- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أين التغيير ؟ يا دعاةُ التغيير
حجم النص
شهد الوسط الرياضي في العراق وعلى مدى الأيام الماضية اكبر عملية انتخابية ربما تعد الأولى في تاريخ الرياضة العراقية من حيث حجم المشاركة وكذلك حجم الإمكانيات الكبيرة والتي توفرت لهذه العملية الديمقراطية في عراقنا الجديد .فقد بذلت وزارة الشباب والرياضة جهوداً كبيرةً ووفرت إمكانيات هائلة حيث استنفرت الوزارة جميع كوادرها في سبيل إنجاح هذا (العرس الانتخابي) كما يحلو للبعض تسميته .
وعلى ما يبدو فقد عَوَلَت الأوساط الرياضية في عراقنا الحبيب كثيراً على هذه الانتخابات مما جعل البعض يبالغ بوصفها حينما اعتبرها نقطة شروع جديدة للرياضة العراقية باعتبارها بداية مرحلة انطلاق جديدة ومهمة في حياة الرياضة العراقية ,فقد كبرت أحلام البعض حتى أصبحنا نحلم بحصول تغيير شامل وجذري في مفاصل العمل الإداري في أنديتنا العراقية خاصة بعدما أيقن الجميع بان مشكلة الرياضة العراقية مشكلة إدارية بحتة وليست مشكلة فنية كما يتصور البعض .
وقد شعرت وزارة الشباب والرياضة باعتبارها الجهة المسؤولة (قطاعياً كما يحلو لقادتها تلك التسمية )
بحجم مشكلة الرياضة العراقية الإدارية حيث شرعت بوضع الحلول الناجعة (من وجهة نظرها) لهذه المشكلة فكانت الانتخابات الرياضية للأندية العراقية والتي اعتقدت الوزارة بأنها سوف تحل المشكلة وتنتهي بذلك أزمة الرياضة العراقية حيث رفعت الوزارة شعار ( التغيير ثم التغيير ) من خلال هذه الانتخابات ومن خلال وضع لوائح انتخابية ظنت الوزارة بأنها سوف تحقق التغيير الذي يحلم به الجميع .
وجرت الانتخابات وسارت عجلة العملية الانتخابية في عموم عراقنا ولكن وفق شعار اختلف كلياً وجذرياً
وب(360) درجة عن شعار التغيير ثم التغيير ,اجل جرت الانتخابات وفق منطق جديد اسمه ( تمت إعادة انتخاب) فلم يحدث التغيير ولاهم يحزنون !!! فقد عادت نفس الوجوه البيضاء منها والكالحة والناجحة منها والفاشلة والمتخلفة منها والمتحضرة والجاهلة منها والمتعلمة إلى مواقعها القديمة ,فقد تمت إعادة انتخاب 95% من إدارات الأندية العراقية لدورة انتخابية جديدة وهنا نتساءل أين التغيير؟؟؟ يا دعاة التغيير ؟؟ .
رُبَ قائل يقول إنها لعبة الديمقراطية وهذا ما افرزه صندوق الانتخابات ,ونحن بدورنا نقول لماذا نحمل صندوق الانتخابات والديمقراطية مسؤولية فشلنا ؟؟؟.
الديمقراطية أيها السادة هي ثقافة وسلوك حضاري متحضر والصندوق يفرز ما يوضع فيه فهو وعاء لفشلنا وتخلفنا وجهلنا وأميتنا المقيتة !!! .فمن يتأمل صور الهيئات العامة والتي أدلت بصوتها ووضعت أوراقها في صندوق الانتخابات يدرك حجم المأساة التي حلت وستحل مستقبلاً برياضتنا العراقية !!!!!
فأغلب هذه الهيئات العامة للأسف هي عبارة عن هيئات مُعَبَئة ومتخلفة وجاهلة وهي لا تدرك مسؤولياتها الحقيقية ونحن هنا لا نتجنى على احد بل نسجل احترامنا وتقديرنا العالي لجميع الهيئات العامة في أنديتنا العراقية ولذلك نقول ماذا تفعل هذه الهيئات إذا كانت فعلاً لا تملك إرادتها في التغيير ؟ وماذا تفعل هذه الهيئات العامة إذا كانت لا تعرف شيئاً عن لوائح الانتخابات ؟ بل إن بعضها لا يعرف حتى طريقة التصويت ؟
وهنا يكمن فشل وزارة الشباب والرياضة ولجنتها العليا للانتخابات فقد أعلنت هذه اللجنة بأنها أقامت العديد من الندوات التثقيفية للهيئات العامة ولكن اتضح بما لا يقبل الشك إن تلك الندوات لم تحضرها الهيئات العامة بل حضرتها الهيئات الإدارية والقلة القليلة من الهيئات العامة للأندية وهنا الطامة الكبرى حيث سارت الأمور بما تشتهي سفن الهيئات الإدارية للأندية بحيث أضافت أسماء وشطبت أسماء من الهيئات العامة ( ولعبت شاطي باطي ) حتى أصبحت الهيئات العامة مفصلة وفق مقاس الهيئة الإدارية للنادي ولذلك جاءت النتائج وفق منطق (تمت إعادة انتخاب) .وبذلك تكون وزارة الشباب والرياضة متواطئة بشكل صريح مع إدارات الأندية سواء كانت الوزارة تدرك ذلك أم لم تدركه .وهنا نقول أين التغيير ؟؟؟ يا دعاة التغيير ؟؟ .
لقد شاهدنا وسمعنا العجب العجاب في انتخابات أنديتنا الرياضية ,فقد كنا نقرأ ونسمع ونشاهد التصريحات والاتهامات بين أعضاء الهيئات الإدارية للأندية فذلك العضو يتهم رئيس النادي بالتفرد بالقرار ورئيس النادي يتهم أمين السر بالعمل بانفرادية والآخر يتهم الآخر بعدم النزاهة وغير ذلك من التهم الطازجة والجاهزة إضافة إلى التراشق الإعلامي ,أين ذهب كل ذلك ؟؟؟ والآن أصبحت إدارات أنديتنا سمن على العسل كما يقولون ولذلك يفترض أن تكون رياضتنا معافاة وسليمة من كل الإمراض (سبحان مغير الأحوال) .يبدو إن المصالح تفرض نفسها دائماً على المبادئ وهذا هو ما معمول به في السياسة والتي على ما يبدو قد انتقلت بأدرانها وإمراضها إلى الرياضة حيث أصبحت كوادرنا الرياضية تتعامل وفق مصالح فئوية وشخصية وسياسية ضيقة (لعن الله السياسة ومريديها) .
لقد استقتل البعض من اجل البقاء على كرسيه في النادي نعم استقتل البعض إلى مستوى جعله يخرج من إطار اللياقة العامة فقد شاهدنا رئيس نادي يصف منافسه وهو رياضي معروف بأنه لا يجيد الرمية الجانبية بكرة القدم حدث ذلك من على قناة البغدادية بين صباح الكرعاوي رئيس نادي النجف وعبد الغني شهد مدرب النجف السابق ثم شاهدنا رئيس نادي آخر يتهم منافسه بأنه مدعوم من جهة سياسية متنفذة !!!!!
إن هذا السباق المحموم والمسعور من التصريحات وهذه الهستريا التي أصابت إدارات الأندية تعطينا انطباعاً أكيدا وهو لماذا يتقاتل هؤلاء على المناصب ؟؟؟؟ إذ لم تكن في تلك المناصب (دسومة) تغري النمل !!!
هذا هو واقعنا وعلينا أن لا نجافي الحقيقة .إن من أوصل حالة الانتخابات إلى هذه الدرجة هي لوائح وزارة الشباب والرياضة والتي أعدها للأسف من يسمون أنفسهم مستشارون ولكنهم اتضح الأمر أنهم بعيدون كل البعد عن واقع أنديتنا بل واقع رياضتنا بشكل عام فهم لا يفقهون من الأمر شيئاً !!!!
فقد أرادت وزارة الشباب والرياضة ومن خلال لوائحها الانتخابية أن تجعل إدارات الأندية تابعة لها بكل شيء فقد سلبت الوزارة وبوضح النهار استقلالية النادي المعنوية وجعلته بمثابة دائرة صغيرة تابعة لوزارة الشباب والرياضة وهذا خرق فاضح لقانون الأندية والذي يؤكد على استقلالية النادي .
فقد كنا نقرأ ونسمع بان بعض رؤوساء الأندية عندنا لا يجيدون القراءة والكتابة والبعض منهم من كان مطرباً فاشلاً والآخر من كان يبتاع البطاقات بباب النادي وغير ذلك من القصص والأخبار والتي أدخلت أنديتنا في موسوعة غينتس للأرقام القياسية ,هكذا كنا نسمع ونقرأ عن بعض رؤوساء الأندية وتلك حقائق لا يمكن أن ينكرها احد لكن المضحك جداً أن نرى هؤلاء قد عادوا مجدداً إلى مواقعهم القيادية في الأندية وهذه المرة عودة وبالإجماع !!!!! نعم بالإجماع وهذا ما افرزه صندوق الانتخابات إذن أين هي مقومات التغيير ؟؟؟ والتي أعدتها الوزارة من خلال لوائحها الانتخابية ؟؟؟فقد استثنت هذه اللوائح من تشاء وسمحت بالترشيح لمن تشاء فنحن لم نفهم الحكمة التي تملكها وزارة الشباب والرياضة حينما تقوم بدعم شخص ما على حساب شخص آخر تحت ذرائع واهية ومخجلة جداً ؟؟؟؟ ففي الوقت الذي تعلن فيه وزارة الشباب والرياضة بأنها (تقف على مسافة واحدة ) وهذا تعبير سياسي جداً من جميع المرشحين نراها تساند وتدعم شخص ما حتى لو كان هذا الشخص ذو تاريخ يشوبه الكثير من اللغط وهذا ما حصل مع قضية ترشيح (الحاج) أصيل طبرة أعلى الله مقامه ,والتي تبنتها وزارة الشباب والرياضة وهذا ما صرح به الحاج أصيل طبرة حينما قال (إنني مدعوم من وزارة الشباب والرياضة ووكيل وزارة الداخلية) .
إن هكذا تدخل وبهذا الشكل السافر يفسد استقلالية الجهات الحكومية والتي تدعي أنها المسؤولة قطاعياً عن المشهد الرياضي العراقي .ففي الوقت الذي أقامت وزارة الشباب والرياضة الدنيا ولم تقعدها على حسين سعيد رئيس اتحاد الكرة السابق واتهمته بشتى أنواع التهم نراها تتبنى وتساند وتدعم ترشيح الحاج أصيل طبرة النائب الأول للكسيح عدي في اولمبية النظام المقبور وشتان بين تاريخ حسين سعيد وتاريخ الحاج أصيل طبرة ,وبالمناسبة هذا الكلام ليس دفاعا عن حسين سعيد ولكن حالة المقارنة فرضت نفسها .
هكذا للأسف فقدت الانتخابات استقلاليتها من خلال تدخل الجهات الحكومية بترشيح فلان وإبعاد علان وفي محافظاتنا العزيزة فإننا سمعنا إن هناك مرشحاً يدعمه رئيس مجلس محافظة ومنافسه يدعمه عضو برلمان ومنافس آخر يدعمه عضو مجلس محافظة من كتلة سياسية أخرى .
هذا هو حال انتخابات أنديتنا ,أين هي الاستقلالية ؟؟؟ أين هو الوقوف بمسافة واحدة من الجميع ؟؟؟
إن وجود لوائح انتخابية واضحة وشفافة وخالية من الانتقائية والتعقيد كفيلة بإخراج انتخابات نزيهة تنتج إدارات أندية يمكن أن نعول عليها بالنهوض في رياضتنا العراقية وهذا ما كنا نطمح إليه لكننا للأسف عدنا من حيت أتينا فقد عادت الوجوه ذاتها وسوف نسمع بعد شهور قليلة نفس المشاكل والصراعات والتراشق الإعلامي وكأنك يا أبو زيد ما غزيت .
أقرأ ايضاً
- المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
- يرجى تصحيح المسار يا جماهير الكرة
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!