حجم النص
قلم : سامي جواد كاظم
الترسانة الحربية الامريكية تعد الاقوى في العالم لما فيها من تنكلوجيا متطورة تؤدي الى خسائر فادحة وهذا هو السوط الاقوى والراجح في التاثير على طبيعة السياسة الخارجية الامريكية اتجاه دول العالم ، هذا السلاح وهذه الترسانة يمكن احتوائها وبسهولة مجرد انها بحاجة الى ضبط النفس وقوة الارادة هذا السلاح هو الاقتصاد .
لقد ابدعت واثرت امريكا في استخدام هذا السلاح باتجاه الدول التي خالفتها في السياسة وفي الوقت نفسه لدى العرب نفس السلاح وبتاثير اكبر من التاثير الامريكي الا وهو المقاطعة الاقتصادية بضمنها ايقاف ضخ النفط الى كل الدول المعادية للعرب والمسلمين وحتى قطع العلاقات الدبلوماسية واما حكام الخليج فانهم بمجرد سحب ارصدتهم من بعض البنوك الامريكية فانها تؤدي الى انهيار الاقتصاد الامريكي مع اعلان افلاس هذه البنوك والشركات التابعة لها ولكن هل يستطيع حكام الخليج اتخاذ هكذا قرار جريء ؟
في حرب اكتوبر استخدم العرب سلاح النفط وقد اثر تاثيرا بالغا بالدول المتعاونة مع اسرائيل وكذلك كانت منظمة المقاطعة العربية لاسرائيل ومن يتعامل مع اسرائيل من دول وشركات قد احدثت تاثيرها على الاقتصاد الاسرائيلي ولولا المؤامرات بعد حرب اكتوبر لبقيت اسرائيل تعاني في اقتصادها من هذه المقاطعة لكن تخاذل بعض الحكام العرب ودسائسهم في تعاملهم مع اسرائيل ابتداء من ملك المغرب السابق مرورا بمصر والسعودية والاردن وقطر فباتت اسرائيل وامريكا في مامن من سلاح الاقتصاد بل انها اصبحت الادوات التي تساعد امريكا في استخدامها هذا السلاح بحق العرب والمسلمين .
طوال فترة الحصار على العراق سعت السعودية لسد النقص الحاصل في الطلب على النفط في العالم وقد استفادت كثيرا من ذلك لاسيما في الاونة الاخيرة التي ارتفع فيها سعر برميل النفط ارتفاعا جنونيا وحتى في الانهيار الاقتصادي سعت السعودية لانقاذ الاقتصاد الامريكي ففي الوقت الذي يكون سلاحنا الاقتصاد وقد احسنا في استخدامه في حرب اكتوبر وفي اللحظة التي اعلنت فيها اسرائيل ان عاصمتها ستكون القدس وقع العراق والسعودية في زمن الطاغية على بيان مشترك بقطع الصادرات النفطية عن الدول التي تنقل سفاراتها الى القدس وبالتالي فشلت الخطوة الاسرائيلية .
اليوم يمر العرب والمسلمون باشد المحن السياسية والتي اثرت على شعوب المنطقة برمتها نتيجة السياسة العرجاء والعوراء لامريكا وتوابعها في المنطقة ونتيجة المحن هو الاستخدام الامريكي لسلاحنا الاقتصادي علينا ولازالنا لا نستطيع ان نجابههم فتطور الاسلحة التي لدى امريكا لا يمكن مواجهتها لماذا لا نواجههم بالاقتصاد ؟
السبب الوحيد لعدم المواجهة هي عمالة الحاكم الذي يعجز عن المواجهة ولا تفسير ثان لذلك فالترف والنعيم والمنصب يجعلهم لا يبالون بما يؤول اليه حال شعوبهم ، في بداية حكم البعث بالرغم من انها كانت مؤامرة الا ان سياسة التقشف التي اعتمدت عند تاميم النفط جاءت بثمارها ولكن طالما ان البعث سياسته الغدر فانه سرعان ما تامر طاغية العراق لما اغتصب السلطة مع من امم النفط بسببهم على الشعب العراقي وجعلهم يتصرفون كيفما شاءوا بنفط العراق مع سيطرته وسيطرة عائلته على كل موارد النفط
بعد العراق تستخدم امريكا الحصار على ايران وعلى سوريا وقبلها كوريا الشمالية وقبلها كوبا
أقرأ ايضاً
- تحية تقدير الى طلاب امريكا
- الحكومة والامريكان وإدارة ملف الأموال العراقية
- حسابات امريكا بين الغباء والاجرام