حجم النص
بقلم :عباس عبد الرزاق الصباغ
في خضم خطورة الأحداث التي تشهدها الساحة المصرية ولكونها من الدول العربية المهمة والكبيرة والإستراتيجية تبرز أهمية غلق القنوات التابعة للإخوان والمؤيدة لهم إضافة الى قناة الجزيرة/ مصر كونها اصطفت ضد رغبة وخيار الشعب المصري اذ لا يمكن ان يمر هذا الخبر مرورا عابرا لاسيما مع وجود ظرف عراقي مشابه في التحشيد والتأليب بوجود فضائيات محشدة ومجيشة للرأي العام تضاهي في العمل والتوجيه عمل الفضائيات التي أغلقت في مصر إن لم تكن اخطر منها وذلك عشية احدث ثورة /30 يونيو "التصحيحية" والتي انتشلت مصر من سلطة "الأخوان" التي لم تدم لأكثر من سنة واحدة ولرأينا نسخة من الأحداث العراقية الدامية اخرى في الشارع المصري لو لم يتم غلق هذه القنوات وقد جاء هذا القرار وسط ارتياح شعبي وجماهيري واستحسان كبير في الأوساط الصحفية والإعلامية ما عدا بعض الأصوات التي رأت في هذا القرار خطوة في اتجاه كبت الحريات وتكميم الأفواه وهي نشاز قياسا الى غيرها وتأتي ايضا كخطوة إضافية في اتجاه تصحيح مسار الثورة وتعديل وجهة بوصلتها التي انحرف بها "الأخوان" الى مسارات اخرى.
إن الشارع المصري الذي يشهد انقساما حزبيا واضحا وشرخا مجتمعيا ملموسا ما يعطي بوادر قيام حرب أهلية لاتبقي ولاتذر سيما ان منطق "الأخوان المسلمين" وأدبياتهم وسلوكهم الحزبي وراديكاليتهم التي استمرت قرابة ثمانين عاما يساعد على تأجيج الموقف في ظرف عصيب وحساس يضع الشارع المصري على كف عفريت ،فكان لابد من وضع اليد على منابع الفتنة ومصادر التأجيج والتحشيد والشحن الطائفي وعسكرة المجتمع وأعمال العنف والسلوك "البلطجي" وتنقية المناخ والأثير المصري من شوائب ورواسب الفكر الظلامي والتطرف الديني وإجراء ضربة استباقية في الوقت المناسب لتوفير الكثير من الدماء والأرواح والشواخص الحضارية ومرتكزات البنى التحتية وتأتي هذه المسالة مكملة للجهد السياسي والعسكري (كون الجيش المصري هو صاحب هذه الخطوة بالتعاضد مع الشعب) ومتممة لهذا الجهد وتدل على نضج مستوى الوعي الشعبي الوطني والشعور العالي بالمواطنة .
لم تألُ الفضائيات ذات المنحى الطائفي في العراق خاصة جهدا إلا وادخرته في أجندتها الإعلامية الصفراء والرخيصة وهي تقف في ذات الخندق الذي يتمترس فيه الإرهابيون والتكفيريون اضافة الى البعث القاعدي في سبيل توجيه الأذى والدمار للمواطن العراقي البسيط الذي عانى ماعاناه من ويلات الأنظمة السابقة ولتخريب المشهد السياسي العراقي الذي تأسس بعد التغيير على قواعد الديمقراطية . فهذه القنوات تشترك مع الإرهاب في ذات المخطط لتحصد النتائج ذاتها بالتحريض على العنف ومناوئة العملية السياسية ومعاداة الديمقراطية وتعرض الأمن والسلم الأهلي للخطر وتساهم في تفتيت النسيج المجتمعي العراقي كما ان قرار الغلق (وغيره) يعتمد في الدرجة الأساس على قوة وفعالية الدولة وأجهزتها التنفيذية وهذا ما حصل في ارض الكنانة .
إعلامي وكاتب مستقل
[email protected]
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- عن المحتوى الهابط في الفضائيات العراقية
- شيعة العالم والسيستانية.. السيستاني والعسكرة