حجم النص
بقلم :حسن الطويل
هو احد تطبيقات مشروع التقسيم الذي دعت اليه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ( القينه القبيحة ) فلا يستغرب القارئ من مرارته ومن حسابات هذه النظرية المتعددة الابعاد والتي استخلصتها الدوائر المنبثقة من البرنامج المتشابك الذي وضعته المؤسسة الاسراكيلية المهيمنة على مقدرات الشعوب المستضعفة والعربية بوجه الخصوص 00وحتما هناك أدوات التنفيذ لهذا المشروع والمتمثلة بأقزامهم من ملوك ومشايخ الخليج العربي المنتفخة جيوبهم بالاموال والدائمين الاستعداد لسداد فاتورة الاستحقاقات العسكرية والعلميات المرتبطة بتحركاتها في عموم المنطقة وكان من اهم نتائجها إسقاط الأنظمة العربية المدافعة عن القومية العربية والتي اخذتها هوية لنظام الحكم بعاصفة من التغيرات في ما يسمى ب ( الربيع العربي )
في الوقت ذات اذا رفض هؤلاء الأقزام الدفع فسوف يدفعون ثمن ذلك عروشهم الخاوية 00هنا لابد من الإشارة الى ان النظام السوري قد لا يروق للشعب ولكن ربما هو أفضل الأنظمة السيئة في المنطقة (( حسب خذ بعضه خير من لاشيء )) من حيث الرؤيا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والموقع الجغرافي لهذا البلد العربي والذي تسعى بلدان المنظومة الاستعمارية العودة لهيمنتها مجددا والوصول اليه وبكل الطرق والوسائل المتاحة لها واحدى هذه الوسائل ما يجري على الارض من انشقاقات وانهيار لبنية المجتمع السوري وعلى كل الاتجاهات 00 وان لكل حالة ثمن وربما ثمن تلك باهض جدا 00
ان اللاعب الأوفر حظا هو المستعمر الجديد الامريكي فأنه يختلف عن الآخرين من حيث السياسات التي ينتهجها في التعامل واعتماد اهتمامات أخرى ومشاريع ستراتيجية في المنطقة إضافة الى عدم المساس بالبنت المدللة (( إسرائيل ) ومصالحه الجديدة في بلاد وادي الرافدين الزاخرة بالخيرات والثروات والقرب من مصادر الطاقة في المنطقة 00 فيما يلاحظ ان وسائل الاعلام في هذه المرحلة اخذت بتوجهاتها بث برامج موجه الى الشعب الايراني بغية اسقاط النظام وكان من تلك في بداية الانتخابات الايرانية اظهار روح التمرد لدى المواطن في ايران واعلان (( الثورة المخملية )) وتعتبر ايران التهديد المستمر والخطر على مصالحها وعليها ان تستخدم الوسائل والسبل للحيلولة من تطور وتقدم المنطقة وامتلاكها التقنيات الحديثة وان تبقى حكرا لها وللدول الدائمة العضوية في الامم المتحدة 0
فلو نستعرض ما جرى في الوطن العربي وفق اخر الإحصائيات الاقتصادية التي قدمتها مراكز البحوث والدراسات والمنظمات العالمية ذات الاختصاص فسوف نجد ان الأزمة المالية العالمية التي طالت الدول الكبرى وأفقدتها رشدها بالوصول الى بر الأمان وإنعاش اقتصادياتها وإيقاف التدهور المالي الذي أودى بإعلان اكبر مصارفها الإفلاس وهو بحد ذاته إسقاط لأنظمة الحكم في بلدانهم التي جاءت عن طريق الديمقراطية 00 وإحداث الربيع العربي في المنطقة كانت أولى وسائل الإنقاذ لها من مأزق الأزمة المالية العالمية 00ويضاف اليه أموال دول الخليج العربي الموضوعة أصلا تحت تصرف الإدارات المهيمنة على الاقتصاد العالمي 00 حقا ان المنفذين للمشروع بقيادة قطر والسعودية وتركيا وبمباركة من لدن العدو الجاثم على صدر قلب العرب النابض فلسطين 00 اعتقد انهم تمكنوا من اجتياز المحنة بشكل سلس من خلال مبيعات الأسلحة المكدسة في مخازنها وإشعال فتيل التناحر وايقاض الطائفية والعرقية في شعوب بلدان دول المنطقة ناهيك عن جرائم غسيل الأموال من قبل شركاتها والمصارف الغير حكومية وضعاف النفوس اللهثين لجمع الفتات مما يتساقط مكن الودائع والمال العام 00قد اضعف قيمة العملة مقابل عملات التداول العالمي في اسواق المال وأصبح عباء ثقيل على كاهل على الحكومات العربية التي عصفت بها رياح الربيع العربي المزعوم 00 كما ان ذلك حقق لصندوق النقد العالمي طفرة نوعية لإنعاش مردودا ته من عوائد وجني الإرباح الباهظة ومنح حق وضع الشروط التي تؤمن له تلك ألارباح كما سيحق له رسم السياسة المالية والنقدية للبلد كما في عراق ما بعد الاحتلال وهي بالتالي تعود بالنفع على المؤسسين لهذا الصندوق 00 وإخراجهم من الضائقة المالية التي اجتاحتهم
كانت هذه مقدمة توضيحية لكيفية توزيع ادوار اللعبة فكان لقطر المرتبة الاولى من خلال لبسها جلد الحمل في تنقلات حقائبها الدبلوماسية بين البلدان تارة محذرة من خطورة ما سيلحق بها من تدمير للبنية التحتية وتارة تعلن انها لم تكن يوما رسول من لدن أسيادها وانما حرصها من موقع الانتماء العربي والاسلامي وسبق لها ان لعبت نفس الدور في العراق وهو خير دليل على وساطتها المكوكية ومشورتها الى النظام المباد الذي كان يستخدم العصا مع شعبه وعندما سقط النظام انتقلت لدور المهرج في سيرك السياسة العالمية كونها اصغر قزم يمكنه التغلغل من اصغر المنافذ 00وتقلب المعادلة فقد وضع أميرها مبالغ طائلة تحت تصرف بعض المندسين في العملية السياسية ذو المناصب العالية للنيل من التجربة الديمقراطية العراقية الجديدة وإجهاضها بضرب قوائم الحصان العراقي كي يكبوا ليعيد الكرة باللعبة الجديدة وكان طارق الهاشمي احد ابرز رموز التساقط والذي من خلال منصبه وانتمائه الطائفي في تجنيد ابناء البلد الواحد للتناحر بينهم ووضع العصا في دواليب عجلة التطور في البلد وإبقائه رهن البند السابع المكبل للرؤيا العراقية الجديدة 00 وسعى هذا (( الحمير )) حمد بن جاسم الى لممت لعبته السيئة الصيت وأسرع بدعوة بيدقه المتهالك وفعلا ومن خلال تحركاته الدبلوماسية تم استقبال الهاشمي في قطر بحفاوة بالغة ليعيد عليه ان يلعب الدور مجددا وبشكل مختلف وأدوات اكثر دقة وحنكه 00ولكن ابناء الرافدين تصدوا بروح المواطن الواحد وبكل أطيافه لإفشال هذا المشروع واعادة الطائفية الى مقبرتها وكان بفضل الخيرين من قادة البلاد وبشكل جمعي 00
ولابد من الإشارة ان عناصر القاعدة الذين جندوهم ملوك ومشايخ دول الخليج وإذنابهم في البلدان العربية الاخرى عاثوا فسادا بالبلاد والعباد 0 0 جفت منابعهم بشكل ملف للنظر وهذا دليل اخر على تخبط المشروع القطرايئلي في العراق 00 ان شعب العراق بكل مكوناته وأطيافه رصوا صفوفهم وأصبحوا جدار صلد يصعب اختراقه وتراهم رجل واحد لدحر الإرهاب وكل مقوماته وستشهد الايام القادمة الصورة الواضحة الملامح والجميلة لتلاحم العراقيين ووحدة صفهم في المحنة ومنع المخططين وصناع الدسائس من الوصول مرة اخرى وممارسة عبثهم في عراق موحد جديد 00اما السعودية فكانت هي المسؤول عن دفع رواتب ومستحقات المنخرطين في العلميات الارهابية في عموم المشروع وقد بلغت الاموال التي صرفتها السعودية والممؤلين فيها الى المجاميع الارهاربية في العراق اكثر من (252) مليار دولار وربما اكثر في السنوات العشرة الماضية 00والان بات واضحا من خلال دفع رواتب الجيش الحر في سوريا وبامكانها ان تصرف اكثر من ذلك من اموال الشعب العربي السعودي صاحب الحق فيما ينفق ارضاؤءا لاسيادهم 00
والان وبعد ان اندحر المشروع القطرائلي في عراق الوحدة الوطنية يحاول ان يبث سمومه مجددا في الجارة سوريا وإشعال فتيل الطائفية فيها من خلال تجهيز المعارضة بالأسلحة والمعدات وستحصال الموافقة من تركيا لدعم المشروع وايواء المنفذين 00 اما تركيا التي كان لها اواصر وعلاقات متينة مع جارتها سوريا تخلت وبشكل يثير الريبة لدى المتتبع لما بيتهما من معاهدات ومواثيق تضمن لكلهما عدم التجاوز على الاخر لكنها لعبة المال الذي قبضته تركيا لانعاش اقتصادها المنهار وعدم موافقة الاتحاد الاوربي انضمامها للاتحاد مجددا 00 وعندما تدقق بأمعان تعرف ان اللعبة هي إسقاط نظام الأسد ليتم للكيان الصهيوني دوام البقاء دون تهديد عربي من سوريا التي يعتبرها شارون هي مصدر القلق المستمر لشعبه والممؤل الاول لخطوط الامتداد لحزب الله 00
ولو استعرضنا تاريخ هذا ((الحمير )) لوجدنا انه مصنوع من خيانة ودسيسة فقد ارتقى عرش والده بمؤامرة دنيئة ونعتقد ان من يرتقي بهذا الشكل 00 يصبح لقمة سائغة وهدف سهل لدول الهيمنة من الوصول اليه 00 وليذكر هذا (( الامير )) اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر 00 وهو على حافة الهاوية وسوف ينتفض الشعب القطري العربي الشقيق عليه يومها سيتمنى لو ؟؟