حجم النص
طالبت المرجعية الدينية العليا من مؤسسات الدولة العراقية بان تتبنى سياسة التكريم الوظيفي من اجل ان يشعر المواطن المنتمي الى وظيفة محددة بحالة من الرعاية كما طالبت السياسيين العراقيين الى الابتعاد عن الاداء المملوء بالشحن والبغضاء والعنف والكراهية لان البلد لا يتحمل وقال ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب جمعة الصحن الحسيني الشريف السيد احمد الصافي خلال الخطبة الثانية اليوم الجمعة 19/ذو الحجة/1434هـ الموافق 25/10/2013 م مانصه اننا نطمح ان تتبنى مؤسسات الدولة مطلباً يؤثر تأثيراً ايجابياً ولعله موجود لكن قد يكون بنسبة قليلة.. الا وهو ان تتبنى سياسة التكريم ولاشك ان كل بلد فيه من الطاقات والكوادر والكفاءات الشيء الكثير وكل بلد يعتز بمواطنيه وهذه مسألة طبيعية ومعمول بها..موضحا اننا نحن في العراق نتيجة مشاكل غير مجهولة للاخرين وفي عرض هذه المشاكل توجد نوافذ متعددة لان ينظر الانسان الى مواطنيه وينظر الى طاقات وينظر الى قدرات لها بصمات واضحة في خدمة المواطن، وهذه الطاقات قطعاً تحتاج الى رعاية وعندما تتبنى مؤسسات الدولة لا اقول جهة واحدة وانما مؤسسات الدولة تتبنى تكريم العناصر التي بذلت جهداً مميزاً مثلا ً يمكن ان تكريم يعبّر عنه بالتكريم الوظيفي وهذا التكريم الوظيفي نشعر المواطن المنتمي الى وظيفة محددة وعندما يأتي لعمل خاص نُشعرهُ بحالة من الرعاية.. لا ان يكون هذا التكريم كتاب شُكر فقط او ان ننتظر الى ان يبلغ سن التقاعد ثم نحتفي به..انا اقول اضافة الى ذلك هناك شيء آخر وهو ان نهتم بمن يخدم البلد على مستويات متعددة فاذا كان عندنا موظف وما اكثرهم كان نزيهاً ومبدعاً وجنّب الدولة خسائر مادية عن طريق قدرته على حل بعض المشكلات الصناعية او الزراعية او الانسانية.. هذا الموظف اذا كان بهذا المستوى لابد للدولة ان تنظر اليه نظرة خاصة وان تُكرم ابنائه" واضاف ان الدولة عبارة عن غطاء كبير وهو يمتد بالمساحة الجغرافية للبلد فعندما تتحرك وفق اسس علمية منهجية والهدف منها تكريم مواطنيها وفق معطيات حقيقية على الارض..،متسائلا كم مبدعاً في العراق سواء في داخل العراق او خارجه ؟ وتابع "لابد للدولة ان تكرم هؤلاء وتشعر هؤلاء بانتمائهم حتى وان كان خارج العراق..كرّمه وقل له هذا دينٌ عليك ارجعه للبلد.. او تكرمه وتقول له هذا استحقاقك لانك بذلت اشياء مهمة لهذا البلد.." وقال الصافي "كم نزيه عندنا في البلد!! من غير المنطقي ان يسلّط الضوء دائماً على وجود مسيء..مبينا ان الثواب والعقاب هي قضية منطقية عقلائية والمشكلة اننا لا نعمل بها دائماً وانما العقاب يكون اشد ولا يتوازن مع الثواب.. وتابع ممثل المرجعية " اننا لابد ان نضع منهجية واضحة في كل مؤسسات الدولة..الوزارة الفلانية تضع في منهجها ان تُكرم اتباعها وفق معطيات محددة وهذا الإكرام يكون على الملأ ويُشعر الناس بأهميتها لأن هذا الشخص الذي بذل جهداً للدولة من حقه ومن حق اسرته علينا ان يكون شخص مميز.. وهو لم يُمنح التكريم بلا ضوابط وانما فعلا بذل جهداً استحق في مقابله شيء" واوضح السيد احمد الصافي "قبل فترة ذهب وفد من العتبة الى احد المتاحف في المانيا فوجدوا هناك تمثال نصفي لرجل عراقي مولود في 1888م ومتوفى في سنة 1966 م وهو رجل من اهل السماوة اسمه (اسماعيل جاسم)، مهنة الرجل هي حارس وكان مع البعثة الالمانية في تلك السنين في التنقيب وبعد الحرب العالمية الثانية غادر الالمان وعندهم بعض الامانات والاموال اودعوها عند هذا الشخص، بعد 14 سنة ذهب هذا الشخص الى سوريا وجاءت البعثة الى سوريا واعطاهم الامانة، تكريماً منهم لهذا الشخص الامين صنعوا له هذا التمثال،متسائلا الان كم من امثال هذا الرجل النزيه عندنا ؟! وتابع ان مثل هؤلاء عندهم غيرة وشهامة ووطنية وعزّة نحتاج الى نبرّز هؤلاء حتى عندما نقارن بين الذي عنده غيرة وعزّة وبين غيرهم نقول عندنا شواهد وهؤلاء الشواهد اناس عاديين ولكنهم لا ينظرون الى العناوين وانما الى قيمة انفسهم وعندهم انفسهم اغلى من كل شيء..لماذا لا نصنع هذا ما ابناءنا من اجل اظهار الوجه الاخر للعراقيين حيث ان الاخبار التي تنقل الى العالم ان هناك في العراق عمليات القاء قبض وفاسد وغير ذلك من الحالات السلبية.. لابد من وجود موازنة الانسان النزيه والواعي والشريف يكرّم حتى تتعادل الكفّة لذلك فان على الدولة ان تتبنى سياسة تكريم من يستحق فعلا ً التكريم والذي عنده شهامة وغيرة ووطنية والذي يستحق فعلا ً التكريم.. من جانب آخر طالب السيد احمد الصافي من السياسيين العراقيين الابتعاد عن الاداء المملوء بالشحن والبغضاء والعنف والكراهية لان البلد لا يتحمل بقوله" انا اعتقد ان السياسي الناجح هو الذي يجعل الناس تحب بلدها.موضحا ان هناك آليات لذلك فلو فرضنا ان السياسي (س) نقول له هل انت فعلا ً جعلت الناس تُحِب بلدها..طبعاً انت تتحدث كسياسي وتتحدث عن تطوير البلد وطاقاته وبالنتيجة معنى ذلك انك انت تحب البلد.. فهل استطعت ان تجعل الناس يحبون بلدهم وتجعل الناس ترفض وتنزع من قلبها فتيل الكراهية والبغضاء والعنف وهي تعيش في رقعة جغرافية محددة.؟؟!!. هل استطعت ان تصل لهذه الحالة وهل استطعت كسياسي ناجح ان تمتد وفق هذه الرقعة الجغرافية من اقصاها وبقيت محدداً في منطقة صغيرة لا تستطيع ان ترى ما وراءها في داخل بلدك.. هل استطعت ذلك حتى تكون سياسياً ناجحاً ؟؟؟؟؟ واضاف الصافي "صدقوني اخواني بعض المشاكل لم تكن موجودة وجائتنا من طبيعة اداء بعض السياسيين..،،،لان اداء بعض السياسيين اداء مملوء بالشحن والبغضاء والعنف والكراهية وهذه مسألة استعدت لان هذا السياسي له من يسمع بينما السياسي لابد ان يكون غير هذه الطريقة حتى لو كانت هناك مشكلة يحاول ان يخفف عنها وان يجعلها مشكلة شخصية لا تعمم ولا تعطوها لباس واسع فالبلد لا يتحمل.. موضحا ما هي المشكلة القانونية او الشرعية او العرفية لانسان من هذه المنطقة ان يهتم بالمنطقة الاخرى داخل بلده ؟!!! فليس من المستحيل ان الانسان يعيش في بلده وهو يرغب ان يكون خادماً لجميع الناس وهذا ليس فيه عيباً بل بالعكس هذا هو عبارة عن النجاح حتى يجعل هذه الناس تُحب اوطانه..اجعل كم عراقي خارج العراق يتدافع من اجل ان يأتي الى العراق لأنه يحب العراق ومحبة الانسان لبلده هي قضية فطرية انما يمنع منها مانع اما دكتاتورية او ظلم او قتل او فقر وامثال ذلك..الانسان الذي هاجر لسبب او لآخر لابد ان نجعله يُحب البلد فضلا ً عن ابن البلد.. وتابع اننا بحاجة الى آليات ورؤى وتحتاج الى تفكير جدّي.. لمقياس السياسي الناجح وهو ان يجعل الناس تُحب بلدها في خطابه او في قوله او في طريقة كلامه او في طريقة المشاريع ونوعية المشاريع والنهوض بالانسان نفسه من حالة الى حالة افضل لاشك ان الانسان سيحب بلده.. واعتقد انها مهمة شريفة ومقدسة في رقبة السياسيين ان تجعل الناس تحب هذا البلد..اسأل الله ان يوفقهم ويرزقهم الفكر والتوجه الصحيح..والحمد لله رب العالمين.. وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- الامم المتحدة تصف العلاقات بين طهران وبغداد بـ"متشابكة" وطهران تعتبر توجيهات السيد السيستاني الاخيرة خريطة طريق لحكومة العراق.
- كربلاء:وفاة الشيخ صالح الخفاجي النجل الاكبر للخطيب الشيخ هادي الكربلائي عن عمر تجاوز 85 عاما
- نيجيرفان بارزاني والسوداني يؤكدان ضرورة إبعاد العراق عن تبعات الصراع الإقليمي