
- من أبعد المناطق الريفية.. فرق التعداد السكاني تحصي عدد الأهالي في جنوب بابل (تقرير مصور)
- دبلوماسي ياباني في مرقد الإمام الحسين: انبهرت بالمكان وتأريخيه (صور)