استهل سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجعية الدينية العليا في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 20 ذي الحجة 1429هـ الموافق19 /12/2008م بالتطرق إلى عدد من الأمور الخاصة بالانتخابات قائلا: مع اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات المقرر إجراؤها نهاية شهر كانون الثاني لعام 2009م نود التأكيد على أن أصل المشاركة في الانتخابات هو بمقتضى المسؤولية الشرعية والوطنية والأخلاقية وذلك لان أعضاء مجالس المحافظات هم الذين ستناط بهم مهام إدارة شؤون المحافظة المختلفة، ولذلك فان المشاركة وحسن الاختيار سيوفر الإدارة المقبولة وبعكسه ستصعد عناصر سيئة لهذه المجالس، كما أن المشاركة الواسعة سترسخ النظام السياسي الجديد المتمثل بتفعيل إرادة المواطن في اختيار الأشخاص لإدارة شؤون بلده ومحافظاته.
وأضاف سماحته: أن البعض يطرح مسألة مفادها ( ما الذي حصلت عليه من الوضع الجديد) وهذا غير صحيح، حيث أن هناك أمورا كثيرة تحققت على رأسها الحرية في التعبير عن الرأي وفي المعتقد والفكر وممارسة الشعائر العبادية وغيرها بلا خوف من أجهزة أمنية أو مخابراتية أو غير ذلك، ولا يمكن القول بعدم وجود فساد ومحسوبية وتقصير في الخدمات، ولكن إجمالا فان الوضع الآن أفضل بكثير من السابق.
وأشار سماحته إلى قيام بعض الكيانات وبعض الأشخاص بشراء الأصوات مقابل مبالغ مالية وهدايا ووعود بامتيازات ومكاسب، وان هذا الأمر محرم على الطرفين وهو خيانة للدين والوطن، والمال المأخوذ سحت وحرام، ويفترض بالمرشح لعضوية مجلس المحافظة استعمال الأساليب المقبولة شرعا وقانونا وأخلاقا للوصول إلى تلك العضوية، كما أن على المواطن توخي اختيار الشخص المناسب لهذا الموقع.
وأكد سماحة الشيخ على أن من الضروري للمواطنين الفحص عن صفات المرشحين للتأكد من أهلية المرشح الذي سيتم اختياره، فلابد من الفهم والسؤال من الآن، إذ أن مسالة أصل المشاركة في الانتخابات لا تكفي، بل لابد من حسن الاختيار للمرشح المناسب المتصف بالكفاءة والنزاهة والقدرة على تقديم الخدمة وحبه لمدينته وخدمتها، لان معنى الانتخابات هو تسليم مقاليد الأمور المهمة للمدينة وأهلها بيد هؤلاء الأشخاص .. فإذا ما كان الاختيار سيئا ينعكس ذلك على إدارة المدينة بحيث تكون سيئة وتصل إلى حد الإضرار الكبير بمصالح المواطنين في الجوانب الخدمية وغيرها، ولذلك لا بد من حسن الاختيار لحفظ مصالح المواطنين.
وشدد سماحته على ضرورة اختيار المرشحين المناسبين بعيدا عن التأثر بالعاطفة والمزاج وتأثيرات الآخرين، فلا يصح انتخاب شخص لمجرد القرابة أو لكونه من أهل المحلة أو الحزب أو لأنه حقق له مصلحة في يوم من الأيام، بل لابد من ملاحظة الاتصاف بالنزاهة والكفاءة والمقدرة على الخدمة.
وبخصوص الأشخاص الذين يطالبون ممثلي المرجعية أن يحددوا لهم من ينتخبونه قال سماحة الشيخ: سبق أن بينا أن المرجعية الدينية العليا وممثليها تقف على مسافة واحدة من جميع الأشخاص والجهات وهي لا تتبنى ولا تدعم أي شخص أو أية جهة، وان ممثلي المرجعية ما عليهم إلا تبيان ما تقتضيه المسؤولية الشرعية والوطنية وكيفية المشاركة في هذه الانتخابات بما يحقق معها الوصول إلى الأهداف المنشودة.
كما تعرض سماحته إلى مؤتمر الكفاءات العراقية الذي سينعقد بعد فترة بقوله: جميل وحسن أن تعقد مثل هذه المؤتمرات في هذا البلد الذي هجرته الكثير من هذه الكفاءات وتركت أثرا سلبيا على فرص تقدمه وإعماره وازدهاره، والذي نرجوه من الإخوة المؤتمرين الخروج بتوصيات توفر لمن تبقى من هذه الكفاءات فرص البقاء في العراق وإعطاء فرص أكبر للمساهمة في تقديم أفضل الخدمات والمشاركة في اعمار وتطوير البلد، والخروج بتوصيات واتخاذ الإجراءات التي تشجع على عودة من هو موجود خارج العراق، ولان عودة الجميع في الوقت الحاضر – ربما – غير ممكن للظروف الحالية في العراق مقارنة بما هو متوفر لهم في خارج العراق، فيمكن التواصل معهم والاستفادة من كفاءاتهم وخبراتهم وذلك من خلال الحضور ولو في كل عدة أشهر أو في السنة – مرة ولأيام إلى العراق للاستفادة من قدراتهم وكفاءاتهم لصالح البلد والشعب .
أقرأ ايضاً
- منتسب برئاسة الجمهورية يبتز المواطنين والرئيس يوجه بالتحقيق الفوري وسحب يده
- في اليوم الثاني لحظر التجوال.. السوداني يتجول في بغداد و"يلتقي المواطنين"
- مليون عامل أجنبي في العراق يخرجون 6 مليارات دولار من البلد سنوياً