أعلنت الولايات المتحدة عن موافقتها على بيع العراق عددا من الطائرات بلا طيار، لاستعمالها في مهام حماية المنصات النفطية في الجنوب، في خطوة تهدف الى جعل العراق بديلا عن ايران في تجهيز الغرب بالطاقة ، فيما قال مستشار رئيس الوزراء علي الموسوي، إن العراق لا يعنيه ما اذا كانت هذه الخطوة تثير قلق إيران أم لا، لأن هذه "مصلحتنا"، بحسب ما ذكرته صحيفة (يو أس أي توداي) في تقرير لها أمس الاثنين.
وتولت القوات العراقية مسؤولية حماية البنية التحتية النفطية في العام 2005، لكن حتى انسحاب آخر جندي أميركي من العراق في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، كان الجيش الأميركي يقوم بالمراقبة الجوية ويقدم خدمات لوجستية أخرى.
ويبلغ قوام شرطة النفط العراقية 40 ألف عنصر للقيام بعمليات حراسة لردع أي هجمات قد تشنها جماعات مسلحة ذات صلة بالقاعدة، لكن المسؤولين شكوا مرارا من افتقارها للسلاح اللازم لتقوم بحماية هذا القطاع الحيوي.
وما زال المسلحون يستهدفون كثيرا من البنى التحتية النفطية، رغم تراجع أعمال العنف في العراق منذ ذروة الحرب عامي 2006 و2007.
وقالت الصحيفة الأميركية، إن الولايات المتحدة وافقت على بيع طائرات مراقبة بلا طيار للقوات البحرية العراقية، كجزء من جهد يهدف الى المساعدة في حماية صادرات البلد النفطية وسط تصاعد التوترات في الخليج العربي، وتعزيز الروابط بين الولايات المتحدة والعراق.
ونقلت الصحيفة عن اللفتنانت جنرال روبرت كيسلن، الذي يترأس مكتب التعاون الأمني ـ فرع العراق، ان العراقيين "يفهمون أهمية حماية منصاتهم النفطية".
وقد أكد مكتب التعاون الأمني، الذي يمارس مهامه خارج السفارة الأميركية، ويدير برامج مبيعات السلاح الأميركية في العراق، أكد صفقة المبيعات من الطائرات بلا طيار، الا انه رفض الكشف عن موديلات هذه الطائرات أو أعدادها، التي تعدّ جزءا من عقد الشراء.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الطائرات بلا طيار سوف تتيح للجيش العراقي القدرة على مراقبة متواصلة لمنصات النفط العراقية داخل المياه الإقليمية العراقية في الخليج، الذي تخرج منه أكبر نسبة من نفط العالم، وتهدّد إيران بغلقه بين الحين والآخر.
وتابعت (يو أس أي توداي)، أن الولايات المتحدة تنظر لمبيعات الطائرات بلا طيار، ومعدات عسكرية اميركية أخرى، على انها طريقة للحفاظ على روابط عميقة مع العراق بعد رحيل قواتها في كانون الاول (يناير) الماضي، إذ أن هذه المبيعات "تساعد على تسهيل تلك العلاقة الاستراتيجية"، كما يقول كيسلن.
وسبق للعراق أن أعلن عن أنه بصدد شراء معدات عسكرية أميركية بقيمة تزيد عن 15 مليار دولار، من بينها 36 طائرة حربية من طراز اف ـ 16، ودبابات من نوع ام ـ 1 وناقلات أشخاص مدرعة، مشددا على أن هذه الأسلحة هي لأغراض دفاعية.
ونقلت الصحيفة الأميركية أيضا عن علي الموسوي، مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي، قوله إن "العراق ينبغي أن تكون لديه القدرة على حماية نفسه من أي عدوان خارجي".
وأضافت الصحيفة أن العراق يشعر بالقلق بنحو خاص ازاء أمن منشآته النفطية.
وتنقل غالبية الصادرات العراقية عبر عدد من المنصات المقامة على الساحل العراقي من الخليج، ما يجعل هذه الصادرات عرضة لهجمات تنفذها بلدان أخرى او مجموعات إرهابية.
وبوصفه واحدا من أكبر البلدان المنتجة للنفط، فبامكان العراق موازنة المخاوف الغربية من تهديدات ايران بقطع صادراتها النفطية الى بعض البلدان الأوروبية التي تستورد النفط الايراني. وقال العراق انه غير قلق مما اذا كانت ايران تنظر الى التقدم العراقي في هذا المجال على انه تهديد لها.
وقال الموسوي "سواء كانت ايران قلقة ام لا، فلا مشكلة لدينا في هذا". واضاف ان "هذه مصلحتنا".
ونقلت الصحيفة الأميركية عن جيمس جيفري، السفير الاميركي لدى العراق، قوله إن "هذه واحدة من أكبر قصص الطاقة في عالم اليوم".
ونوهت الصحيفة الى أن العراق عزز من إنتاجه النفطي الى 3 ملايين برميل يوميا، بعدما كان انتاجه قبل الغزو مليونين و500 الف برميل يوميا.
ويقول مسؤولون عراقيون واميركيون إن العراق قد حقق تقدما ملحوظا في تطوير صناعة الطاقة منذ الغزو بقيادة الولايات المتحدة في العام 2003.
ونقلت الصحيفة عن نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرساني، قوله إن من المتوقع أن يصل إنتاج العراق النفطي إلى 10 ملايين برميل يوميا، في غضون ست سنوات.
وختمت (يو أس أي توداي) تقريرها بقول الشهرستاني "نود أن ينظر الى العراق بأنه مجهز احتياجات العالم من الطاقة، ويمكن الاعتماد عليه على المدى الطويل".
وفي السياق نفسه، نقلت وكالة (رويترز) أمس، عن اللواء حامد ابراهيم مدير عام شرطة النفط العراقية، قوله "بناء على خطط سياسة الطاقة، سيستخدم العراق طائرات بلا طيار بحلول نهاية العام وانه يجري تدريب مهندسين عليها".
أقرأ ايضاً
- استقرار نسبي لسعر صرف الدولار في اسواق العراق
- اطلاق (300) مليار دينار لمشاريعها.. وزير الكهرباء: تنفيذ حزمة مشاريع لتحسين الكهرباء في كربلاء خلال (6) اشهر
- بريطانيا تنشر لوائح جديدة لتشجيع السفر والاستثمار في العراق