حجم النص
تقرير/صفاء السعدي
منذٌ زمن طويل لم تشهد العتبة الحسينية المقدسة اعمال توسعة وتغيير كبيرة كالتي انجزت في هذه الفترة، اذ يعود تاريخ اخر عمل انجز فيها الى ما يقارب السبعة قرون وبزمن "اويس ابن الحسن الجلائري" والتي لازالت شاخصة حتى هذا اليوم بسورها القديم واواوينه الكبيرة.
فقد شرعت العتبة الحسينية المقدسة بمشروع توسعة الحائر الحسيني المقدس وذلك ببناء مشروع يحيط بالبناء القديم ولاول مرة في تاريخها وذلك لايجاد المساحات اللازمة لأداء مراسيم الزيارة والصلاة والعبادة، وبمساحة إجمالية بلغت(6000)م2 للطابق وليكن مجموع ما يعادلها من الطوابق الأربعة يصلُ إلى(24000)م2،وقد خُصصت اغلبها لتكون قاعات ومساجد خاصة للزائرين تقلل من الزخم الحاصل في الحرم المقدس والذي أصبح اليوم متكاملاً لاسيما بعد إتمام عملية التسقيف وانجاز أعمال أكساء الأرضية بالمرمر الفاخر، عبر جهود هندسية وعمالية عراقية خالصة باشراف العتبة الحسينية المقدسة وبتمويل عراقي ،ولتتشرف ادارة العتبة ومنتسبوها بهذا الصرح الكبير والذي يعد صغير جدا امام حجم الوفاء الذي يستحقه الحسين عليه السلام وزواره الكرام.
الى ذلك افتتحت الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة اعمال المرحلة الاولى من مشروع توسعة الحائر المقدس الواقعة بين باب الزينبية وباب السدرة وبمساحة بنائية مقدارها (5000)م2 و بواقع اربعة طوابق، اذ خصص(السرداب)تحت الارض للزائرين الكرام،والطابق الارضي خصص للكشوانيات والامانات والتفتيش، فيما خصص الاول منه كمكاتب لادارة العتبة والقسم الاخرللزائرين، وليخصص الثاني للزائرين لاداء الزيارة والصلاة والدعاء.
وليشهد حفل الافتتاح حضوراً رسمي جماهيري واسع تمثل بالسيد صالح الحيدري رئيس ديوان الوقف الشيعي والسيد محمد الموسوي رئيس مجلس محافظة كربلاء وعدد من اعضاء الحكومة المحلية فيها و بتمثيل واسع من جامعة بغداد من خلال رئيسها والكوادر الاستشارة الهندسية فيها وعدد من شيوخ العشائر ورجال الدين.
وفي كلمة للامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة القاها سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي قال فيها"ان النظر الى المراقد المقدسة يجب ان يكون بنظرتين اساسيتين الاولى تكون بالحفاظ على الجانب المعماري الاسلامي الذي يمثل قيمة تراثية كبيرة ،وفي نفس الوقت هناك وظائف مقدسة تؤدى في هذه المراقد واداء هذه الوظائف يجب ان يتم على افضل وجه بحيث يحقق هدف الملايين من الزائرين الذين يفدون الى المدينة المقدسة وهو امر مهم جداً لذلك لابد ان تتظافر الجهود من اجل الوصول الى الحالة التي تعمر المراقد وبجوانبها المتعددة والكثيرة وان بقاء رسالات الانبياء مرهوناً بدوام تعمير القبور والمراقد المقدسة". واظاف " ان هدفنا الاساسي هو تعمير وبناء النفوس والعقول والقلوب والارواح وهو ما يتطلب نوعاً من المنهجية مع هذه المراقد المقدسة".
وتابع الكربلائي"ان جميع هذه الاعمال تمت بفضل من الله تعالى وببركة سيد الشهداء( عليه السلام) وقداسة انفاس ابي الفضل العباس(عليه السلام) وبرعاية ومباركة للمراجع العظام في النجف الاشرف وبرعاية ابوية من قبل رئيس ديوان الوقف الشيعي السيد صالح الحيدري وبرعاية الحكومة المركزية والعديد من الوزارات والدوائر بالاضافة لذلك جهد الشركة المميز والدور الكبير للقسم الهندسي في العتبة المقدسة والدورالمميز لجامعة بغداد".
واكد الكربلائي " ان هذا المشروع بتصميمه وبنائه واعماله وجميع الخدمات المقدمة فيه نفذت من قبل شركة عراقية ومهندسين وعاملين عراقيين 100% ،وان العراق بما فيه من عقول جبارة وكفاءات يستطيع ان يقدّم وبفترة زمنية قصيرة افضل المشاريع والخدمات لو وُفرت له الاجواء المناسبة وليصلوا خلالها الى مصاف الدول المتقدمة والمتطورة ".مبيناً "ان هذا المشروع لا يقل شأنا ً في الخدمات والانجاز المعماري عن المشاريع المنجزة في مشهد ومكة المكرمة من حيث الخدمات والمواصفات وسرعة التنفيذ".
كما وجه الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة خطابه الى وزارة البلديات ومديرية التخطيط العمراني والمؤسسات الاخرى المعنية بالتصميم النهائي لمدينة كربلاء والخاص بالتوسعة الكبيرة فيها ،قائلا"ان كل زائر يطمح بالتوسعة العمرانية الكبيرة التي من شأنها ان تستوعب الملايين من الزائرين والذين تزداد اعدادهم في كل عام واننا ننتظر منذ سنوات عدة انهاء التصميم الخاص بالتوسعة الكبيرة، اذ ان الجهود الفنية والهندسية تبذل ولكننا بحاجة الى قرار لاسيما واننا اعلنا عن استعدادنا لتنفيذه منذ ست سنوات ونحن بانتظار الموافقة عليه كونها رفضت مرتين ولنبدأ العمل بهذا المشروع الكبير وهو امر لم يعد حلم وهو شيء سهل ويسير لمن يمتلك الحب والخدمة والاخلاص في العمل وهي مسؤولية نأمل من الجميع ان ينهضوا بها كون المراقد المقدسة مقصد لملايين الزائرين وهم يستحقون العناية والاحترام منا.
من جانبه ثمن رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة السيد صالح الحيدري " الجهود المبذولة من قبل الشيخ عبد المهدي الكربلائي وجهود اللجنة العليا اللجنة الهندسية وهي تحمل من الخبرة العالية وقد زارت الموقع عدة مرات برئاسة السيد الدكتور موسى الموسوي والسادة المهندسين الخبراء الذين كانوا معه اضافة الى مهندسي العتبة والشركة والوقف الشيعي ". وقال سماحته " ان ديوان الوقف الشيعي يقف مسانداً ومؤازراً للامانة العامة للعتبة الحسينية ما استطاع الى ذلك سبيلا وسوف يستمر لان العتبة الحسينية مستمرة بالتوسعة، وان صحن العقيلة زينب ماهو الا دليل عملي وفعلي في المضي من اجل استيعاب الاعداد الكبيرة للزائرين ".
موضحاً" ان هذا البناء والنسيج المعماري مهيأ للزائرين لأداء الصلاة بأفضل وجه ومهيأ لزائري الحسين(عليه السلام) لقراءة القرآن والدعاء ومهيأ لكل خير،وانكم ستجدون اللمسات العالية بهذا البناء المعماري".
الى ذلك اعتبر نائب رئيس مجلس محافظة كربلاء نصيف جاسم الخطابي " ان افتتاح التوسعة بهذا الشكل ولاول مرة هو تاريخي،وهو بعدة طوابق مع انجاز دقيق وجمالية في الفن العمراني ومع توفير كافة الخدمات وان هذا الانجاز ليس انجازاً مادياً وانما هو انجازاً معنوياً كبيراً سيضع الامل والحافر في نفوس كل المعنيين باعمار الوطن وهذه المدينة ولعله انجاز بهذه الكيفية الدقيقة وبهكذا فترة زمنية وبايادي وخبرات موجودة وبرقابة من الامانة العامة للعتبة المقدسة وللوقف الشيعي وللخبرات العراقية وهذه كلها تدل على اننا قادرون على العمل والبناء بشكل عال اذا توحدت وخلصت النيات بشكل جيد وكان هناك اخلاص للمصلحة العليا وكان هناك ترابطاً حقيقياً ما بين النفس والرب واهل بيت النبوة ".
الخطابي اضاف " ان المشروع ضخم ومهم جداً و تتم بهذه الكفاءة وبهذا العمران وبهذه المساحة، سيصب اقتصادياً ومعنوياً وخدمياً وثقافياً وتاريخياً وكل ما تريد ان تقول في هذا المنجز فهو قليل فهذا منجز كبير وسيكون شاخصاً مع منجزات اخرى تقوم به الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة ".
يذكر ان مشروع توسعة الحائر الشريف عبارة عن مشروع يهدف الى توفير المساحات الواسعة للزائرين تم انجاز المرحلة الاولى من الجهة الغربية وهي تمثل حوالي 25% من المشروع مساحة المشروع المنجزة حالياً حوالي 5000متر مربع بينما مساحة المشروع حوالي من 22000-25000 متر مربع مشروع توسعة الحائر عبارة عن اربعة طوابق.
وان المراحل المتبقية من مشروع توسعة الحائر وصلت نسب الانجاز فيها بين الـ 60-80% ".
روعيت في تصميم المشروع الريازة والاقواس والنقوش الاسلامية التي تشبه ما موجود داخل الحرم والصحن الشريف ليكون جزءا مكملا للبناء القديم وقد تم استخدام الكاشي الكربلائي المذهب بنسبة 30% و50% بالاضافةالى الكاشي المعرفة بالواجهات.
وتم تزويد المشروع و لاول مرة بسلالم كهربائية ومصاعد كهربائية ومن افضل المناشيء العالمية.
جهز المشروع باحدث اجهزة التبريد العالمية مع نصب شاشات في كل طابق لغرض الارشاد والاعلان ، اضافة الى ذلك زود المشروع باجهزة كاميرات مراقبة لكافة الطوابق والقاعات
كل الاعمال الخاصة بالمشروع بناء كهرباء ميكانيك تبريد خدمات اخرى تمت بايدي عراقية هندسية وعاملة خالصة 100%.
أقرأ ايضاً
- الحكومة العراقية تعدّل قراراً خاصاً بالتبرع من رواتب موظفيها الى لبنان وغزة
- مجلس محافظة كربلاء: عملية التعداد نجحت والباحثين وصلوا لأكثر من (404) ألف موقع
- مجلس الوزراء يعقد جلسته الاعتيادية برئاسة السوداني