- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
خريجو الكليات التقنية في العراق بين ظلم ابو بطانية وابو خبزة
حجم النص
بقلم الدكتور - ميثم مرتضى الكناني
في سنوات العطب والجنون ايام قادسية المهزوم صدام كان كل شئ خارج نطاق العقل والقانون ومن القصص التي اتذكرها لاحد الجنود الذي استهلكته الحرب ولم توفر له فرصة رعاية عائلته وتدبير امورها ما اضطره للهروب من الخدمة العسكرية لرعاية اسرته وبعد فترة تم القاء القبض عليه وتم جلبه للمحكمة العسكرية وهنا كانت المفاجاة :حيث كان القاضي (الخافر) نائم وتم تقديم صاحبنا بصفته مذنبا الى غرفة نوم القاضي الهمام فما كان من الاخير الا ان رفع راسه من البطانية واستفسر عن مدة هروب المذنب ثم بادره بالحكم (سنتين سجن) وعادلاكمال نومه بضمير مرتاح جدا, طبعا لست بصدد الحديث عن ماوصل اليه وضع العدالة في فترة الدكتاتورية ولكني استهليت مقالتي هذه بهذه القصة الحقيقية لان المئات بل الالاف من طلبتنا اليوم يقاسون حكما واجراءات اعتباطية سلقت على عجل من دون دراسة او ترو من قبل انصاف المتعلمين من اللذين فرضهم النظام البائد على الاسرة الاكاديمية واللذين افسدوا الاجواء العلمية بقرارات وسلوكيات مازلنا ندفع ثمنها غاليا حتى هذا اليوم اولئك النفر اللذين قرروا قرارت بنفس طريقة انتاج الاحكام لصاحبنا القاضي (ابو بطانية) واستبشرنا خيرا بالتغيير وسقوط الدكتاتورية لانصاف خريجي الكليات التقنية ورفع الغبن عنهم الا ان الحال لم يتغير وظلت المعاناة هي هي , ان افتتاح كلية علمية وربطها بهيئة (هيئة التعليم التقني ) فضلا عن عدم التنسيق مع الجامعات العراقية فيما يخص المقاصة او معادلة المناهج مع كليات تعمل بنفس الحقل مثل الطب البيطري , العلوم , التربية الاقسام (العلمية ) ادى بالنتيجة الى معاناة الطلبة الاوائل في الكليات التقنية وخصوصا اقسام التخدير والاشعة في الحصول على فرصة دراسة الماجستيروالدكتوراه في ظل رفض الجامعات وكلياتها المذكورة الاعتراف او معادلة المناهج مع مناهج الكليات الطبية التقنية (خصوصا التخدير والاشعة) لتسهيل مهمة حصولهم على فرصة الدراسات العليا في الجامعات العراقية , هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فان فتح الدراسات العليا بالنسبة للكليات التقنية الطبية يخضع هو الاخر للمزاجية وال(كيول ) على راي اخوننا الموصليين فاقسام صناعة الاسنان والمختبرات مثلا تسمح بالدراسات العليا لطلبة التقنية الطبية فيما ترفض اقسام التخدير او الاشعة بحجة غريبة وهي (ان الاساتذة وهم اطباء يخافون من ان يقوم هؤلاء (أي طلبة التقنية ) بعد تخرجهم بادعاء انهم اطباء اختصاص وينافسون اطباء هذه الفروع في (خبزتهم) ؟؟ اليس من المخجل يامعالي وزير التعليم العالي ونحن نخرج عشرات الدورات من هذه الكلية المنكوبة مازلنا نفتقر الى القرار الصائب فيما يخص توصيف خريجيها توصيفا منصفا ومنح طلبتها المجتهدين الفرصة في التحصيل العلمي بعيدا عن مزاجيات (ابو خبزة )
انني لم اجد وصفا يمكن ان يوجز او يلخص قرارا خاطئا بمستوى تاسيس كلية التقنيات الطبية في بلد لم يعتمد حتى الان في وزارتي التعليم العالي والصحة توصيفا وظيفيا يعطي لكل ذي حق حقه ولو حاولت ان اضغط العبارات ووصف لب الموضوع وفق تكنلوجيا النانو ادراكا منا بان معاليات ( جمع معالي) الوزراء المتعاقبين على سدة القرار في وزارة التعليم العالي لايملكون الوقت الكافي للاسهاب والاطناب وخير الكلام ما قل ودل حتى لو كان هذا الكلام يعني ضياعا لمستقبل مئات الطلبة المثابرين وتحطيما لطموحهم واستخفافا بتطلعاتهم ولو اردنا ان نوجز المشكلة باقل القليل من الوصف يامعالي الوزير وانا هنا لا اريد ان احمل معاليك مسؤلية خطا قاتل ارتكبته السلطة الدكتاتورية الفاسدة والتي كانت تتخذ القرارات على طريقة القاضي ابو بطانية ولكني اقول ان موضوع معاناة طلبة الكليات التقنية لايمكن معالجته الا باتخاذ قرار جرئ بفصل ارتباط هذه الكلية عن هيئة التعليم التقني وربطها بالجسم الجامعي واعتبارها احدى الكليات العلمية في الجامعة ومعادلة مناهجها مع مناهج الكليات الاخرى في العلوم او الاقسام العلمية في كلية التربية واعتماد التوصيف الوظيفي العادل للخريجين ومنح الاوائل فرصة الحصول على الدراسات العليا بعيدا عن مزاجيات (ابو الخبزة ) او ظلم (ابوالبطانية)
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي