حجم النص
قبل ايام تناقلت وكالات الأنباء خبر تعرض نصب الشاعر والفيلسوف العربي الكبير ، ابو العلاء المعري الى قطع راسه ، وتعرض حبيبته معرة النعمان في محافظة إدلب السورية الى التخريب والقتل والرعب والخوف وانتهاك حقوق الانسان وأهانة الثقافة والفن.. وكأنهم اكتشفوا بعد العثور على مخطوطة جديدة لم تحقق سابقاً قوله :
احـــذر من الديــن من تــشظ
فــالـــدر ملـــغـى إذا تشظــــى
ويذكر ان مخطوطة الديوان عثر عليها الباحثان البروفيسور جواد مطر الموسوي و الدكتور ماجد مرهج في مكتبة أباظة بالرقم العام ( 7105 ) والرقم الخاص ( 509 ) ادب في القاهرة ، أثناء زيارة البروفيسور الموسوي اليها في العام الماضي ... و قاما بتحقيق النص ، و صدر النص المحقق بعنوان ( كتاب ملقى السبيل ) من مكتبة عدنان في بغداد و طبع في دمشق بالف نسخة نفذت من السوق حال عرضها .
و يعد ذلك اكتشاف جديد في الموروث العربي والاسلامي ، وإضافة مهمة لاثر الشاعر الكبير ابي العلاء احمد بن عبدالله بن سليمان المعري ( ت 449 هـ ) و فتح باب علمي جديد للمهتمين و الباحثين لدراسة الادب العربي في القرن الخامس الهجري ، وأعادة تقييم شعر ابي العلاء المعري ، و يذكر ان المخطوطة نسخة سنة ( 1304 هـ ) عن مخطوطة قديمة مفقودة ، و كانت بطول ( 24 سم ) و عرض ( 17 سم ) و عدد الاوراق ( 8 ) ورقات .
والشاعر المعري من اسرة عربيه عريقة يعود نسبهُ الى قبيلة ( تنوخ ) القحطانية التي استوطنت بلاد الشام ، و سمي المعري نسبة الى مدينة معرة النعمان الواقعه شمال مدينة دمشق في سوريه وكانت مركزاً ثقافياً مؤثراً ، ولد المعري سنه ( 336 هـ / 973 م ) وقد اصيب بالعمى نتيجة مرض الجدري و عمره اربع سنوات ، لكن الله انعم عليه بالذكاء المفرط والحافظة العجيبة لذلك عندما سطر تأملاته الثاقبة في رسالتهِ ( الغفران ) عدت من روائع الادب العربي والعالمي ، زار المعري أنطاكية واللاذقية وطرابلس الشام وبغداد و سكن فيها سنتين ( 398 - 400 هـ ) و كان يتردد على مجلس الشريف المرتضى الموسوي ( 355 - 436 / 966 - 1044 م ) الذي قال فيه ( الثعالبي ) في ( تتمة يتمة الدهر ) : " قد انتهت الرئاسة اليوم ببغداد إلى المرتضى في المجد والشرف والعلم والأدب " وعاش المعري بأجواء التنافس العلمي التي أثرت في حياته .
بلغت مؤلفات المعري السبعين بعضها كتب واكثرها عبارة عن رسائل اهم كتبه ( اللزوميات و سقط الزند و رسالة الغفران و رسالة الهناء و الفصول و الغايات ) امتازت كتابات المعري بالعمق الفلسفي ، و في بعض الاحيان السخرية كما في رسالة الغفران وتركز تفكير ابي العلاء وآرائه في الدنيا و الموت و الحياة و الحوادث و المعتقدات و كان يقدر العقل و مكانته وتقديمه على كل شئ و تحكيمه في كل شيء .
في ( كتاب ملقى السبيل ) لم يبتعد المعري عن اسلوبهِ و حكمهِ الفلسفية وادب السخرية فضلا عن تقديمهِ صور جميلة عن الحياة و الكون و الموت كلها بحاجه الى دراسة تفصيلية ... وشمل التحقيق دراسة عن تاريخ القرن الخامس الهجري وحياة ابو العلاء المعري واغرضه الشعرية و افكاره الفلسفية .
ويذكر ان البروفيسور جواد مطر الموسوي ، يتولى في الوقت الحاضر رئاسة الدائرة الثقافيه العراقية في هولندا ، ونتوقع منه البحث عن مخطوطات اخرى لم يصلها التحقيق في المكتبات الهولنديه ولا سيما مكتبة لايدن .. والدكتور ماجد مرهج السلطاني ، تدريسي في كلية الاداب قسم الدراسات الشرقية جامعة واسط ، وهما يعملان الان على تأليف كتاب يتناول تاريخ الأدب الفارسي .
الدائرة الثقافية العراقية لاهاي / هولندا
أقرأ ايضاً
- وفد أكاديميي وخريجي كلية الفقه في النجف يحطون رحالهم في المركز الحسيني للدراسات في كربلاء
- الحوانيت المدرسية أحد أهدافها.. حملة جديدة للصحة المدرسية
- الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات