تعد مدينة كربلاء المقدسة احد واكبر واهم المراكز الدينية والتجارية والسياحية المهمة في العالم العربي والإسلامي لوجود مرقدي الإمام (الحسين واخيه العباس )عليهما السلام فأصبح يأمها للزيارة ملايين المسلمين وعليه تحولت الى مركز تجاري مهم وفق ما يصطلح عليه (بالسياحة الدينية ) لذلك تجد المدينة لا تنام وبخاصة في منطقة الحرمين والمناطق التي تتواجد فيها الفنادق ،وللمدينة اسواق عديدة منها القديم ومنها الحديث ولكل سوق من تلك الاسواق اختصاص معين للتجارة وأصحاب المهن ،وخلال عام 2008 قد زاد عدد الداخلين الى مدينة كربلاء بسبب تحسن الاوضاع الامنية في عموم البلاد ومدينة كربلاء بوجه الخصوص ما أسهم بزيادة حركة الزوار الأجانب في تحريك السوق التجارية في المدينة ولمعرفة التفاصيل عن اسماء واختصاصات الاسواق في كربلاء المقدسة اجرينا هذا التحقيق الذي نستعرض فيه تاريخ الأسواق الشعبية في المدينة المقدسة حفاظا منا على تراثها وعدم اندثار اسمائها والتقينا بالحاج ( ابو سعد الكربلائي) 76 عاما فقال من اهم الأسواق في كربلاء وأقدمها سوق باب الخان الذي

يقع في محلة باب الخان، ويتكون من فرعين: الاول قرب باب قبلة الروضة العباسية، وبالتحديد يبدأ من مقام الكف الأيسر لسيدنا العباس عليه السّلام، ويلتقي بالفرع الثاني في السوق الذي يبدأ من الفسحة القريبة من بناية فيض حسيني، وهي مساحة من الارض الفارغة اتخذها باعة الملابس القديمة مكاناً لعرض بضاعتهم منذ عقود سابقة . ويعتبر سوق باب الخان من الاسواق المهمة في بيع الخضروات واللحوم الطازجة بانواعها والمواد الغذائية الأخرى خلال فترة الثمانينات ونهاية التسعينات من القرن المنصرم مؤكدا لنا انه يعمل في هذا السوق منذ نعومة اظفاره اما السوق الاخر الذي يسمى سوق العلاوي وهو من الاسواق المهمة والحيوية في المدينة، وموقعه بين شارع العباس وشارع الإمام علي، وتتنوع نشاطاته التجارية، ففيه محلات العطّارين والمواد الغذائية والحلويات والالبسة والبلاستيك والزجاجيات وغيرها. وفي العقود السابقة كانت تنتشر فيه العلاوي الكبيرة لبيع الحبوب والتمور، إلا إنها اختفت تدريجياً وحلّت محلها الدكاكين الصغيرة.

سوق الزينبية فيه محلات متقابلة لبيع السبح والترب

اما السيد (حسين الموسوي) 60 عاما فيقول من بين الاسواق الاخرى في كربلاء سوق الزينبية الذي يعتبر من اسواق كربلاء المهمة والقديمة، ويقع جوار مقام تل الزينبية، ويتكون هذا السوق من مدخل تتقابل فيه محلات بيع المسابح والتربة الحسينية، ثم ينقسم إلى فرعين يؤدي الاول إلى شارع المخيم، والثاني إلى شارع الشهداء. وتعرض فيه الخضراوات والمواد الغذائية والعطارية. اضافة الى سوق الحسين (عليه السلام) ويبدأ شمال الروضة الحسينية الشريفة، وينتهي إلى شارع الوزون، وهو يقع بين اربع محلات كربلائية قديمة ( باب الطاق، باب النجف، باب السلالمة، باب بغداد )، وتباع في هذا السوق الخضراوات والمواد الغذائية بانواعها والمواد العطارية، وفيه يقع مقام موقف الإمام الحسين عليه السّلام مع عمر بن سعد ويسمى ايضا سوق باب السلالمة .

سوق العرب من الاسواق القديمة في كربلاء لبيع الاقمشة

ويقول الموسوي الذي يعمل صاحب محل في سوق العرب او مايسمى بسوق التجار الذي يعتبره من الاسواق القديمة يقع بين شارع الحائر الحسيني وشارع الإمام علي عليه السّلام، ويضم محلات البزازين حيث تعرض فيه انواع الاقمشة، ويتصل بسوق الخفافين عبر فرع صغير تتوزعه محلات الخياطين. اما سوق الخفافين والذي يدعى قديماً بسوق النعلچية، وهو يقع بين شارع الإمام علي وشارع الحائر الحسيني مقابل باب قاضي الحاجات، وهو كما يفصح اسمه حيث تكثر فيه محلات بيع الاحذية المختلفة، وفيه سرداب للورّاقين يضم مجموعة من مكتباتهم التجارية\".

سوقين للصفارين في كربلاء قديم وحديث

ثم انتقلنا الى الحاج (ابراهيم الصفار الاسدي) 73 عاما فيقول ان من بين الاسواق القديمة في كربلاء هو سوق الميدان ويتفرع من منتصف سوق العلاوي باتجاه شارع الجمهورية، وتعرض فيه المواد الغذائية واللحوم والخضروات. اما سوق الصفارين القديم وهو سوق صغير يتفرع من شارع الإمام علي باتجاه ساحة أهل البيت أو شارع بين الحرمين، وكانت نشاطاته قديماً تقتصر على محلات الصفارين، اما اليوم فقد اختفى الصفارون منه، وظهرت فيه محلات تجارية متنوعة. اما سوق الصفارين الحديث فهو يقابل سوق العلاوي، ويفصل بينهما شارع العباس، وتنتشر فيه محلات الصفارين والمواد الغذائية المختلفة.

وعلى الرغم من انتعاش الحركة السياحية في كربلاء خلال السنوات التي أعقبت سقوط النظام البائد الا ان التاجر الكربلائي يطمح بان تكون السوق الكربلائية مركزا تجاريا مهما يتبضع المسلمون من كافة دول العالم منها على الرغم من حملات التوسيع والتطوير التي تجري حاليا وستجري مستقبلا ، وستبقى اسماء وعناوين الاسواق المحلية في كربلاء لها دلالاتها التراثية التي ارتبطت بتاريخ مدينة فراتية \"

تيسير سعيد الاسدي