حجم النص
بقلم :سامي جواد كاظم
التحفيات هذا العالم الذي يستحق وقفة وذهول والذهول ليس لما تحويه من احاديث واحداث بل الذهول سيكون في اخر المقال ولنا ان نتساءل بعضنا مع البعض عن ماهية التحفة ولم هذه الاسعار الباهضة وكيفية التعامل مع التحفة تجاريا وامنيا ؟
التحفيات هي صورة لتاريخ قديم وطالما انها صورة وهذا يعني يستدل بالتحفة عن ماهية الفترة التي صنعت فيها التحفة من حيث الثقافة والافكار السائدة في حينها وفي بعض الاحيان تكون التحفة مخطوطة وهذه المخطوطة تكسب اهميتها من البعد الزمني ومن كاتبها وتعتبر اصدق دليل على ما يستنتجه المختصون من افكار عن تلك الحقبة الزمنية التي عاشها كاتب المخطوطة .
ولكن الغريب في الامر مثلا قبعة ملك او رداء كاتب او عصا ممثل يعلن لها مزاد علني عالمي ويحضره المليارديرية للتنافس والفوز بهذه التحفيات ومن ثم ماذا ولماذا ؟ فلتكن عصا ارسطو فما الذي يجعلها باهضة الثمن ؟ هل قدمها ؟ ام شخصية مستخدمها ؟
انا لا ابخس هذا العالم التجاري حقه ولكن الغريب في الامر ان كل هذه المزادات والتجارة والتنافس الشرعي وغير الشرعي للحصول على كل ماهو قديم لم ينفع المجتمع ثقافيا بقدرالثقافة التي يمكن له ان يستفاد منها من اشياء اخرى هي ايضا قديمة .
بعض التحفيات بل اغلبها يمنع تصويرها او استنساخها خوفا عليها من التزوير او هبوط سعرها
هنالك عالم اسمه عالم المصاحف المخطوطة والتي تصل قيمتها الى ارقام خيالية الغريب في هذه المصاحف انها تكتسب قيمتها الباهضة من مكانة الشخصية التي كتبها وهذا هو الوهم الذي اقصده والانذهال الذي استغربه .
الكلمة في القران تكتسب ميزتين انها قديمة طبقا للمفهوم الذي يعتمده اصحاب التحفيات والميزة الاخرى ان قائلها هو الله عز وجل ، وبين هذا وذاك لها اثار تتجدد طالما ان عقرب الساعة يدور ، بل هنالك دراسات وبحوث وتفاسير مادتها الاساسية كلمات القران ونحن نعلم عندما يتحدث البائع والمشتري بخصوص القران يقول كم هديته ؟ تعظيما واجلالا للقران وهذا امر حسن ولكن التعظيم والاجلال عندما نعي قيمة الكلمة في القران.ففي الوقت الذي يمنع استنساخ التحفة الاصل التي تحدثنا عنها اعلاه ، تم استنساخ الملايين من كتب القران البعض منها يستفاد منه تجاريا والبعض يستفاد منه نفاقيا من خلال وضعه على الرفوف او اهدائه للغير، اقولها وللاسف هم القلة ممن استفادوا من كتاب الله عز وجل
هنالك تحفيات عندما نراها تجعلنا نعيش اجواء خاصة بهذه التحفة وما جرى عليها من احداث وهي غريزة طبيعية جدا يعيشها الانسان واذا ما فقدت هذه الغريزة فاعلموا ان فاقدها يعيش ماض سيء لايريد للايام ان تبوح به .
واما امنيا فان الدول تسخر اجهزة امنية بشرية والكترونية متطورة جدا للحفاظ على التحفة ولا اعلم لو فقدت ماذا سيكون ؟ قد لايستوعب البعض هذا الاستفزاز لانه العرف الشائع في العالم ، لانه لو حصلت سرقة او اختفاء تحفة فان الانتربول وبقية الاجهزة المخابراتية تقوم بتعميم صورة التحفة والبحث من غير كلل او ملل بل وحتى تسخير المنظمات العالمية لاتخاذ خطوات متشددة ضد من يشك به انه سرقها او يعلم مكانها ، كل هذا لانها تحفة عمرها الف سنة ، بعد ما يقوم المختصون بتحليلها وتصويرها ودراستها واثبات النتائج المطلوبة تكون التحفة دليل الدراسة والنتيجة ، وهكذا تاريخ العالم يقوم على هذه التحفيات والتي تسمى الاثار .
نحن امة محمد ماذا استفدنا وماذا قدمنا لمعتنقي القران من القران؟
جاء أبو حنيفة ليسمع منه ، وخرج أبو عبد الله يتوكأ على عصا فقال له أبو حنيفة: يا ابن رسول الله ما بلغت من السن ما تحتاج معه إلى العصا ! قال: هو كذلك ، ولكنها عصا رسول الله (ص) أردت التبرك بها ، فوثب أبو حنيفة وقال له: أقبِّلُها يا ابن رسول الله؟ فحسر أبو عبد الله عن ذراعه وقال له: والله لقد علمت أن هذا بَشَرُ رسول الله (ص) وأن هذا من شعره ، فما قبلته وتقبل عصاه) ! (المناقب:3/372).
:
أقرأ ايضاً
- أزمة ساعات الدوام والشهادات المزدوجة وتأثيرها على جودة التعليم
- المعايير المزدوجة واقع حال فلا تستنكروها
- مظاهرات المعايير المزدوجة في باريس