حجم النص
تكاد تكون الحكايه من نسج الخيال ألا ان ابطالها حقيقيون فهي لم تكتب في كهوف النياندرتال وليست لكلكامش وانكيدو والبحث فيها ليس عن ماء الحياة انما لبطل الليغا الاسباني وابطال هذه الملحمه كثيرون ومن ابطالها شاب عراقي اسمر البشره مفتول العظلات يلقبونه اصدقائه ب((حمزه الوحش))لكنه يفضل لقب ((حمزه الملكي))لكثرة تعلقه بنادي ريال مدريد فهو يعشقه حد الافراط و((حمزه)) الذي يتعثر بحروف القراءه ولايستطيع ان يعلم ابنته الحروف الابجديه يحفظ وعن ضهر قلب تاريخ هذا النادي الاسباني العريق من الالف الى الياء ويعرف اسماء اللاعبين ومواليدهم وعناوينهم وما ان تسئله عن احدهم حتى يبدء بسرد تاريخه وتنقلاته وتحصيله الدراسي والمبالغ التي صرفت عليه بل ويخبرك ايضا عن زوجته وعن اولاده علما ان ((حمزه))لايعرف اسماء الائمة المعصومين ولا الخلفاء الراشدين وعندما تسئله عنهم ياتيك باسماء لم تسمع بها من قبل والاشد من ذلك انه مصاب بنوبات صرع شديده وما ان يتعرض النادي الملكي لخساره حتى تقوم الدنيا ولاتقعد ويصل به الحال الى نقله لاحد المستشفيات لان النوبه التي يتعرض اليها تكاد تودي بحياته واياك ان تعيد سيناريو المباراه امامه بعد ان يفوق من النوبه لانك ستتعرض للكم مبرح لايخلصك منه الا فرقه من الكومندوز الامريكي هذه الحاله اثارتني وجعلتني اتتبع القصه لاجد العجب العجاب واتعرف على تفاصيل تشيب منها الرؤوس فبعد ان دونت من (حمزه واصدقائه) هذه التفاصيل تعرفت على شاب اخر وبطل جديد اسمه جواد الكتلوني وهو من مواليد1982ومغرم بنجوم نادي برشلونه ويعشق النجم الارجنتيني ميسي حد الاغماء وجواد يعمل سائق ستوته ولكن هذه الستوته هي عباره عن دعايه لهذا النادي فلاتوجد كلمة مديح الا وكتبها بحقهم ولاتوجد صوره مثيره لهم الا ووضعها على هذه العجله الصغيره التي يشتغل بها ليل نهار كي يقتني مبلغا يشتري به كارت قناة الجزيره المشفره ومن المفارقات ان جواد الكتلوني سجن بسبب ضربه لاحد الشباب بسكين حاده لانه تجاوز على النادي الكتلوني ولم تتنهي المشاجره الا ((بمشيه عشائريه))اما الحاج(.......) فيقوم بعد كل مباراه لريال مدريد باطلاق العيارات الناريه هو واولاده ونحر الذبائح ويخرج من بيته خالعا كوفيته مرتجلا اهزوجه كانها من اهازيج ثورة العشرين وحوله رابطة مشجعي النادي الملكي وهم يتراقصون فرحا ويهتفون شماتة بمشجعي النادي الكتلوني علما ان هذه المماحكات تتخللها في بعض الاحيان اشتباك بالايدي ناهيك عن عبارات السب والشتم التي تتجاوز الحد المعقول اما جبار محيبس ابو صلاح ويبلغ من العمر 45سنه وهو صاحب مقهى شعبي يجتمع فيه اغلب الرياضيين وعشاق الكره المستديره فيقول انا في مباراة ريال مدريد وبرشلونه (اخلي ايدي عله كلبي)لان خسارة احد الفريقين تعني كارثه بالنسبه لي لان المهاترات بين مشجعي الفريقين تصل الى ذروتها وبالتالي تتحول الى اشتباكات عنيفه اخسر على اثرها اثاث المقهى وفي يوم من الايام قاموا بكسر جهاز التلفاز مما اضطرني الى اغلاق المقهى مبكرا عندما يجتمع الفريقين في مباراة واحده اما في حالة خسارة احد الفريقين مع فريق اخر فهذا يعني ان هناك شيء سيحدث لايحمد عقباه اما سجاد والذي يعمل في محل لبيع المواد الغذائيه فيقول انا واصدقائي نعشق النادي الكتلوني عشقا مفرطا وعندما يتغلب على النادي الملكي فنقوم بخط قطع سوداء مشابهه لقطع مجالس الفاتحه ونكتب عليها اعلان بانتقال ريال مدريد الى رحمة الله وفي مره من المرات قمنا بعمل نعش رمزي لهم وقمنا ايضا بلفه بشعار النادي وقطعنا السوق واجرينا مسيرة تشييع كبيره وسط زغاريد وهتافات توحي بموت مشعجي النادي الملكي لكن المسيره لم تتم فقد حدثت مشاجره كبيره تسببت بجرح عدد كبير من مشجعي الفريقين ويقول والكلام له قمنا في مره من المرات بلف شعار النادي على حمار وتركناه يمشي في السوق وعندما سئلته عن سبب لجوئهم لتشجيع هذا النادي وتركهم الانديه العراقيه قال لي مستهزءا(والله انت تسولف احنه وين عدنه طوبه بالعراق اخي ذوله الكلاسيكو) ولااعرف هل ان حب الكلاسيكو والولاء له هو حق وقد كتب علينا كما كتب علينا الموت ام لا فنحن نتقاتل على اوناس لاتربطنا بهم علاقه لامن قريب ولامن بعيد ونحفظ اسمائهم واسماء امهاتهم وزوجاتهم وعقودهم ونتقاتل من اجلهم ((وهمه مايدرون وين الله خالقنه))حسب مايقول احد الممتعضين من هذه القضيه وتشكل هذه الحاله مجموعه من القراءت وكل يحلل ذلك من وجهة نضره الخاصه فبعضهم يقول هي سياسه لالهاء الشباب بهذه التفاهات والبعض الاخر يقول انه حاله من التفرقه تعمل على نشر الخلافات بين الشباب العراقي والعربي وبالتالي تولد تيارات من الكراهيه والحقد ولكن الدكتور والباحث سلام العكيلي راح محلالا ذلك بانها عقده من عقد البحث عن الذات ويقول الدكتور حين تفقد الثقه بمن حولك فانك ستبحث عن اقرانا لك من نسج الخيال وتصنع لهم انتماءا ليس بالضروره ان يكونوا هم يعلمون به ولكن المهم هو انك تشعر بالوجود من خلالهم وهذه حاله خطره فالانسان لايدافع الا عن العقيده ولايضحي الا من اجلها وعندما يقوم الشباب بالتناحر والتشاجر ودفع الاموال والاعتداء بعضهم على بعض فعلى الكل ان يقف وعلى الدنيا ان تتوقف لنعيد هؤلاء الى جادتهم الصحيحه والكل مسؤول عن ذلك والدوله تتحمل الجزء الاكبر منه اما انا فقد قمت بلملمة اوراقي فلا انا ملكي ولا كتلوني واتمتع بشعار ((المفلس في القافله امين)) ولكن سؤالي وسط هذه الزحمه هو من يفك لنا شفرات هذا الطلسم المقيت فالى متى نصنع رموزا من دخان ونتصارع ونتقاتل من اجلهم الا يكفي ما جنيناه من طائفية الشيعه والسنه الا يكفي ماجنيناه من الحروبات والدمار الا يكفي ماجنيناه من العنتريات الفارغه والتي ماقتلت ذبابه هل انتهى كل شيء لنتحول الى ساحة قتال طرفها الاول كريسيانو رونالدو وطرفها الثاني ميسي فهم يحصدون ملالايين الدولارات ونحن نجنى العداوات والصراعات وعشرات القتلى والجرحى بسبب فوز احدهما على الاخر ولااعرف كيف انتهي ولكن اتمثل بقول الشاعر((اذا مالجهل خيم في بلاد....رايت اسودها مسخت قرودا)) تحقيق / احمدالسلطاني وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- نذر نفسه لمساعدة الناس: ام " الشهيد احمد" ..ولدي توسل بالحسين لنيل الشهادة ممزقا فكان له ما اراد
- جمع خدام من محافظات مختلفة ..موكب "شباب القاسم" قدم الشهداء والجرحى وافضل الخدمات للزائرين
- جاء من ديترويت الى كربلاء المقدسة.. طبيب اميركي تطوع لعلاج زوار الامام الحسين في الاربعينية