حجم النص
بقلم لؤي العبيدي
السيناريو الذى انتهت به المباراة النهائيه لكاس اسيا للشباب اثارت الكثر من التساؤلات التى تتطلب الوقوف عندها ومناقشتها ليس من قبل القيادات الرياضيه فحسب بل كل من تهمه احوال كرة القدم العراقيه للعمل معا من اجل ايجاد الحلول المناسبه والسريعه لها . رغم انه لا يختلف اثنان على الجهود الكبيره التى بذلت من اللاعبين وكادرهم التدريبي طوال الفتره الماضيه بدئا من الاعداد الفقير للفريق مرورا بالتصاعد التدريجى لمستوى الفريق من مباراة الى مباراة حتى حصد الفريق الدرجه الكامله من الاعجاب والتقدير والاحترام من الجميع رياضيين كانوا ام متابعين وجماهير كرويه مثمنين جهود هذه المجموعه الشابه من اللاعبين الموهوبين الذين اعادوا للاذهان من خلال الروح القتاليه والاندفاع والالتزام التكتيكى الذي اظهروه داخل المستطيل الاخضر صورا جميله وذكريات عزيزه على قلوب العراقيين لفرقنا الوطنيه فترة الابداع الذهبى من جيلي السبعينات والثمانينات.
لكن التساؤلات كثيره حول ما جرى فى الربع الاخير من هذه المباراة حتى ادت الى هذه الخساره المريره وهنا اقول مريره لان الفريق العراقى كان الافضل فى المباراة النهائيه وفى البطوله عموما وهذا ليس انحيازا لعراقيتى بل واقع شاهده كل من تابع مباريات البطوله حيث الاستقرار فى المستوى الفنى والاداء الرجولى والرغبه فى الفوز كانت كلها سمات تميز هذا الفريق الشاب وتجعله مؤهلا للذهاب بعيدا فى هذه البطوله مما جعلنا واثقين من قدرة هذا الفريق على خطف كاس البطوله التى غابت عن خزانة الاتحاد العراقى لاكثر من 12 سنه وكما اسلفت فان التساؤلات كثير الا انى ساثير هنا نقطتين فقط واترك الفرصه لزملاء المهنه والمهتمين بالشأن الكروي العراقى فى ان يكتبوا عن ما يجول فى عقولهم وقلوبهم حول هذه المباراة ونتيجتها.
النقطه الاولى التى اود الحديث عنها هى ان المدرب حكيم شاكر ومع كل الاحترام لقدراته التدريبيه والجهود التى بذلها لاعداد هذا الفريق يقول لوسائل الاعلام ان هدف التعادل الذى احرزه الفريق الكورى فى الوقت بدل الضائع احرجنا كثيرا واربك حساباتنا فأذا كان مدرب الفريق يقول هذا الكلام فلا عتب على اللاعبين الشباب محدودي الخبره وكما شاهدنا خلال دقائق الشوط الثانى فان الادارة المتردده للمدرب والقراءة الخاطئه للربع الاخير منها هى التى كانت السبب فى خسارة هذا اللقب الذى كان اقرب مايكون لفريقنا والسبب ببساطه ان المدرب هو قائد واول ما يحتاجه القائد هو القدره على التحكم فى انفعالاته واعصابه حتى يستطيع السيطره على حالة الشد والارتباك لدى لاعبيهداخل الميدان فى حين أظهر المدرب حكيم شاكر فى الدقائق الاخيره من عمر تلك المباراة بأنه يحتاج الى الكثير من الاحتكاك والتطوير على مستوى التأهيل النفسى للفريقوعلى مستوى الاداره الفنيه لدقائق المباراة حتى يواكب التطورات التى تطرأ على علم التدريب كل يوم والذى يشكل علم النفس الرياضى واحد من مستلزماتهوالتى يجب على المدرب ان يكون ملما بها حتى يتمكن من قيادة لاعبيه فى الاوقات الحرجه وامتصاص الشد العصبى ومؤثراته عليهم قبل واثناء المباريات وخصوصا الحاسمه لذلك اشرت اللحظات الاخيره للمباراة النهائيه مدى فقر وارتباك الكادر التدريبى فى احداث حالة التوازن وامتصاص حالة الشد العصبى الذى اصاب اللاعبين حتى ان احد اللاعبين انفجر بالبكاء مع اول ضربة جزاء ضائعه لفريقنا وهذا ان دل على شئ قأنه يدل على حالة اليأس والاحباط الذى اصاب اللاعبين بعد هدف التعادل مما جعلهم يفقدون زمام المبارده وبالتالى وصلوا الى ما وصلوا اليه .
النقطه الثانيه التى اثارتنى للكتابه هى خروج رئيس الاتحاد بتصريح صحفى مفاده ان هذا الفريق هو نتاج لتخطيط الاتحاد العراقى المركزى لكرة القدم خلال السنوات الماضيه وهذا الكلام مردود على صاحبه حيث يعلم الجميع ان هذا الفريق وقبل اكثر من شهر ظهر مدربه على وسائل الاعلام مطالبا بتوفير ملعب خاص للتدريب مما حدى بوزارة الشباب للتدخل فى توفير ملعب للتدريب وقبلها اشتكى من عدم تعاون الانديه فى السماح للاعبيها بالحضور الى تمارين المنتخب فى مرحلة الاعداد والاهم هو مطالبته بتوفير اعداد افضل ودعم اكبر ومباريات تجريبيه على مستوى عالى واعتقد هذا يكفى لان يكون دليل على عدم وجود اى تخطيط مسبق او دعم استثنائى لا لهذا الفريق ولا لغيره من منتخباتنا الوطنيه فالكل يعلم بغياب التخطيط العلمى للاتحاد وهو واضح من خلال حالة الشد والجذب فى حسم القضايا الكرويه الهامه والانقسامات داخل الاتحاد والتصريحات المتناقضه بين اعضاءه والاهم هو التذبذب بالاداء لمعظم فرقنا الكرويه نتيجة الاعداد غير المقنع لها حتى كانت النتيجه فىابتعاد الكره العراقيه عن منصات التتويج لفترات طويله وليس اخيرا التراجع على مستوى التصنيف الشهرى للفيفا.
انا لست مع اتحاد الكره ولا ضده ولاتربطنى بالمدرب حكيم شاكر اى معرفه مسبقه لكنى وبقوه مع تشخيص الاخطاء وتصحيح الانحرافات والعمل يدا بيد مع كل من يهمه وضع كرة القدم والرياضه عموما وايجاد الحلول التى من شئنها رفع مستوى الرياضه العراقيه واعادتها الى سكة الانتصارات من خلال تطوير كفاءة المدربين العراقيين ومحاولة الزج بهم فى دورات تدريبيه على مستوى متقدم حتى يطلعوا على اخر مستجدات علم التدريب وكذلك الاهتمام بالفئات العمريه والتركيز عليها لاكتشاف المواهب وتوفير الرعايه والاهتمام اللازمين للاخذ بيدها حتى تاخذ دورها الريادى فى تطور كرة القدم العراقيه والاهم هو الانفتاح على المدارس الكرويه المتقدمه فى العالم والخروج من الدائره الاقليميه الضيقه التى كانت واحد من اسباب التراجع فى المستوى الفنىواخيرا وليس اخرا نبذ الخلافات الشخصيه والمصالح الفئويه الضيقه والاستماع الى كل رأى بناء وشريف يهدف الى الارتقاء بالرياضه العراقيه وينشد السير بها نحو أفاق التطور والازدهار.