اكد وزير الزراعة الدكتور عز الدين الدولة ان ظاهرة تجريف البساتين التي تشهدها محافظة كربلاء وبقية المحافظات أضرت بالقطاع الزراعي ولها أسبابها المتراكمة داعيا الحكومات المحلية بتطبيق القوانين بالتعاون مع القوات الأمنية بحق المتجاوزين على الأراضي الزراعية وتحويلها الى أراض سكنية من اجل إيقاف تدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية .
جاء ذلك خلال زيارته إلى كربلاء واطلاعه على المشاريع الزراعية بحضور محافظ كربلاء المهندس آمال الدين الهر ونائب رئيس مجلس المحافظة المهندس نصيف الخطابي ومدير زراعة كربلاء المهندس رزاق الطائي"
وأضاف الدولة : ان أسباب ظاهرة التجريف هو تراجع القطاع الزراعي وهجرة الأيدي العاملة إلى القطاعات الأخرى كالشرطة والجيش إضافة إلى قلة المردود الاقتصادي قياسا بسعار الأراضي السائدة في السوق كذلك قلة الأراضي المخصصة للسكن ساهمت وشجعت الفلاحين على تفتيت أراضيهم.
الدولة بين ان وزارة الزراعة خدمية إرشادية بحثية وليس لديها مشاريع إنتاجية إذ تمتلك الوزارة مئات المشاريع البحثية والإرشادية في مختلف مناطق العراق.
إضافة إلى أن الوزارة تعمل على توفير مبالغ ملية للفلاحين والمزارعين والمستثمرين من خلال قروض بدون فوائد لإنشاء البيوت البلاستيكية وتأهيل وإنشاء البساتين وتربية أبقار اللحوم والحليب وتربية الأغنام وإقامة مشاريع كبرى لإنتاج بيض المائدة ولحم الفروج وتجهيز الفلاحين بالمرشات وتقنيات الري الحديثة وغيرها من الأنشطة الزراعية.
وأوضح الدولة ان ارتفاع أسعار المواد الزراعية له عدة أسباب في مقدمتها إيقاف الاستيراد بعد مناشدات متكررة من قبل الحكومات المحلية بهدف دعم الفلاحين والمنتجين لدعم المنتج المحلي إلا أن الوزارة لم تمنع الاستيراد بشكل مطلق وإنما تم تقنين منع للخضروات حتى لايتضرر المستهلك نتيجة ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية في الاسواق المحلية بينما لم يتم منع استيراد الفواكه غير المنتجة في العراق.
مشيرا إلى ان ارتفاع الأسعار ليس سببه المنع وإنما تضافرت أسباب أخرى كأسعار صرف الدولار والوضع الإقليمي لدول الجوار وقلة المنتج خلال هذه الفترة .
وأوضح الدولة ان وزارة الزراعة بدأت بمشروع الري المحوري لزراعة الحبوب بمساحة ثلاث ملايين دونم لإنتاج ثلاثة ملايين طن من الحبوب إضافة إلى ثلاثة آلاف طن من الأعلاف.
ووعد الدولة بدعم أصحاب البساتين لمواجهة ظاهرة التجريف التي اتسعت في المحافظة خلال السنوات الماضية، مشيرا إلى أهمية هذه الخطوة في الحفاظ على الثروة الزراعية وتطويرها.
مؤكدا ان وزارة الزراعة ستقوم بدعم أصحاب البساتين في العراق بالقروض الميسرة ، مبينا أن هذه الخطوة تأتي للحد من ظاهر التصحر ومواجهة ظاهرة تجريف البساتين وبيعها كأراض سكنية التي انتشرت في مختلف المدن العراقية .
وأضاف الدولة أن الوزارة ستمنح قروضا للأشخاص الذين ينوون إنشاء بساتين جديدة أيضا ، لافتا إلى أن هذه الخطوة مهمة للحفاظ على الثروة الزراعية وتطويرها .
وأشار الدولة إلى أن العراق كان من أكثر الدول التي تضم أصنافا مختلفة من الأشجار، إلا أنه عانى في العقود الماضية من تراجع قطاع الزراعة وآن الأوان للنهوض به .
وكشف الدولة عن مطالبة الأمم المتحدة للعراق بتخصيص ما لا يقل عن 10% من الموازنة العامة، لدعم قطاع الزراعة ، موضحا أن هذه النسبة إن خصصت ستشكل دعما ملموسا للزراعة، إلا أن دعم الزراعة يحتاج إلى المزيد من الأموال وإلى خطط بعيدة المدى .
ولفت الوزير إلى أن الوزارة خصصت منظومات ري حديثة لكل المحافظات، ولم تُشمل محافظة دون أخرى ، مشيرا إلى أن وزارته توفر أيضا كميات كبيرة من الأسمدة للمزارعين وبأسعار مدعومة.
وخلال جولة ميدانية اطلع معالي وزير الزراعة الدكتور عزالدين الدولة على عدد من المشاريع الزراعية فقد اطلع على مشروع الحزام الأخضر الذي نفذته كوادر مديرية زراعة كربلاء بطول 27 كم وبمساحة إجمالية بلغت 1080 دونما تم زراعتها بأشجار النخيل والزيتون واليوكالبتوس .
وأشاد الدولة بالجهود الكبيرة التي بذلتها كوادر مدرية زراعة كربلاء لانجاز هذا المشروع العملاق موضحا ان هذا المشروع وبهذا الحجم مثال لابد ان تقتدي به المحافظات الأخرى باعتباره مشروعا اقتصاديا وبيئيا وترفيهيا واستمع خلال الجولة الى شرح مفصل عن مراحل انجاز المشروع والمعوقات التي تواجهه مؤكدا ان الوزارة ستدرس كافة المعوقات وحلها من اجل استمرارية هذا المشروع.
كم اطلع معالي وزير الزراعة على مشروع خيرات أبي الفضل للإنتاج النباتي والحيواني الذي تنفذه العتبة العباسية المطهرة واستمع الى شرح مفصل عن مراحل انجاز هذا المشروع الكبير الذي يعد رافدا مهما لرفد السوق المحلية بالخضروات المختلفة كالطماطا والخيار والباذنجان والفلفل وغيرها من المحاصيل الزراعية إضافة إلى تربية الأغنام وهذا المشروع نفذ بعد تمويله بقروض زراعية من قبل المصرف الزراعي من خلال المبادرة الزراعية للحكومة العراقية "
كربلاء/ باهر غالي
وكالة نون خاص